الموضوع: الشَّمَاتَــة
عرض مشاركة واحدة
قديم 22-08-2013, 03:15 PM   #1
ازهرى وراقى
مشرف ملتقى الرقية الشرعية


الصورة الرمزية ازهرى وراقى
ازهرى وراقى غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 36778
 تاريخ التسجيل :  12 2011
 أخر زيارة : 23-02-2022 (04:21 PM)
 المشاركات : 6,240 [ + ]
 التقييم :  66
لوني المفضل : Cadetblue
الشَّمَاتَــة



الشَّمَاتَــة


ماهر محمود


لقد حرص الإسلام على تربية أبنائه على معاني الأخوة والوحدة ، وحذرهم من كل ما يتنافى مع هذه الرابطة أو ينتقص منها .
ومن أهم الأخلاق السيئة التي تضر بهذه الرابطة ما يكون من سرور الأخ بما يصيب أخاه من المصائب في الدنيا أو الدين ،
وهذه هي الشماتة .

إن الشماتة إذن لا تليق بمسلم تجاه أخيه المسلم أبدًا ، بل هي من صفات الأعداء الذين حذر الله منهم ووصفهم بقوله :
( إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيط ٌ)( آل عمران:120 ) ،
وقوله تعالى : ( إِنْ تُصِبْكَ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكَ مُصِيبَةٌ يَقُولُوا قَدْ أَخَذْنَا أَمْرَنَا مِنْ قَبْلُ وَيَتَوَلَّوْا وَهُمْ فَرِحُونَ )( التوبة:50 ) .

ولقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يتعوذ بالله من شماتة الأعداء ، فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : كان النبي
- صلى الله عليه وسلم - يتعوذ بالله من جَهْد البلاء ، ودَرَك الشقاء ، وسوء القضاء ، وشماتة الأعداء ))(رواه البخاري) .

إن من الأمور المهمة بالنسبة للمجتمع المسلم أن يوطن أبناؤه أنفسهم على الفرح بفرح بعضهم ، والتألم والحزن لما يصيبهم ،
وقد جعل الله تعالى من العقوبات القدرية لمن كان شامتـًا بأخيه المسلم أن يُبتلى بمثل ما كان سببـًا لشماتته .
قال - صلى الله عليه وسلم - : ((لا تظهر الشماتة لأخيك فيرحمه الله ويبتليك)).(رواه الترمذي وقال : حسن غريب) .

ومن الشماتة المذمومة شرعـًا أن يتوب الله على عبدٍ من ذنبٍ ما فيأتي أخوه فيعيره به ، وقد حذر النبي - صلى الله عليه وسلم -
من ذلك أيضـًا بقوله : (( من عيَّر أخاه بذنبٍ لم يمت حتى يعمله )).(رواه الترمذي وقال : حسن غريب) .

ولو لم يكن من مضار الشماتة إلا أنها تسخط الربَّ تبارك وتعالى ، وتدل على انتزاع الرحمة من قلوب الشامتين لكفى
بذلك زجرًا عنها ، فكيف وهي تورث العداوات ، وتؤدي إلى تفكك أوصال المجتمعات ، ثم هي تعرض أصحابها للبلاء :

إذا ما الدهر جَرَّ على أناسٍ كَلاَكِلَه أَنَاخَ بآخــرينا
فقل للشامتين بِنَا أَفيقــوا سَيَلْقَى الشامتون كما لقينا

المصدر: نفساني



 

رد مع اقتباس