الموضوع: أرض الأمل
عرض مشاركة واحدة
قديم 30-08-2013, 09:37 PM   #16
حياة الأمل
عضو نشط


الصورة الرمزية حياة الأمل
حياة الأمل غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 43811
 تاريخ التسجيل :  06 2013
 أخر زيارة : 27-04-2015 (08:39 PM)
 المشاركات : 141 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


كانت تلك البحيرة منطلق رحلتي الى عالم الأحلام فبمائها تطهرت من دنس الواقع ونزعت ما في صدري من غل أو حقد الى أي مخلوق من مخلوقات الله ...هكذا هو عالم الأحلام حيث تتملص الروح من سجنها وتهيم وتمرح في الفضاء الرحب ....ذاك ما شعرت به وأنا في طريقي الى بلاد الأحلام ....كانت السعادة تسري بجسدي فأجد خفة ورشاقة غير معهودة حتى أنني تفاجأت أيما مفاجأة حينما رأيت قدماي ترتفعان رويدا رويدا عن وجه الأرض .أليس يقال أن الأنسان حبنما تغمر قلبه فرحة عامرة أنه يكاد يطير من الفرح .فأنت في عالم الأحلام لك ما لسيدنا سليمان الريح تأتمر بأمرك فقط تمنى ....واتخذتها مطية بلغتني هذه المدينة الرائعة ....
كانت تختفي بحسنها عن العيون خلف حجاب صفيق من الضباب .تلوح معالمها للناظر لأول وهلة كأنها جنة عدن تحيط بها الخضرة من كل جانب .هي الحياة في أجمل معانيها ...أن حللت بها فلا تروم فراقها .يحلو بها المقام وتهنأ الروح فيها ...في كل لمحة طرف حسن وابداع وفي كل نسمة من نسائمها روح وريحان وكل صوت أو همسة أنغام وألحان واذا تناولت من طيباتها لذة وامتنان ...فأنت فيها انسان ...حقا انساااااااااااااااااااان......
كنت أحلم منذ طفولتي بأن أجمع مالا وفيرا لأجوب به بلاد العالم ...فأحببت منذ أن وعيت الحياة المال حبا جما .ألم يقر الله في كتابه الكريم ذلك "وتحبون المال حبا جما" أجل أعترف ربي وأقر أنني أحب المال .فمنذ أن وطئت قدماي أرضها خطرت بذهني أوراق نقدية متناثرة من السماء وفي لمحة طرف لبت السماء نداءك واذا هي تمطر أوراقا نقدية .حينما أحصيتها ألفيتها المبلغ الذي أحلم بجمعه دون حذف أو نقصان ....ولا تسل عن سعادتي وأنا أشم رائحة الأوراق النقدية تارة وأتلمسها بيدي تارة أخرى ...حقا انني في مدينة الأحلام ...مرحى ....مرحى ...سأحقق أحلامي في السفر الى بلاد العالم ....فجأة هبت ريح عاتية وبعثرت الأوراق بين يدي وتناثرت هنا وهناك بعيدا عن ناظري تطوح بها الريح حيثما تشاء ولم تمسك يدي الا ورقة نقدية طفقت أقلبها بين يدي ..وتطلعت اليها والحسرة تغمر قلبي فألفيت في حافتها كتب بماء الذهب :
"مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم ".فأحطت بالعلم اليقين وتبينت ما جعل المال ينسحب من بين يدي لأن المال الذي لايجلب السعادة الى الانسانية والذي يكنزه الانسان الى نفسه التواقة الى المزيد منه والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة فهي برمتها الى زوال وكم شهدت في عالم الواقع أناسا يعبون المال عبا وفي لمحة طرف أصبحوا لايجدون ما يسد رمقهم .بينما بعضها اشترى من الله نفسه وماله فضاعف الله الخير بين يديه وأقر عينه بما برضيه وكلما أنفقه في موارد الخير نما ماله وربا .وهو قانون تفطن اليه أثرياء العالم الا من كان خادم المال وليس سيده فطفقوا ينفقونه في المساعدات الانسانية ولذلك ظل المال بين يديهم لايفارقهم .فأمسكت بالصبابة من المال التي تبقت لي وهرعت الى المدينة أبحث عمن أرسم الابتسامة على وجههه حينما يتسلمها .فألفيت أمرا غريبا عجيبا . ...


 

رد مع اقتباس