نفساني - عرض مشاركة واحدة

04-09-2013, 08:21 PM

وللسعادة ألوان

طيلة مكثي في هذه البلاد ألفيت أن السعادة تشرق بنورها في كل حدب وصوب .وان كنت قد حدثتك آنفا عن السعادة في عالم النبات وهو الذي لاتشعر به الا النفوس النقية الطاهرة التي تترشف قطرات السعادة مما حولها ...يا الله ....تأمل معي هذه الفراشة وهي تحط على تلك الزهرة المعطاءة ترفرف بأجنحتها مع الأثير وفي حركتها جمال ورفيف أجنحتها لحن عذب فتتراقص الرياحين لمسمعه ...ابداع رباني ينضح سعادة وجمالا يشفي النفوس العليلة وينير سويداء الأرواح المكدودة البائسة ....هي ما فكرت أن تحرم من الطيران ولا خطر بخلدها أن تكون أجمل الفراشات فنعمت بحياتها وسعدت بها ...وذاك سر السعادة .....
في بلاد الأحلام حينما تستقبل يوما جديدا لن تتبين ذلك عندما تبصر الشمس وانما تستقبل اليوم بمعزوفة عذبة الأنغام شجية الألحان من تغريد البلابل ....سبحان الذي ألهمها هذه الزقزقة الشذية التي تطرب لسماعها كل أذن وتثلج القلب المهموم وتبعث الأمل فيه ....ولا تسل عن السعادة التي ينعم بها سكان المدينة الذين أشربت أرواحهم بحبها وترعرعوا على أديمها وبين أحضانها فتعلمت منهم سر السعادة ....
وما يخطر ببالي وكنت مرارا وتكرارا يتردد على مسامعي المثل القائل "يجود الفقير بما لديه" ولم ألق له بالا ولا شأنا الى أن حللت ببلاد الأحلام فاكتشفت أنه من أسرار السعادة ولعل حادثة طريفة عشتها في تلك المدينة أحطت من خلالها دروسا وعبرا ...هل تذكر تلك الورقة النقدية التي أمسكت بها وهرعت للمدينة لأسعد بها أي انسان ؟؟؟
حقا في عالم الواقع هو أمر جلل عظيم ....
التقيت بطفل مسكين قد اصفر من الجوع محياه يرتدي أسمالا رثة بالية والبسمة لاتفارق محياه يدندن بصوت شجي ترانيم السعادة .فسعدت لمرآه لأنه طلبتي والغريب في الأمر أنه كان أكثر غبطة وسعادة بلقائي مني ...وقد يتبادر الى ذهنك أنه سعيد لتسلمه المال ...لالالالالالالالالالالالالالا...............عفوا سيدي فقد جانبت الصواب ولك اجر واحد ...أتود أن أخبرك عن دواعي سعادته بلقائي؟؟؟؟
فقد تسلم المال مني وهرع الى أقرب متجر واقتنى طعاما وعاد الي والبسمة لاتفارق محياه و دعاني لمشاركته طعامه لتسعد روحه بذلك ....يا الله ...أي عالم هذا ....انها مدينة الأحلام