الموضوع: I'm gonna like ME...#
عرض مشاركة واحدة
قديم 18-01-2004, 06:26 AM   #29
صوت الشباب
( عضو دائم ولديه حصانه )


الصورة الرمزية صوت الشباب
صوت الشباب غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2327
 تاريخ التسجيل :  08 2002
 أخر زيارة : 25-03-2015 (05:22 AM)
 المشاركات : 3,193 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


لا يشك مسلم ولا يجادل في شرعية القتال في سبيل الله ، وأن هذا القتال عبادة يتعبد المسلمون بها إلى الله ، ولكل عبادة شروط و واجبات وأركان وصفة .
و يشترط في أي عبادة : اخلاص النية لله ، متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم في كيفية هذه العبادة وصفتها ،فلا يجوز صرف العبادة لغير الله ولا يجوز أن يزيد المسلم في العبادة ولا ينقص منها سواء عبادة خاصة بالفرد أو عبادة عامة للمجتمع كاملاً .القتال في سبيل الله حاله كحال أي عبادة له شروطه وله واجباته وصفاته وأركانه .
ومن خلال هذه الشروط والصفة الشرعية للقتال نعرف الفرق بين القتال في سبيل الله وبين القتال (ابتغاء عرض الدنيا) ونستطيع التعرف على العمليات الاجرامية التي لا تمت للجهاد الشرعي الاسلامي بصلة .

إن الحماس وحده لا يعطينا دليلاً شرعياً ، لا يكفي أن نهتف بهتافات رنانة وننادي بحرية الشعب لنحصل على مشروعية القتال ، ولا يكفينا الهدف السامي لنتعدى على حدود الله في القتال ، وليس حبنا للقدس ومكة والمدينة مبرراً لتجاوز الشريعة الالهية ، إذاً فلنترك الحماس و العاطفة وحب القتال جانباً ولنحتكم الى القرآن والسنة ..فمن كانت له حجة ودليل (( قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين))

شروط القتال في سبيل الله
1 - وجود إمام للمسلمين وهو الحاكم المسلم القائم الظاهر:

والأدلة على ذلك كثيرة منها : قوله صلى الله عليه وسلم : "إنما الإمام جُنَّة ، يُقَاتَلُ من وَرائِه ، وَيُتَّقَى به ، فإن أَمَرَ بتقوى الله عز وجل ، وَعَدَل ، كان له بذلك أجر .." ووجه الدلالة أن (إنما)تفيد الحصر ، فكأنه قصر مهام الإمام فى كونه سترا - قال النووي : أي كالستر لأنه يمنع العدو من أذى المسلمين. فالوقاية من أذية العدو منتفية إذا لم يكن لنا إمام شرعي . والجملة الفعلية (يُقَاتَلُ مِن وَرَاِئِه) صِفَةٌ للجُنَّةِ ، فهي داخلة فى الحصر فكأنه قال : لا قتال إلامن وراء إمام ، قال النووي : ومعنى يُقَاتَلُ مِن ورائه ، أي : يُقاتَلُ مَعَهُ الكفار، والبُغَاة ، والخوارج ، وسائر أهل الفساد ، والظلم مطلقا .

ومن الأدلة أيضا ما أخرجه البخاري عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يوم الفتح : "لا هجرة بعد الفتح ، ولكن جهاد ونية، وإذا استُنفِرتُم فانفروا" . ووجه الدلالة من الحديث أن الأمة تَنفِرُ بعد أن يَستَنفِرَها الإمام ، فإذا لم يكن هناك إمام شرعي فلا استنفار ، ومن ثم فلا يكون نفير .

وفي حديث حذيفة - رضى الله عنه - أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - لما ذكر الدعاة على أبواب جهنم ، مَن أجابهم إليها قذفوه فيها ، ثم ذكر وصفهم، قال له حذيفة - رضي الله عنه - : فما ترى إن أدركني ذلك ؟ قال : "تلزم جماعة المسلمين وإمامهم" ، فقلت : فإن لم تكن لهم جماعة ، ولا إمام؟ قال : "فاعتزل تلك الفِرَق كلها".ومن صور الاعتزال ترك القتال فى مثل تلك الحالة حيث لا إمام ، فلو كان القتال جائزا بدون إمام لقال له : قاتل تلك الفرق حتى يستقيموا على أمر الله ،واعتبار هذا الشرط هو عمل النبي - صلى الله عليه وسلم -وصحابته من بعده . روى اللالكائي عن ابن أبي حاتم أنه قال : سألت أبي وأبا زرعة عن مذاهب أهل السنة فى أصول الدين ، وما أدركا عليه العلماء فى جميع الأمصار ، وما يعتقدان من ذلك ، فقالا : "أدركنا العلماء فى جميع الأمصار حجازا ، وعراقا، وشَامًا ، ويَمَنًا ، فكان من مذهبهم" إلى أن قال : "فإن الجهاد ماضٍ منذ بَعَثَ الله -عز وجل - نبيه - صلى الله عليه وسلم - إلى قيام الساعة مع أولي الأمر من أئمة المسلمين لا يُبطِلُه شيء".

2 - تميز الصفوف :

وقد جاء فى صحيح مسلم أَنَّ أنس بن مالك - رضي الله عنه- قال : كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إنما يُغِير إذا طلع الفجر ، وكان يستمع الأذان ، فإن سمع أذانا أمسك ، وإلا أغار . وهذا واضح أيضا أن الحكم بالإسلام يثبت للقوم إذا أعلنوا شعيرة من شعائر الإسلام ، وهى الأذان ، وأنهم يأخذون بعض حقوق المسلمين ، وهي عدم جواز الهجوم عليهم وقتالهم ، وكذلك جاء النص القرآني في سورة الفتح الذي يُعلِن الله فيه أنه صَرَفَ المسلمين عن قتال الكفار فى غزوة الحديبية لأن بمكة مسلمون مستترون ، قال تعالى : {ولولا رجال مؤمنون ونساء مؤمنات لم تعلموهم أن تطئوهم فتصيبكم منهم معرة بغير عِلم ليدخل الله فى رحمته مَن يشاء لو تَزَيَّلُوا لعذبنا الذين كفروا منهم عذابا أليما}.

أي :لو تَنَحَّى هؤلاء المؤمنون ، وتَمَيَّزُوا، وخرجوا عن مكة ، ولم يبقَ فيها إلا المشركون الخُلَّص لَسَلَّطنَاُكم عليهم ، وهذا إعلان من الله لنا أن المؤمن ولو كان مستترا ، أيضا له كرامة المؤمنين فى عدم جواز البطش بقومه ، إلا إذا خرج من بين ظهرانيهم ، فكيف بالذين يريدون الفتن فى بلاد المسلمين ، وأن يقتل المسلم أخاه ، والحال أن هذه البلاد تقام فيها الصلاة وسائر العبادات؟!

"وأما القول بأنه يجوز قتال دون أن يتميز صف المسلمين من صفوف الكفار فهو حرام ، وقولٌ أعمى لا يُبنَى على فِقه ، أو دِين ، أو عقل ، وهذه آيات القرآن ، وأحاديث الرسول - صلى الله عليه وسلم - ، وتاريخ الصحابة كله شاهد أنه لا قتال إلا بعد تَمَيُّزِ الصفوف ، وانحياز أهل الإسلام إلى إمامهم وعلمهم ، وانحياز أهل الكفر إلى قوادهم وجيشهم ، فلم يأمر الله تعالى الرسول - صلى الله عليه وسلم - بالقتال إلا بعد أن تَمَيَّزَ جيشه ، وكانت له قاعدته فى المدينة ، وجماعته المستقلة التي تخرج وتبرز وحدها رافعة لواءها ، معلنة أهدافها ، معروفة أوصافها ، هذا هو الجهاد الإسلامي ، صف مميز له هدف معلوم ، وراية مرفوعة ، وجماعة ظاهرة ، وإمام قائم ، وأما المجموعات السرية المختبئة فى الجحور التى تخرج على الناس فجأة ، فتغدر ، وتقتل ، وتضرب على غير هدى فليسوا دعاة إسلام، وليس لفعلهم هذا شبه ، ولا مثال فى كل تاريخ مَن يُقتَدَي به من أهل الإسلام ... وأما الاستدلال بأن الرسول - صلى الله عليه وسلم - غزا أقواما من بني المصطلق، وهم غارُّون ، فَنَعَم ، فَاجَأهُم الرسول - صلى الله عليه وسلم - ولكن النذارة [قد] بلغتهم ، وَدُعُوا إلى الإسلام ، ولم يستجيبوا ؛ فلهذا خرج الرسول- صلى الله عليه وسلم - [وغزاهم وهم غارُّون] وهو ذو عَلَمٍ ، وصاحب جماعة ، وأمة ، وله رسالة قد أبلغها إلى الآفاق ، وجيش معروف ، وأهداف واضحة ، وقد أمر- صلى الله عليه وسلم - أن لا يُحَاَربَ قوم حتى يُدعَوا إلى الإسلام أولا ، فإن أَبَوا فالجِزية ، فإن أبوا فالحرب، فهذه سُنَّةُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وَسُنَّةُ خلفائه الراشدين ، وَسُنَّةُ من يُقتَدَى به من أهل الحق ، والدِّين" فقد كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أَمَّرَ أميرا على جيش ، أو سرية أوصاه بتقوى الله ، وَمَن معه من المسلمين خيرا ، ثم قال : "اغزوا باسم الله ، في سبيل الله ، قاتلوا من كفر بالله ، اغزوا ، ولا تَغُلُّوا ، ولا تَغدِروا ، ولا تُمَثِّلُوا ، ولا تَقتُلُوا وليدا ، وإذا لَقَيتَ عدُوَّكَ من المشركين فادعُهُم إلى ثلاث خِصال ، أو خِلال ، فأيتهن ما أجابوك فاقبَل منهم ، وَكُفَّ عنهم : ثم ادعهم إلى الإسلام ؛ فإن أجابوك فاقبَل منهم ، وَكُفَّ عنهم، فإن أَبَوا فَسَلهُم الجزية ، فإن هم أجابوك فاقبل منهم، وَكُفَّ عنهم ، فإن هم أَبَوا فاستعن بالله ، وقاتلهم .."

3 - تَوَفُّرُ القُدْرة :

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : "إن الأمر بقتال الطائفة الباغية مشروط بالقُدرة ، والإمكان" ، إذ ليس قتالهم بأولى من قتال المشركين ، والكفار، ومعلوم أن ذلك مشروط بالقُدرة ، والإِمكان ، ويشهد لذلك أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - أخبَرَ بظُلم الأمراء بعده ، وبغيهم ، ونَهَى عن قتالهم لأن ذلك غير مقدور ، إذ مفسدته أعظم من مصلحته ، كما نُهِي المسلمون فى أول الإسلام عن القتال ، كما فى قوله تعالى : {ألم تر إلى الذين قيل لهم كُفُّوا أيديكم}. وكما كان النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه مأمورين بالصبر على أذى المشركين والمنافقين ، والعفو ، والصفح عنهم حتى يأتي الله بأمره" انتهى كلامه . -*فنصوص الكتاب كثيرة فى بيان أنه لا تكليف إلا بمستطاع ، ومقدور للعباد ، وأن الواجبات كالصيام ، والحج ، والجهاد ، تسقط بالعذر، والعجز، وعدم الاستطاعة ، قال تعالى : {لا يُكَلِّف الله نفسا إلا وسعها} . فلله الحمد والمِنَّة ، والفضل ، والنعمة ، فقد سَهَّلَ ، ورفق ، ووضع عنا الإِصرَ ، والأغلال التى كانت على مَن قبلنا ، وقد اتفق العلماء على أن التكليف بما لا يُطَاقُ ليس واقعا فى الشرع ، قال تعالى : {وما جعل عليكم فى الدِّينِ مِن حرج}.وقال تعالى : {يُريدُ الله بكم اليُسر ولا يريد بكم العُسر}.

ويقول سبحانه : {فاتقوا الله مااستطعتم} [ويقول النبي - صلى الله عليه وسلم - : "ما نهيتكم عنه فاجتنبوه وما أمرتكم به فأتوا منه ما استطعتم"] ويقول النبي - صلى الله عليه وسلم - فى الحديث الذى رواه مسلم عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - : "مَن رأى منكم منكرا فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه ، وذلك أضعف الإيمان"وهكذا فأنت ترى كيف يسقط الإنكار باليد ، واللسان عند عدم الاستطاعة


وهذه الأدلة الصحيحة الصريحة جعل أصحاب هذا الفكر القتالي غير المقيد بقيود يهربون منها بقولهم إن حق الطاعة للامام في هذه الدولة قد انتزع ولم يعد له حق الطاعة بل وصل ببعضهم القول بوجوب الخروج عليه .


 
التعديل الأخير تم بواسطة صوت الشباب ; 18-01-2004 الساعة 07:26 AM

رد مع اقتباس