بسم الله الرحمن الرحيم
أنا شاب أبلغ من العمر 16 سنة ، نشأت في بيئة عائلية مرموقة اجتماعيا ، علمياً و دينياً ، الوضع المادي ممتاز رغم ذلك فأنا أعاني من صعوبات هائلة في حياتي الاجتماعية .
لم يكن ما يعيبني في طفولتي ، بل كنت اجتماعيا ، مرحاً ، محبوباً ، كان الجميع يحب اللعب معي ، مجالستي وسماع القصص مني ، لكن منذ دخولي إلى المدارس الحكومية تبدلت أحوالي للأسوأ ، لم تلقَ حماستي والروح المرحة القبول الذي كانت تحظى به ، بل عانيت العديد من الصعوبات ، تم ضربي ، تهديدي ، التحرش بي ، نعتي بالفتاة فقد كانت تصرفاتي البريئة لم تصقلها وحشية الحياة بعد . لذا اضطررت أن أتعايش مع الوضع رغم عدم قبولي له لأحظى بالاحترام والقبول اجتماعياً .
لم أكن نشطاً اجتماعيا ، بل جعلت لنفسي منطقة راحة بين عدد معين من الزملاء أعمل جاهداً لأنهض بنفسي بينهم ، عشت على هذا الحال حتى السنتين المنصرمتين وهنا قد تغيرت أحوالي للأسوأ يوماً بعد يوم .
لم أجد القبول بين أصدقائي بل كانت تتم اهانتي وتحقيري لكنني لم أجد الخيار سوى بين تلك المجموعة من زملاء المدرسة ، هنا بدأت إنطوائيتي ، أدركت أنني لم ألقى القبول الاجتماعي ، ليس لي أصدقاء ، وجدت نفسي والتقدير من خلال مساهماتي في الإنترنت ، لذا بدأت أنفرد بحاسوبي الشخصي لأستعمله ساعات طويلة متجاهلاً دروسي وهنا بدأت رحلة الفشل الكبرى . بدأت أفشل دراسياً ، لم أعد أخرج نهائياً ، إنحصرت علاقاتي الاجتماعية في الإطار المدرسي فقط ، كان كل تفكيري وقدراتي تنصب حول الحاسوب والإنترنت ، لم تكن تستهويني الأحاديث التي يتناولها زملائي فقد كنت أرى أنها مواضيع تافهة لا تستحق تضييع الوقت من أجلها ، كانت وقتها أبحث عن ذاتي وعن استغلال قدراتي وقررت إستغلال قدراتي في دخول الدورات التدريبية والأعمال التطوعية في عطلة الصيف وقد كانت خطوة ناجحة في التقليل من الشغف الهوسي في الحاسوب وكسر حاجر
الإنطوائية ، لكن مع حضور العام الدراسي الجديد ، وانتقالي الى المرحلة الثانوية تبلدت حياتي بشكل جذري للأسوأ .
عام جديد ، مدرسة جديدة ، زملاء جدد ، الحماس يكاد يقتلني ، بالفعل بدأت العام بشكل حماسي متناسياً المجتمع وعدم القبول ، لكن شبح عدم القبول والسخرية قد عاد من جديد بشكل أقوى وأفظع ، بدأت مجموعة من الشباب تسخر مني بلا سبب ، تسخر من كافة تصرافاتي ، تجاهلتها في البداية لكنها أثرت على سلوكي بشكل هائل ، خف نشاطي الدراسي ، لم أعد أشارك في أي نشاط مدرسي حيث كنت عرضة للسخرية المستمرة ، كرهت الدراسية ، كرهت النظام التعليمي في المدرسة ، وكرهت زملائي ، وكرهت نفسي .
حاولت تكوين الصداقات الإجتماعية لكنها بائت بالفشل ، لم ألقى القبول لذا توجهت مرة أخرى لمنطقة الراحة وأصدقاء الراحة لتعود حياتي كما كانت بل أسواً " أدمنت الإنترنت " ، بدأت يوماً عن يوم أتناسى دراستي كانت علاقاتي تنحصر خارج المدرسة فقط في مواقع التواصل الإجتماعي ، بدأت أشعر بالإحباط والفشل الذريع ، نهضت قليلاً وأتخذت الكتب بكافة أنواعها جليساً لي ، تشبعت بالأفكار والمعلومات ، بدأت أرى في نفسي إنسان آخر فوق الجميع ، أصابني غرور وعظمة فكرية ، أرى أنني أعلى بكثير من مستوى البشر بلا داعي ، أتناقض مع نفسي بشدة كبيرة ، حيث أكون تارة إنسان يقصدني الجميع ليأخذ مني إستشارة وتارة أكون مراهق بحق ، أبدأ بالصراخ والجنون والأفعال الشبابية البحتة فقط من أجل القبول الإجتماعي ، وذلك كان بالفعل يزيد من موجات الإحباط لدي ، توقفت عن الدراسة بشكل نهائي ، لم أعد أفتح الكتب المدرسية ، سأمت التعليم ، قررت إعادة السنة الدراسية ( رفض أبي ذلك واستطاع أن يُرفعني ) ، كل يوم وكل ساعة أقرر أنني سأتغير وأضع خطة من أجل حياة أفضل لكنني أسوف وأؤجل إلى حين فوات الأوان .
أدركت أنني شاذ جنسياً ، وهذا ما كان يزيد من الصعوبات لدي ، لم أكن أفهم سبب ذلك لماذا أنا ؟ ما الذي أختلف به عن غيري ؟ أقنعت نفسي بأن الشذوذ الجنسي شيء عادي وبدأت أتشبع بالأفكار التي حولت الشذوذ إلى حق ، وبدأت أنادي بهذا الحق العقيم ! لأُهاجم من جديد .
أنا ضائع الآن ، لا أجد أي متعة في حياتي بتاتاً ، لا أستطيع تكوين العلاقات الاجتماعية ، لا استطيع الدراسة بتاتاً ومعنوياتي الدراسية في الحضيض ، أعاني من فراغ روحي عظيم ، أرغب بالموت ، أفكر بالانتحار ، شاذ جنسياً ، أرغب حقاً بتجربة المسكر والمخدرات ، لا أشعر بأي انتماء أسري لعائلتي ، مهما حاولت التغيير أجد نفسي متكاسلاً ، متقاعساً ، لا أجد في نفسي القوة والحيلة ، لذلك مللت وبدأت أفكر جدياً بالانتحار ، تفكيري سوداوي جداً ، أغرق في أحلام اليقظة طوال اليوم ، تركيزي ضعيف ومشتت لا أستطيع التحمل أكثر ، لا أرغب في زيارة أي طبيب أو استشاري نفسي لأنني أكرههم ، أكره بلدي ، وأكره أبناء بلدي وشعبي ولا أطيق الحياة .
ملاحظات :
• عانيت منذ فترة وجيزة من أفكار وسواسيه غريبة .
• عانيت في صغري من أفكار سادية من لذة في تعذيب ذاتي وما شابه .
• مارست بعض الأفعال السطحية الشاذة .
• عانيت في طفولتي من الحساسية الشديدة حيث كنت أبكي على أتفه الأسباب .