الموضوع: مهم
عرض مشاركة واحدة
قديم 05-10-2013, 12:44 AM   #2
د.رعد الغامدي
مستشار


الصورة الرمزية د.رعد الغامدي
د.رعد الغامدي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 32511
 تاريخ التسجيل :  12 2010
 أخر زيارة : 11-02-2015 (02:59 AM)
 المشاركات : 6,372 [ + ]
 التقييم :  75
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Darkcyan


أخت شهودة:
مشكلتك لايمكن ان نسميها مرض نفسي او اضطراب نفسي ولا حتى مشكلة نفسية
فما تعانين منه يعاني منه الكثيرين وهو موقف من مواقف الحياة التي يشعر عندها الشخص بالحيرة وعدم القدرة على التعامل مع هذا الموقف

الذي يبدو لي هو أنك انسانة من جهة طيبة ووفية، فليس من السهل عندك نسيان العشرة وليس من السهل عندك اغفال مشاعر الطرف الآخر
سواء كان خطيب او صديقة وربما حتى انسان عادي لاتربطك به مودة
وهذه تعتبر درجة عالية من الطيبة والانسانية، الا اننا لابد ان نقف عند حد من الطيبة والذي لانتعدى فيه على احقيتنا في تقدير انفسنا
وإتاحة الفرصة لها بأن تأخذ مثلما هي تعطي
جميل جدا ان يكون الانسان إيثاري، اي يؤثر الآخرين على نفسه، ولكن ايضا لابد ان يكون هناك حد نسمح فيه ببعض الأنانية وحب انفسنا ليس
كرها في الايثار او تنصلا منه، لا، وانما هو الحد الذي لاينبغي فيه ان نظلم انفسنا من اجل الآخرين
ربما سمعتي عن مقولة "حريتك تنتهي عندما تبدأ حرية الآخرين"
وعليه ممكن ان نقول "ايثارك للآخرين ينتهي عندما يبدأ ايثارك لنفسك" وايثارك لنفسك هي نفسها انانيتك
وليس اهمالك او نسيانك او "تطنيشك" لمشاعر الآخرين يعتبر انانية منك وقسوة عليهم، الا اذا كنتي تفعلين ذلك
بتعمّد وتلاعب ورغبة في ايلامهم، اما ان تتناسيهم وتتركي لهم احزانهم يعالجوها بأنفسهم فهذا لايعتبر بأي حال
من الأحوال أنانية ممقوتة وتخلي عن الطيبة والإنسانية، وهذا ماتحتاجي ان تعوّدي نفسك عليه ان كنتي تريدين
التخلص من مشكلة التعلق بالآخرين والشعور بآلامهم بالشكل الذي يجعلك تتسببين بإيلام نفسك وتحميلها فوق طاقتها

المسألة الثانية التي انتِ محتارة فيها هي مسألة اختيار شريك الحياة. فأنت لاتريدين الزواج بالطريقة التقليدية التي
غالبا تُظلم فيها الفتاة من ناحية ان الرجل هو الذي يختار والبنت ليس لها حق الاختيار وانما فقط القبول وعلى
طريقة "انت وحظك"
هذه المشكلة تجعلك تندمين على فرص فتظلي تعيشي في التفكير فيها والندم والشعور بالذنب والتعلق مقابل صعوبة
الرضا واحترام قراراتك وتجاوز الماضي والتفكير في المستقبل
وربما ليس فقط قرار قبول او رفض الخاطب هو ماتعانين منه وانما قرارات اخرى تندمين عليها ولا تستطيعي احترام قرارك وتخطي
التفكير فيه والعيش في مناقشة مسألة : هل مافعلته كان صواب ام خطأ؟ وهل سأتمكن مستقبلا من القرار الصحيح

وهنا أختي انت بحاجة لفهم امرين والاقتناع بهما وتدريب نفسك على هذا الفهم بحيث يصبح مقنعا لك فتفعليه وتقبليه وتجدي في
ذلك الراحة.
الأمر الأول هو مفهوم (اعقلها وتوكل)
فالمطلوب منا تجاه توقع الحال الطيب في المستقبل هو هذا المفهوم. عليك اختي ان تضعي معايير للقرار ثم تتخذيه ثم تسلمي امرك تماما للقدر
فمثلا في مسألة الزواج هناك معايير لاينبغي التلاعب فيها او الانقلاب عليها. الأصل او كما يقال: من نفس الجنس هو معيار مهم
الاقتدار المادي هو معيار مهم، الدين اومخافة الله او الخلق الطيب هو معيار مهم، وبعد ذلك قد ننظر للعمر والتعليم والأهل والجمال وايضا
بقدر معقول. فليس من الصحيح ان نطالب بقمة الاخلاق والثراء والجمال والتقارب العمري، وانما نقبل بالقدر الجيد وان تيسر الافضل فلا بأس.
هذه هي الطريقة الصحيحة في اختيار المعايير التي على اساسها نتخذ القرار. فهناك امور لها الاولوية، وهناك فلك من العادات والتقاليد
لاينبغي ان نخرج منه وانما نأخذ افضل مافيه. فإن اخذنا بالمعايير فساعتها نتوكل فنستشير ونستخير ونُقدِم بشجاعة ونطمئن للقرار
الذي سنتخذه وننتظر التوفيق من الله بل ونتفائل به. هنا وهنا فقط وبهذه الطريقة سوف لن نندم على قرارنا وسنتقبل اي شيء يصيبنا بصدر رحب
ورضا تام دون ان نؤنب انفسنا او نندم.
واعطيكي مثال بسيط هو عندما تأخذ الأم احتياطها في حماية طفلها فتبعدعنه الادوات الحادة واسلاك الكهرباء والمكواة الساخنة وهكذا، ومع ذلك
يتعثر الطفل فيتعرض لضربة على الرأس تسبب له اصابة شديدة، هنا سوف لن تعيش الام حالة تأنيب الضمير او الندم او التفكير في الماضي بمقولة
"لو أني فعلت، لو أني لم أفعل"

الأمر الثاني أختي هو لايوجد شيء اسمه قرار خاطيء تماما يستحق ان نندم عليه او صائب تماما يستحق ان نفعله هو فقط
فالقرارات دائما تتخذ بناءا على ظروف ومنافع متوقعة نسعى لكسبها ومساوئ نسعى لتجنبها في زمن ما
ومعنى ذلك هو ان قرارا نتخذه تبعا لظروف معينة وفي زمن معين في الماضي هو قد يكون صائبا في وقته ولكن في ظروف
اخرى وزمن آخر يعتبر قرار خاطي، والعكس.
ومعنى ذلك هو اننا نبذل جهدنا حسب ظرفنا ومجتمعنا وتضحيتنا بأمور مقابل سعينا لأمور وتضحية شريكنا، وبعدها لاينبغي ان نراجع
قراراتنا بعد ان تتغير الظروف والأهداف وتزداد الاطماع ووو..الخ
فنحن لانعلم الغيب، وبالتالي لا ينبغي ان نسعى لأن نستكثر من الخير. فالخير القليل الذي نحصل عليه من قرارنا في الماضي
لاينبغي ان نندم عليه في المستقبل لو فاتنا الخير الكثير، ولا ينبغي ان نطمع وانما هنا يأتي دور القناعة بالنصيب والقبول بالرزق
وشكر الله عليه والسعادة به وعدم النظر لما هو افضل برضى وقبول واقتناع واكتفاء تام

اطلت عليك اخت شهودة في الكلام ولكن صدقيني لو اعدتي قراءته ودربتي نفسك على مابه من افكار فستكوني بحال طيب
واتمنى لك التوفيق، ويسعدني اي استفسار او نقاش