عرض مشاركة واحدة
قديم 06-10-2013, 10:46 AM   #4
د.رعد الغامدي
مستشار


الصورة الرمزية د.رعد الغامدي
د.رعد الغامدي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 32511
 تاريخ التسجيل :  12 2010
 أخر زيارة : 11-02-2015 (02:59 AM)
 المشاركات : 6,372 [ + ]
 التقييم :  75
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Darkcyan


أخي الكريم عبدالحي
أود في البداية أن أهنّئك على قدرتك على التعبير عن مشكلتك بوضوح وبلاغة
وأستغرب من شخص بعمر 16 سنة يعبر بهذه الدقة والوضوح
فالتفاصيل والترتيب الزمني وايضاح مكامن المعاناة يساعدني كثيرا في فهم مشكلتك وايجاد حل لها بإذن الله

كثيرين مثلك يعانون أخي الفاضل ممن عاشوا طفولة مدللة مليئة بالدعم والتشجيع والحماية من الأهل ثم فجأة يدخلون لمعترك الحياة
ليجدوا انفسهم بدون تشجيع من الآخرين وليس هناك من يدافع عنهم او يعطيهم ثقة بأنفسهم وانما لايجدون الا النقد
والتدقيق على تصرفاتهم والخبث والغلاسة، فينصدمون ويشعرون بالضعف وفقدان الثقة بأنفسهم ويبدأوون بالبحث
عن ايجاد قدر لأنفسهم وسط هذا الحال الجديد
فيفقدون مرحهم ويفقدون براءتهم وعفويتهم ويفقدون اطمئنانهم ويصبحوا يشعرون بفقدان الأمان والنقص وعدم القبول
والحاجة لإثبات انفسهم وتحصيل القبول بين الناس

فمنهم من يلجأ للظرافة، ومنهم من يلجأ للإهتمام بالشكل، ومنهم من يهتم بدراسته واثبات تفوقه، ومنهم من يهتم بثقافته
واثبات قدرته الفكرية وحكمته وفطنته ومعرفته، وهذا ماحدث معك

الا أن نمو هذا الانسان يظهر للآخرين على انه غير طبيعي. فهو لاينمو مثل اقرانه في العمر، لايعيش طفولته
لايعيش افكار جيله، يكون غريب عنهم ويبدوا تفكيره وتصرفاته غريبة عنهم وعرضة للنقد والسخرية
ليس لأنها خطأ وانما لأنها مختلفة ، والشيء المختلف دائما يكون مستنكر وتكون حجة صاحبه ضعيفة
حتى لو كان هو على حق والباقين على باطل. فقوم لوط كانوا يسخرون من نبي الله وآله والناس الصالحين
وهم أقلية ويسخرون من تطهرهم ((أخرجوا آل لوط من قريتكم انهم اناس يتطهرون))

لاحظ أخي الكريم هنا أن أول مشكلة عانيت منها هي كرهك للبراءة ورغبتك في تعلم الخبث
والمشكلة الثانية رغبتك في تحصيل القبول عند الناس لشعورك بأنك غير مرغوب فيك وليس لديك
جاذبية اجتماعية تجعلهم يحترمونك ويرغبوا في صداقتك

ومثلك أخي الكريم معرض للهروب من هذا الواقع المؤلم الى عالم آخر أقل ألما كما هو الحال في النت
وخلف الشاشات، حيث لايرى الناس شكلك ولا حقيقة سلوكك ولا انفعالاتك وبالتالي يقل نقدهم لك ويصبح محور تقديرهم
لك هو تبعا لكلماتك وافكارك والتي من السهل ان تتفنن فيها وتتقنها، وهذا مابدا لي في كتابتك لمشكلتك
حيث وجدت انك رااائع جدا في التعبير وهذا يجعلك رائع جدا مع اصدقاء النت
هذا غير مسألة الفكر وسهولة ايجاد من تشترك معهم في الفكر او التوجهات سواء كانت جيدة أم سيئة

ومثلك أخي الكريم معرّض لأن يكون يحمل شخصيتين او نفسيتين متناقضتين او بالأصح تحققان اشباع لواقعين
مختلفين

فمن جهة أنت مثقّف ولديك نضج عقلي يسبق سنّك واصطدمت بالحياة الاجتماعية ومشاكلها في سن مبكرة
وفكّرت وحللت أمور ومشاكل ولديك حكمة ونظرة أخلاقية وفلسفية. وهذا يجعل فيك جانبا خيّرا، لكن من الجهة الأخرى
أنت فاقد الثقة بالنفس، تشعر بأنك منبوذ، شاذ عن أقرانك، وأقصد فكريا واجتماعيا، وهذا يعزز لديك فكرة الشذوذ الجنسي
وتحصيل المتعة والاشباع داخل الشذوذ حتى لو كان شذوذا بسيطا ولا تمارسه الا مع نفسك في السر

لاأريد أخي الكريم أن أعطيك تحليلا لحالتك دون ان اعطيك الحل، ولكني اريد أولا أن أتأكد، هل تحليلي لحالتك تراه
صحيح وينطبق على ماحصل لك حتى لو بنسبة 70%؟ طبعا أغلب تحليلي للمشكلة استنبطته من كلامك وربما لم آتِ
بجديد، ولكن يهمني ان تعرف وأن تتأكد ما إن كنت فعلا فهمت حالتك واستوعبت مشكلتك أم لا

مبدئيا اريد أن أطمئنك أخي بأن هناك حل، فلا تقلق. فقط تحتاج ان تعرف بأنك انسان اراد له الله ان يصبح حكيما
وهذا هو تاريخ أغلب الحكماء، يسبقون سنهم في التعرض لقضايا فكرية وفلسفية وانسانية. وليس مطلوب منك الا
أن تعرف نفسك وتفهمها وتفهم الآخرين بطريقة مختلفة وتنمي في نفسك مايسمى بالذكاء الاجتماعي، وستكون
بخير حتى لو لم تكن سعيد على نفس صورة سعادة الآخرين

بانتظار ردك أخي حول مسألة هل أنا فهمت مشكلتك واستوعبتها أم أن مشكلتك الأساسية مختلفة عما فهمته