07-10-2013, 07:45 AM
|
#6
|
مستشار
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 32511
|
تاريخ التسجيل : 12 2010
|
أخر زيارة : 11-02-2015 (02:59 AM)
|
المشاركات :
6,372 [
+
] |
التقييم : 75
|
الدولهـ
|
الجنس ~
|
|
لوني المفضل : Darkcyan
|
|
ماشاء الله عليك أخي عبدالحي
جميل جدا قولك بأنك ماطرحت المشكلة الا لتبدل حالك ورؤيتك لنفسك بأنها بدأت تأخذ منحنى جديد من التغير للأسوأ.
وهنا أصل معك الى القول بأن ماتعاني منه هو ردة فعل على الاحباط او الفشل الذي ترى انك وصلت له
من ناحية انك تأخرت دراسيا وتعتقد أنك ربما لاتستطيع ان تكمل تعليمك وتحقيق تفوق علمي او معرفي
ومن ناحية انك لم تحقق الشخصية التي كنت تطمح لها من ناحية الجاذبية وتحصيل القبول والافتخار بها ككل كشخصية جيدة ومحترمة.
أصبحت ترى انك بقايا انسان محطم فاقد الاهلية وفاقد الامل وشاذ ومعذب بواقعه هذا وقد لايكون لديه فرصة لإصلاح الحال
وليس له سوى استعمال المخدرات لينسى هذا الواقع ويحصل على لذة او اطمئنان يبعدانه عن هذا العذاب
ماتعاني منه أخي الكريم كما سبق وان اخبرتك كثيرين يعانون منه او مرّوا فيه بما في ذلك من سوء وقمة الشعور بالتدهور
والخوف من الوصول لحال كارثية من الانحراف الجنسي الفعلي او الضياع مع المخدرات والفشل الاجتماعي
وحاليا الشعور بالسير في نفق الجنون والمرض النفسي وفقدان الأهلية
وأنا هنا أقول لك: لاتقلق
فهذه هي اعراض الاكتئاب
عدم الاهتمام بنفسك (نظافتك وشكلك)، الشعور بعدم قيمة ذاتك، الإحباط، تمني الموت او الانتحار، التخلص من متعلاقاتك الثمينة سابقا
هذا هو الاكتئاب، وهذه هي بداية التصحيح للفشل الذي عانيت منه
هذا هو الذي يقال فيه ((وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم))
الخطوة الاولى التي تحتاج ان تبدأ بها هي العلاج الدوائي
فمع ظهور الأعراض الاكتئابية يصبح من الصعب عليك رؤية الصواب والخطأ ورؤية بصيص الأمل
ونحن نريد ان نتخطى مسألة النتشاؤم ومسألة الغشاوة التي تغلف صورة الواقع الذي انت فيه والذي تسعى لتغييره
الخطوة الثانية من العلاج هي العلاج طويل المدى. فبعد ان يتحسّن المزاج لديك سيصبح لديك حافز ونشاط وهمة
ومزاج جيد لايفكر في الموت والانتحار، وستذهب افكار الشعور بعدم وجود قيمة للذات وللحياة ويصبح لديك أمل
وهنا يكون العلاج طويل المدى وهو العلاج الفكري المعرفي
تحتاج اخي الكريم ان تعمل اعادة تأهيل لفكرك وشخصيتك وواقعك.
ليس من السهل عليك ان ترى نفسك تتغير، لا سماتك الشخصية ولا طباعك ولا ماتعودت وتعود الناس ان يروه فيك ويعرفوك به.
ولكن ليس أمامك من خيار ان كنت تريد النهوض بنفسك من جديد وبصورة ترضى فيها عن نفسك وتحقق ذاتك
وكثيرين هنا يقعون في فخ الانتظار، واقصد انتظار حدوث التغيير المزاجي وتوفر النشاط لكي يبدأوو بتأهيل انفسهم.
فتجدهم يعطّلون حياتهم ومشاريعهم التطويرية لنفسياتهم ويعطلون امورهم الاجتماعية والمستقبلية كالدراسة والزواج
والعلاقات الاجتماعية بمفهوم: اريد ان احصل على القوة النفسية والشخصية، ومن ثم سأتمكن بهذه القوة من بناء نفسي
والصواب هو ليس ذلك، وانما هو السير جنبا الى جنب بين عملية البناء والتطوير الاجتماعي والمستقبلي وبين البناء
للنفسية والشخصية المرغوب بها كبديل للنفسية والشخصية الفاشلة، فلا تعطّل دراستك وبإمكانك مواصلتها حتى
وانت في طور البناء لشخصيتك وعلاج نفسك، بل مواصلة دراستك رغم الصعوبات هي جزء مهم من العلاج
وهنا نواجه مشكلة اخرى هي: هل ننطلق من منطلق ان شخصيتنا ونفسيتنا القديمة هي فاشلة تماما وبالتالي لا نريدها
كلها ونسعى لتغييرها جذريا والتشكيك في، ورفض، كل مالديها؟ والجواب هو بالتأكيد: لا، فأنت لديك الكثير من الأمور
الجيدة في شخصيتك والتي تغلب عليها الاحباط فجعلك لاتراها ولا تعرف قيمتها. كما انها قد تكون أشياء قيّمة لكنها
مبعثرة او متروكة بدون استثمار واستغلال لما بها من فوائد. وهنا تأتي اهمية الشعور بأنك تبدأ او تنطلق من أرض
صلبة وأساس صلب وشعور بدرجة من الثقة في نفسك تساعدك على الانطلاق والصمود والنجاح.
وأساس مشكلتك أخي الكريم هو ضعف مايسمى بالذكاء الاجتماعي والذكاء العاطفي. فأغلب الناس الجيدين فكريا
والمؤهلين للعبقرية العلمية او الفلسفية تجدهم منذ صغرهم يعيشون في عالم من التفكير المنطقي والحسابات الرياضية
ولا يعترفون بالعواطف والاحاسيس والطقوس الاجتماعية ويعتبرونها امور تافهة وتضييع للوقت.
وهذا يجعلهم غرباء عن اقرانهم وغرباء عن جيلهم وعرضة للنقد، رغم انهم اناس طيبين وقدراتهم عالية.
وهنا ينبغي ان تعرف انك بحاجة لتعلم هذان النوعان من الذكاء والتدرب عليهما فكريا وسلوكيا. واقصد فكريا، اي الاقتناع الفكري
والفهم الفكري لأبعاد التصرفات الاجتماعية الذكية ودورها في فرض الاحترام والقبول بل والاعجاب بالشخص والشعور
بأنه سليم نفسيا وطبيعي. وسلوكيا أقصد تطبيق مافهمته فكريا. واعطيك مثال بسيط انا متأكد بأنك ستفهمه
لأنه غالبا يمر على كثيرين ممن لديهم مشكلة مثل مشكلتك. وهذا المثال هو مسألة التواصل البصري مع الشخص
الذي يتحدث معك او تتحدث معه. فكثيرين ممن يفتقدون او يعانون من ضعف في الذكاء الاجتماعي لا يهتمون
بالتواصل البصري مع من يتحدثون معه ولا يعطون ذلك اهمية، والاصل هو بالفعل، عقليا من
ناحية الذكاء العقلي، لاتوجد اهمية للتواصل البصري. ولكن اجتماعيا الأمر يختلف ويختلف كثيرا
وعاطفيا ايضا يختلف ويختلف كثيرا. كيف تنظر في من تتحدث معه ومتى تزيل نظرك عنه وارتباط ذلك
بكلماته ومنعطفات حديثه او كلماتك ومنعطفات حديثك، رمشة عينك، لغة عينك ككل لها اثر اجتماعي
وعاطفي مختلف ويعني الكثير لدى الناس
وليست لغة العين فقط وانما لغة الجسد ككل، ولغة العاطفة ولغة الطقوس والبروتوكولات الاجتماعية الشكلية
كلها لها معاني وأثر وأهمية ان كنت تريد فهم اساس قبول الناس لشخص واعتباره طبيعيا
وبالتالي احترامه او الاعجاب به والارتياح معه
او عدم قبولهم له وبالتالي عدم احترامه او الاعجاب به والتهرب من مجالسته والضيق من وجوده.
وهنا لاينبغي ان نخلط بين مسألتين. فمن جهة نحن نتعلم اشياء نريد ان نحصل بها على القبول الاجتماعي
والعاطفي. وهذا معناه اننا نهتم بمسألة قبول الناس لنا. وفي المقابل هناك اهمية لما يسمى بالثقة بالنفس
وعدم اعطاء الناس اهمية على انفسنا بحيث نجعل لرأيهم فينا اهمية او اهتمام، وانما نفعل مانعتقد انه
صواب ونقول "طز" في الناس. فالمسألتان مهمتان ويجب التوفيق بينهما وتطبيقهما معاً لتحقيق النجاح
بين الناس وفرض الذات واحترامها وايجاد قبول لها.
ولا ينبغي ان نخلط بين المسألتين. فنحن علينا ان نتعلم ماهو اقرب للصواب (وذلك هو الذكاء الاجتماعي مثلا)
ثم نمارسه دون ان نهتم لقبول الناس له وانما نقول مامعناه: الله يجعلهم لايقبلوه ولا انا اصلا استنى منهم
قبول او رأي، لأني واثق من نفسي ومايهموني الناس. لاحظ هنا اننا مشينا بمفهوم "اعقلها وتوكّل"
او ما يشبه التوفيق بين كون الانسان مسيّر فيستسلم للقدر، ام مخيّر فيسعى للتدخل في تغيير مستقبله،
أو مفهوم سوينا اللي علينا والباقي على ربنا. فليس صحيح ان تتخبط في افعالك وتقول:
ماعلي من الناس، أهم شيء انا واثق في نفسي وطز في الناس، لا، الصحيح هو ان تفعل الصواب
او الأقرب للصواب بعد اجتهادك وبحثك عنه وتعلمك له وفعله، ثم بعد ذلك قل: طز في كل الناس
طوّلت عليك الكلام أخي عبد الحي، لكني حرصت على اعطائك هذه الأمور دفعة واحدة لأجل ان تعرف
حقائق مهمة ومترابطة تختص بالعلاج الفكري الطويل المدى والذي ستحتاج له اثناء رحلة بناء
شخصيتك وتكوينها، وهي رحلة تمتد عند الانسان الطبيعي من سن المراهقة وهو 14 سنة الى عمر
25 سنة. والعمر قدّمك أخي وانت لازلت في بداية حياتك، فأتمنى لك كل التوفيقع
لازلت اقول لك وأطلب منك ان تطرح اي سؤال او فكرة او نقاش، فقد لاتسعفني ذاكرتي ولا وقتي
لذكر كل ماقد يهمك او يرتبط بالموضوع الذي احدثك عنه. وعلى الرحب والسعة
بالنسبة للعلاج الدوائي فمن الممكن ان نبدأ بدواء معتدل من مضادات الاكتئاب التي ليس لها آثار جانبية مزعجة
مثل سيبرام او سيبراليكس ، وهما متقاربان.
خلينا نقول سيبرام 20 ملجم حبة واحدةمساءا يوميا لمدة اسبوع، ثم نرفع الجرعة الى 40 ملجم جرعة واحدة يوميا
صباحا ونستمر على ذلك مدة 6 شهور.
الدواء يحتاج اسبوعين الى 6 اسابيع حتى يبدأ مفعوله، فلا تستعجل النتائج. فقط خذ العلاج واصبر وخليك متفائل
وبعد اسبوعين سيبدأ العلاج عمله بالتدريج، ومايمر 6 اسابيع الا وانت بخير ان شاء الله
|
|
التعديل الأخير تم بواسطة د.رعد الغامدي ; 07-10-2013 الساعة 09:26 AM
|