07-10-2013, 04:03 PM
|
#1
|
عضو مجلس ادارة
ابو العنود الصخري
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 29013
|
تاريخ التسجيل : 10 2009
|
أخر زيارة : 06-05-2015 (05:50 PM)
|
المشاركات :
872 [
+
] |
التقييم : 50
|
الدولهـ
|
|
لوني المفضل : Navy
|
|
لا يعرف معنى الحياة الا من جرب ما هو اسوء من الموت
طبعا قد يستغرب البعض من هذ العنوان لانه لا احد يرجع بعد الموت كي يخبرنا ما طعمه و ما هو و كيف هو....الخ ‘‘ و قد يشعر البعض الاخر ان هنالك مبالغة في هذا الكلام ‘‘ لكن من جرب ما هو اسوء من الموت و تمنى الموت الاف المرات في اليوم يعلم هذا الشعور لانه قد اختبره و جربه ‘‘ فليس كل مريض نفسي يتمنى الموت و ليس كل مريض نفسي اختبر شعور ما هو اسوء من الموت و اختبر الم يفضل الموت على العيش معه ‘‘ نعم اخوتي و اخواتي لن يعرف عن ماذا اتكلم الا الذي جرب هذا الالم ‘‘ و لا يخفى على الكثير ان الالم و المعاناة النفسية هي اشد بكثير و اقوى الما الاف المرات من الالم العضوية و خاصة من جرب الالام النفسية الشديدة كالاكتئاب الحاد و الوسواس القهري الشديد...الخ ‘‘ فأنا لا اتكلم على من يعاني من الم نفسي بسيط او متوسط فهو لا زال يتمسك بالحياة و لا يتمنى الموت بل عنده امل بالشفاء ‘‘ و لا تحسبوا اني اتكلم او كتبت موضوعي في لحظة ضعف كلا ‘‘ و لا اقول ايضا انه من الممكن ان يتغلب الانسان على الام المعاناة النفسية او يتحكم بها او يسيطر عليها او انها بأرادته و ليست رغما عنه او ان بعض الاشخاص يبلغون من القوة ما يخولهم للتحكم بمشاعر الحزن و المعاناة النفسية ‘‘ كلا فهي مشاعر خارجة عن السيطرة و لا يمكن التحكم بها مهما بلغ الانسان من قوة الشكيمة و قوة العزيمة او شدة البأس او قد يخيل لاحدهم ان المريض لو ربح ملايين الدولارات او ذهب في رحلة استجمام او...الخ قد يغير هذا من مشاعر الحزن و الأسى التي تعتصره او قد يرجع عن فكرة تمني الموت كلا احبائي .
طبعا بناءا على ما تقدم قد يهيىء للبعض اني اتكلم من منظور متشائم مع ان الاكتئاب اصله التشائم لكني اتكلم من وحي حقائق لا يعرفها الا من عاشها و اختبرها ‘‘ و دعوني استطرد قليلا لأسأل نفسي و اياكم هل يعلم معنى الحياة و قيمتها الكثير من الاصحاء ‘‘ انا اعتقد بل اكاد اجزم ان الاصحاء لا يعرفون قيمة الحياة ولا معناها ولا يعطونها القدر الذي تستحقه لانهم بكل بساطة لم يختبروا شعور اسوء من الموت فبنظرهم ان اسوء شيء على وجه الارض هو الموت ولا شيء اخر غير الموت فلو اختبروا الالم النفسي الذي يعتصر المريض النفسي ليوم واحد بنظري سوف تتغير نظرتهم للحياة و سوف يعرفون وقتها قيمة الحياة و معنى الحياة ‘‘ مثال على ذلك الطبيب النفسي المشهور جمال عبد الناصر الخطيب الذي انتحر في عيادته الكائنة في العاصمة عمان قبل حوالي شهر وهو من هو في مجال الطب النفسي و هو من يعالج المرضى النفسيين و يحثهم على عدم الاستسلام و هو المتخصص في هذا المجال مع ذلك لم يستطع تحمل الالام النفسية التي يسببها الاكتئاب لمدة اسبوع واحد فأنتحر ‘‘ و هذا يؤكد ان الكلام و التنظير ليس كالتجربة .
الناس تشفق على الفقير و عامل النظافة على سبيل المثال لا الحصر ولا يعلمون ان هنالك من هو اسوء حالا و لو امتلك اموال الدنيا طبعا انا لا اقلل من معاناة الفقراء و المساكين حاشا لله و يشهد الله اني لست من اصحاب الاموال و اعلم ما هي معاناة الفقراء و المساكين ‘‘ و كلامي هذا لا يعني اني كمريض نفسي اطلب الشفقة من احد كلا بل هدفي هو ان اوصل فكرة المعاناة النفسية و شدة المها للاصحاء و غير المرضى و لن اطلب منهم طبعا ان يشعروا بهذه المعاناة او المها لانهم لن يستطيعوا ان يشعروا بها حتى لو ارادوا ذلك ‘‘ لكن المطلوب هو ان يقدروا معاناة المريض النفسي و يعذروه و لا يحملوه ذنب ما الم به من مرض و من معاناة نفسية ‘‘ فكما يقول المثل عندنا في الاردن يلعن ابو الي بموت بخاطره .
و اسمحولي ان استطرد اكثر ‘‘ هنالك فيلم اجنبي شاهدت اجزائه كلها اسمه ( saw ) اي المنشار ‘‘ اكيد ان معظمكم شاهده ‘‘ طبعا من شاهده يعرف ان الشخصية الشريره في هذا الفيلم يضع الاشخاص ( الضحايا ) في مواقف لا يحسدون عليها و صعبة جدا و يطلب منهم عمل اشياء وحشية و غير اخلاقية لا تمت للانسانية بصلة من اجل النجاة بحياتهم في سباق مع الزمن لتجنب الموت ‘‘ طبعا كنت كجميع الناس الاسوياء اتعاطف مع الضحايا و اتمنى ان تقبض الشرطة على الشخص الشرير و ان ينال عقابه و لو اني اشاهده مرة اخرى او اشاهد فيلم شبيه له سوف اتعاطف مع الضحايا ايضا ان لم يكونوا يستحقون الموت ‘‘ طبعا قد يتسأل البعض ما علاقة الفيلم بمعنى الحياة و قد اكون انا مثلهم بعد ان استمتعت بمشاهدته نسيت امره ‘‘ لكن عندما يمعن المرء النظر بالعبرة من وراء الفيلم و الفكرة التي يريد ايصالها كاتب السيناريو عن طريق الشخص الشرير بالفيلم و طريقة عقابه الغير اخلاقية و الوحشية لضحاياه ‘‘ يعلم ان الكاتب يريد ان يوصل فكرة للمشاهدين عن معنى الحياة و نعمة الحياة التي هي نعمة عظيمة لا يقدرها الكثير من الناس و ذلك يبان جليا من خلال الجملة الشهيرة التي يقولها الشخصية الشريرة بالفيلم و من خلال الاختبار الذي يضع الضحايا به و ان الذي سوف يجتاز الاختبار من الضحايا سوف يعلم بعدها معنى الحقيقي للحياة خاصة انه بنظر الشخص الشرير في هذا الفيلم ان الذي لا يعرف قيمة الحياة و معناها لا يستحق ان يعيش فمن لا ينفذ الاعمال الوحشية التي يجبرهم على فعلها يستحق ان يموت و من ينفذها منهم بنجاح يستحق ان يعيش لانه عرف المعنى الحقيقي للحياة و عرف قيمتها ‘‘ طبعا اولا و اخيرا الفيلم يبقى فيلم لكن لا ضير من استخلاص عبرة من فيلم او رواية او قصة.... الخ .
انا لم اكتب كلامي هذا كي اجعل المكتئبين اكثر اكتئابا و تشائما بل كي ارفع من معنوياتهم فهم من قلة الناس في هذه الدنيا اللذين عرفوا المعنى الحقيقي للحياة رغم عدم استمتاعهم بها و اطلب منهم ان يحاربوا الالام النفسية التي تعتصرهم ما استطاعوا و ان يعلموا انه رغم السجن الشديد الحراسة من قبل الالم و مشاعر الحزن و التشائم اللذي يقضون به عقوبة مؤبدة لا لذنب اقترفوه بل لان هذا مقدر لهم سوف يأتي يوما يذوقون به طعم الحرية التي لا يعرف طعمها الا سجين الحبس الانفرادي, اما بأكتشاف دواء شافي لهذه الامراض او عملية جراحية لها فيمن الله علينا بالشفاء, و اما بالراحة الابدية بمشيئة الله, و انا اعلم ان مريض الاكتئاب لا يخاف الموت لان من جرب ما هو اسوء من الموت اكيد لن يخاف من شيء اسمه موت ‘‘ خلاصة الكلام الموت حق علينا جميعا مرضى و اصحاء لكن من مات و هو يقاوم و يحارب ليس كمن مات و هو مستسلم و متخاذل فالرب واحد و العمر واحد فلنمت في ساحة المعركة منتصبي القامة مرفوعي الهامة ميتت الابطال, يحضرني هنا قول الشاعر اما حياة تسر الصديق و اما ممات يكيد العدى ‘‘ و هذه ليست دعوة للموت بل هي دعوة لمحاربة و قتال المرض الذي جعلنا امواتا و نحن على قيد الحياة ‘‘ فأن كان و لا بد يجب ان نسلم للامر الواقع بأن المرض صنع منا امواتا و نحن ما نزال على قيد الحياة فدعونا نقاوم و نحارب الموت الذي صنعه منا المرض حتى اخر قطرة دم .
قد يتسائل البعض كيف نقاوم و نحارب المرض و قد سبق ان اكدت ان هذه الالام و المشاعر التي تختلجنا هي ليست بأرادتنا و خارجة عن سيطرتنا و لا يمكننا التحكم بها بأي طريقة كانت, نعم هذا صحيح لكن يمكننا محاربتها من خلال ايصال صورة او فكرة عن هذه المشاعر للناس و للمجتمع و من خلال تغيير نظرة المجتمع للمريض النفسي فهذه وحدها تريح قليلا, و يستطيع الشخص ايضا محاربتها من خلال اقناع نفسه انها خارجة عن سيطرته و انه ليس السبب في تعاسة من حوله فيؤدي ذلك الى رضى و لو بسيط جدا عن النفس و يؤدي الى التخفيف من حدة تأنيب الضمير تجاه المحيطين به الناتج عن هذه المشاعر, اخيرا عندما يصبح الشخص مقتنع تماما ان هذا المرض ليس بيده و ليس هو سببه و انه خارج عن ارادته و انه مقدر له و ليس بأختياره وقتها يستطيع الشخص ان يغفر لنفسه ما يعاني من الم و يتسامح مع ذاته و لا يحمل نفسه ذنبا هو لم يرتكبه ‘‘ في نظري يجب علينا ان نقاوم المرض ما استطعنا فأسوء شيء قد يحصل لنا هو الموت أي هو الراحة من هذه المعاناة و انا لا اعتبره اسوء شيء في هذه الحالة بل هو افضل شيء قد يحصل, لكن نتركه لمشيئة الله فلا نقدم عليه بأيدينا عن طريق الانتحار لسبب واحد فقط لاننا مسلمون موحدون نخاف الله عز وجل .
ليت الناس الغير مرضى يقدرون النعمة التي هم بها فهم يستمتعون بالحياة و ملذاتها و يستطعمون بها بحلوها و مرها, لكنهم لم يعرفوا معناها الحقيقي بعد كما عرفناه نحن...........
|
|
التعديل الأخير تم بواسطة (نسر) ; 08-10-2013 الساعة 02:57 AM
|