عرض مشاركة واحدة
قديم 25-12-2001, 04:55 AM   #3
القحطاني
الزوار


الصورة الرمزية القحطاني

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية :
 أخر زيارة : 01-01-1970 (03:00 AM)
 المشاركات : n/a [ + ]
لوني المفضل : Cadetblue
ألــطــلاق النــفـســي أو الـعــاطــفــــــي !!!



* حينما تكـون شخصية الزوجين متنافرتين سلبيا ، أو غير متفاهمتين ( العمر، الثقافة ، الطموح ، التقبل المتبادل ، الاهتمامات ) أضطراب الزوجـين أو أحدهما نفـسيـاً ... فإن توتر العلاقــة وظهور المشاكل ، والخلافات شيء متوقع .. وسيبقى ويزداد لينتهي إلى طــلاق معـلـن !! أو طلاق مخبئ !! يتمثل في صورتين أحدهما زواج غير ممارس ، يكون مقدمة للطلاق أو الهجر الذي يسبقه ، والصورة الثانية طـلاق نفسي غير معلن للآخرين ، ويكون في كثيـر من الحالات عن طريق طرف واحد ، في حين أن الآخر يجهل ذلك كـليا ، وإذا كـان الطلاق النفسي عن طريق ( المرأة ؟؟؟ ) فإن العلاج يكون أصعب خــاصة إذا وصلت المرأة إلى قناعــة بعــدم أهلــيـة زوجها لـلــقيام بــدور الرجــل في حياتها لأن هــذه القناعة تعني بصورة آليـة حــدوث الطلاق النفسي مستقبلا حتى ولو استمرت في زواجها بشكل طبيعي وإن أنجبت !! وفي مثل تلك الحالات التي تراجع العيادة أو المراكز الصحيـة أو الرقـاة ... فإنها غالبا ما تأتي باضطرابات ، وأعراض / كالأرق ، والصداع ، والتعب ، أو شكـوى عـن أحـــد أطفالها ... لــذا فالتساؤل هـو محــاولــة معـرفة نوع العلاقة بين الزوجين في الجلسات اللاحقة للعلاج ( لمن يراجع العيادة النفسية ) بـعــد خفض التوتر ، والشعور بالأمن النفسي مع المختـص من أجــل الـكشف عن وجـود طلاق مخبئ أيا كان نوعــه وبالتالي سيكون من السهل تفسير اضطرابات حالتها ، ومساعدتها فـي التعامل مع واقعهــا وفقــا لمتغيرات كـثيــرة ....
* من خلال متابعة الحالات الزوجـية المضطربة في العيادة النفسـية أو الاستشارات التي تــتـم يـتـضـح أن الكثير من الخلافات بين الزوجين عــائد إلى اضطراب ( التواصل ) بينهما ، والكثير من المراجعين أو طالبين الاستشارة دائما يريدون حلولا جاهزة وفــورية لمشاكلهم وخلافاتهم المتـراكـمـة لسـنــوات !! رغـم أن لـكـل فرد إمكانياته وقدراته الخاصة لإيجاد الحلول التي تريحــه وتعــيد استقراره في العلاقــة المتبادلة للحياة الزوجية ذلك أن الزوج أو الزوجة يكونان أكثر قناعة بالنصيحة أو المشورة النفسية التي يمنحانها لنفسيهما نـتـيجــة لتفكيرهما في مشكلتهما أكـثـر من اقتناعهما بنصائح الآخرين أيا كانوا إذا توفرت لهما ظروف تساعدهما على فـهــم ما يعـــانيـه في وجـــود متخصص قــادر على دعم الحــوار الإيجابي ، والعقلانـي بين الزوجين ، وهذا الذي يؤكد عليه المعالجين النفسيين في عياداتهم أو ردودهم على الاستشارات ، ولكـن يـبــدو أن الكثير من الأزواج يــطــلب التطمين ، والتشجيع على الاستمرار فـي واقعــة المعاش نـتـيجــة لعـــجزهم عـن مواجهة مـشكلــة العــلاقة المتوترة التي يلعب كـل منهما فيها دور المؤثر إيجابيا أو سلبيا وتارة أخرى خوفهما من الفشل والتعامل معه رغم أن ترقــب الفشل في أسوء الاحتمالات يــكــون أشــدُّ من الفشل نفـسـه ألذي لا محالـة واقـع لبـعـض الحـالات أو مـعالجــة أكثر خـطاء من قبل الزوج بالذات حـين يقـدم على الزواج الثانـي كـحـلّ لمـايـعـانـيــه في عـلاقـتـه مـع زوجـتــه !!
* إن حالات التوتر بين الزوجين ، والتي قــد ُتـفــضي إلى الانفصال أو الــبقاء بتوتر تنعكس آثارها السلبية على ذوات الأطفال الذين يعايشون أجواء الاختلاف ، وأضطـراب العـلاقــة ، وتبادل الاتهامات ، والصراخ الذي يصل إلى آذان أطفـالـهـم رغم انغماسهم
في مهاجعهم داخل غرفهم الخاصة ... إشكالية تحدث في كثير من الأسر ، وهي نتيجة منطقية لزواج غير متكافئ وصــل إلى مرحلة الطلاق النفسي بين الزوجين من طرف أحدهما أو كليهما ، وهنا فإن السلبية بكــل إبعادهــا سيتقاسمها جــميع أعــضاء الأسرة لأنها ناجمة عن ديناميات أسرية متداخلة ليس لأن الزوجين ُجــنــات فيما يحصل منهما وإنما هــم ضحايا لسياقات اجتماعية أكــدتها مفاهيم وأحكام خاطئة تــدعم بــقــاء العلاقة وإن كانت متوترة ونهايتها متــوقعــة ، ولكن بعــد أن يزداد أفراد الأسرة وتتفاقم المشكلة ، ويحــدث ما يخــافه الزوجين فتكون الخسائر النفسية قد شكلّــت ذوات أفراد الأسرة سلباً كــل حسب شخصيته ، وحساسيته لــما يـحـدث بين الزوجين ...
* والسؤال لما تستمر مثل تلك المعاناة ؟ وهل بالإمكان تعديل أو تغيير أو تقليل السلبيات التي تـحــكم اضطراب العلاقات الأسرية ؟
إن الإيمان بالاستشارة النفسية للمشاكل الزوجية بهدف تعديل المفاهيم الخاطئة التي تحـكــم العلاقة الزوجية حــوارا وتعاملا بـــفهم كـل واحد للآخر بدوره المنوط به هي السبيل إلى / تقليل حالات الانفصال الحقيقي أو النفسي لكلا الشريكين / وتربية إيجابية في حــالة وجــود أطـفـال .. إكساب قــدرة على التعامل ، والتعايش مع الاختلاف ، والجراح التي يمكن تحملها من قبل الزوجين ... مثل هذا التوجه يتطلب من الزوجين أن يؤمنوا أن الزوج كرجل غير كامل ، وأن الزوجة كامرأة غير كاملة .. معادلة رغــم بساطتها تــواجــه عــراقيل وحواجز كــثيرة أثـنــاء التفاعل ، والممارسة الواقعية للحياة الزوجية ... إلا إن إقــرار الزوجين بهذه الفكرة وقناعتهم بهــا بعــدم الكمال لكليهما سيمكنهما مـن السماح للآخر بإهــدائه ما ينـقــصه ويحــتاجه وهذا سيحقق التوافق بينهما لأنــه احتياج متبادل يؤكـــد ويوطّـــد العلاقة ويعكس الإيجابية في التفاعل والتواصل ..
* شـيء من النصائح والإرشادات التي يمكــن إسداؤها للزوجين :
في نـظـري أن العلاقــة الزوجية إذا وصلت إلى طريق مسدود فإن مراجعة العيادة النفسية أو المراكـز ذات العـلاقــة بالشـؤون الزوجـيــة تكون الخطوة الأخيرة من أجــل استنفاذ كــل الوسائل ، والخيارات لمنع حدوث ما يخشاه الزوجين .. لـكــن الاستشارة تعــتمـد على معرفة نوعيــة العلاقة والمفاهيم التي أدت إلى تدهورها .. لأن بعض الحالات يكــون الحل الإيجابي بكسر الحلـقـة المسدودة ليحدث الانفصال ، بطــريقـة سليمــة -- طلاق ناضج -- تقل فيها الخسائر النفسية لكلا الزوجين ، والأطفال إن كان هناك إنجاب .. وفـي الحالات التي تكون القاعدة الأساسية بين الزوجين موجودة وهي ( المحبة والتقبل المتبادل ) من كلاهما يمكن التنبؤ بتحسن العلاقة بشكل إيجابي إذا قــبل الزوجين الانضمام إلى برنامج الإرشاد الزواجي من منطلق دافـعـيـة عالية للتغيير !! وهنا يكون دور المختص في الإرشاد الأسري كتالي :
في البدء يقــوم المختص النفسي بعــد مقابلة الزوجين بتوضيح فكرة العلاج النفسي وتصحيح المفاهيم الخاطئة ، ومناقشة الخيارات التي استنفذوها قبل مجيئهم إلى العيادة إضافة إلى مدى حاجتهم إلى الأدوية النفسيــة من قــبل الطبيب النفسي التي قد يحتاجها أحدهما أو كليهما إذا كانت الحالة تستدعي ذلك في بداية العلاج .. بعد ذلك يــتم من خلال الجلسات .. الاستماع لما يعانيه الزوجين من كليهما والتي تكشف للمختص عـن كـيفـيـة الحوار والتعبير عن المشاعر والأولويات التي يطالب كـل منهما الآخر .. .حــيث يتضح للمختص حـصـر المفاهيم ، والأفكار ، والمشاعر الخاطئة أو المبالغ فـيهـا التي تـحـكــم العلاقة وما وصـلت إليه من طلاق نفسي أو طـلاق مخبئ تسيره مفاهيم ذكوريّـة خاطئة بالذات من قــبل الزوج ، والمختص يحاول أن يوضح لكلا الزوجين أنــه حــتى إذا كـانت مشاكلهما لها ما يبررها فإن توترهما وقلقهما بسببها ليس لـه ما يبرره حتى يصل معهما إلى خفض توترهم وكآبتهم أو عدوانيتهم وشعورهما تجــاه بعض ، والمخـتـص يهـتم بكـل من الزوجين بــوصفه فردا يمكن مساعدته في مواجهة مشكلاته الانفعالية سواء قـرر البقاء معا أو الانفصال بـدرجـة إهـتـمـامــه بالزواج بـحـــد ذاتـه ... وفي أثناء تتابع الجلسات يتعلم الزوجين الأسس النفسيــة والعقلانية التي تجعلهما قادرين على تقبل ذواتهم والآخرين والخلافات التي حصلت بينهم ، وهنا يمكن ضمان التحسن والتغيير في العلاقة إذا تعاون الزوجين مع المختـص في استمرارهما فـي البرنامج الذي يمنحهما التعـبير والمكاشفة لـما يعانيانه ...


 

رد مع اقتباس