08-11-2013, 04:37 AM
|
#14
|
مستشار
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 32511
|
تاريخ التسجيل : 12 2010
|
أخر زيارة : 11-02-2015 (02:59 AM)
|
المشاركات :
6,372 [
+
] |
التقييم : 75
|
الدولهـ
|
الجنس ~
|
|
لوني المفضل : Darkcyan
|
|
ربما أختي تكوني مستنكرة لتشخيص الاكتئاب المزمن مثل ماذكرتي بسبب تقلب
الاحوال عندك في نفسيتك وشعورك بأنك تكوني بخير احيانا او بالمناصفة مع كونك احيانا
لستِ بخير
وهذا لا ينفي وجود الاكتئاب المزمن بغض النظر عن حدته او تذبذب هذه الحدة مابين الخفيف والمتوسط
وربما لاحظتي اني في البداية قلت ربما اكتئاب خفيف، ثم قلت لك من متوسط الى شديد
ثم الآن اقول بين الخفيف والمتوسط.
وانا اختي اشخص حالتك تبعا لوصفك لها.
ويبدو لي انك محتارة جدا جدا في امر نفسك من ناحية الشعور بالحزن من جهة
ومن الجهة الأخرى تخلطين بين ماعنيتي منه في الماضي مع معاناتك الحالية
آلام واكتئاب الماضي ذهبت اختي الكريمة، فلا ينبغي ان تستمري بالظن باستمرارها معك
وينبغي ان تركزي حاليا في آلام واكتئاب الوقت الحالي، وهي الصورة المزمنة للاكتئاب
وليس ربما كما فهمتيه اكتئاب مزمن بمعنى استمرار للاكتئاب الإبتدائي
الذي تكون اعراضه كبيرة ومعاناته اشد
ويجوز لنا اختي الكريمة ان نسميه اكتئاب الحكماء
فيكاد لا ينجو منه انسان مفكر يحاول فهم الحياة او الوجود ولديه ميل فلسفي جيد.
وربما تكوني قد لاحظتي وجوده عند اناس تعرفينهم مثل الدكتور مصطفى محمود
رحمه الله
وقد عبر عنه الأمير الشاعر خالد الفيصل في قصيدته الرائعة "المعاناة"
وهو بسبب التدبر في الحياة والوجود والنفس
والعوامل الفكرية المتدبرة للوجود بعقل يسعى لمعرفة الحقيقة وللمعرفة الحقيقية
والتي وصفتيها بأنها عوامل روحية هي الاهم في هذا النوع من الاكتئاب
فمهما كنتي عاطفية ومهما كان عندك ظروف اجتماعية صعبة، فإن هذه الامور ليست
التي تكوّن اكتئاب الحكمة، مع الاتفاق معك بأنها تساهم من ناحية
انها تجعل النفس ارض خصبة للتفكير حول موضوع المعاناة
وبالتالي وجود التفكير الروحي الفلسفي
والفلسفة اختي الكريمة تنطلق من الوعي الشديد بالذات، بل تحتاج له كوقود.
الذي يريد ان يفهم فلسفة الوجود والحياة لا بد ان يكون عنده وعي شديد بذاته
يجعله يفقد طعم العفوية والسلوان وخلو البال والتوجه الاجتماعي
المتفاعل خارجيا بدل التوجه الفكري لداخل الذات
وهو الذي يتفاعل نفسيا وليس اجتماعيا، بل وبشكل مبالغ فيه
يجعل نفسك هي محور تفكيرك
والشعور بأنك مكسورة، مستنزفة عاطفيا، سوء ن عطبن عدم وجود أو شعور
بالاستقرار الداخلي هو شعور بالتأكيد مزعج ومؤلم
وانما تستطيعي تجاوزه او الشعور بالرضا عن نفسك عندما تعرفي
بأن هذا هو شعور الفلاسفة وعميقي التفكير بل عباقرة الفكر
وهذا لابد ان يكون كافي بأن تنظري بإيجابية لنفسك بأنها تمتلك شيء عظيم فكريا وعقليا
حتى وان افتقدت لمسألة راحة البال والسكينة الداخلية
ولا أشك اختي بأنه لو كان عندك مجال للاختيار بين راحة البال والطمئنينة
وبين العقل المصاحب بالشعور بالشقاء فإنك ستختاري راحة البال
وستفضلينها على العقل الشقي
لست انت فقط من سيختار ذلك، وانما أي انسان
ولكن هذا قدرك، وليس بيدك مجال الا قبوله والرضا عن نفسك
خاصة وان عندك شيء مميز ليس عند اي شخص وهو العقل العبقري فلسفيا.
وهنا وعند هذه النقطة تحتاجي ان تفهمي حقيقة ان مقولة "فاقد الشيء لا يعطيه"
هي مقولة خاطئة ان اتينا لمسألة العقل والفلسفة والحكمة
تستغربي كثيرا من ارتياح الناس لك ومن تقديرهم لعقليتك
ومن حبهم لنصحك وتوجيهك واالاخذ بكلامك وفلسفتك والارتياح في الجلوس معك وخطب ودّك
وهذا دليل على انك مع افتقادك للراحة النفسية الا انك تستطيعي ان تدلي الناس عليها
وأعطيكي مثال عن المدرب الكبير في السن الذي يستطيع ان يعلم تلاميذه القفز
ولكنه لا يستطيع هو ان يقفز، يعلمهم الطريقة الصحيحة للجري في السباق
لكنه لا يستطيع ان يجري
وبلا شك ستقولين: بئس بهذا العلم الذي استطيع ان اعلمه للناس ولا استفيد منه لنفسي
فأنا اولى به منهم، واهم من ذلك هو دخولي في تناقض امامهم
وهو اني كيف ادعي انني اعلم واعرف ولكني لا أطبّق ذلك على نفسي في الاول وهو
مايجعل الناس تقول لي: علّم نفسك اولا،، او يرددون : فاقد الشيء لا يعطيه!!
علما بأنك لا تسمعي هذا الكلام من الناس، وانما تسمعيه كثيرا من داخل نفسك
ولست اجاملك اختي في القول بإيجابياتك، واعلم انك لا تقصدي المجاملة النفاقية وانما
تقصدي المجاملة العلاجية برفع المعنويات والطمأنة
الا انه فعلا نستخدم نحن الاطباء واي انسان تربوي اسلوب التشجيع والتدعيم
ولكن ليس على حساب ايضاح المساوئ لمن نريده ان يبتعد عنها
وايضاح المحاسن التي نريده ان يستمر فيها ويطورها
وبالنسبة لما ذكرته عنك من جانب ايجابي (المجاهدة والتحمل) اطمئنك بأنك تمتلكي منه الكثير لدرجة اني
لن اطلب منك ان تطوريه او تفكري في زيادته، فما عندك كافي وزيادة ولكِ ان توزعي منه على الآخرين :)
الدواء اختي ذكرت لك انه غالبا الى ماشاء الله بمعنى الاستمرار عليه فترة طويلة
تصل لسنوات، مثله مثل علاج الامراض المزمنة كالضغط والسكر وامراض القلب والهرمونات.
ولا تفكري في الاعراض الجانبية كثيرا، فهي ستختفي بعد ان تبدأ فاعلية الدواء
(وهي بعد مدة اسبوعين الى 6 اسابيع من تناوله) باستثناء زيادة التعرق
لمن لديهم قابلية واستعداد وراثي لذلك
وهي ليست زيادة بمعنى انها مبالغ فيها ولا تحتمل، وانما هي زيادة عن الطبيعي
نعم اختي ستتحسن نظرتك لنفسك مع العلاج
وستكوني اكثر قدرة على رؤية ايجابياتها والرضا عنها
ولكن لابد مع الدواء ان تبذلي جهد فكري ايجابي وتعودي نفسك عليه
والا فإن الدواء لوحده لا يعتبر كافي لتحقيق ذلك
كتابي اختي العزيزة اسمه (العقل السليم والنفس المطمئنة)
وهو لم ينشر بعد، وانما هو مطبوع ومفسوح من وزارة الاعلام ولدي تصريح بنشره
الا ان الوقت والظروف المادية لم تسمح لي بذلك
كما اني لا زلت اعرضه على اهل العلم الديني و الفلسفي والنفسي والاجتماعي
لكونه يتطرق لمسائل الدين والوجود والفلسفة وبالطبع علم النفس
وهو باختصار فلسفة اسلامية جديدة للعقل والنفس
أرى انها ستجيب على الكثير من تساؤلاتك ، وعندي منه نسخة اليكترونية بصيغة pdf
ممكن ان ارفعها لك على احد مواقع رفع الملفات :)
تحياتي لك غاليتي، وبانتظار ردّك وتفاعلك والنقاش مع فكرك الراقي
|
|
|