عرض مشاركة واحدة
قديم 11-11-2013, 03:55 PM   #20
د.رعد الغامدي
مستشار


الصورة الرمزية د.رعد الغامدي
د.رعد الغامدي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 32511
 تاريخ التسجيل :  12 2010
 أخر زيارة : 11-02-2015 (02:59 AM)
 المشاركات : 6,372 [ + ]
 التقييم :  75
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Darkcyan


ربما أختي تكوني مستنكرة لتشخيص الاكتئاب المزمن مثل ماذكرتي بسبب تقلب
الاحوال عندك في نفسيتك وشعورك بأنك تكوني بخير احيانا او بالمناصفة مع كونك احيانا
لستِ بخير

نعم قد أنكره .. فأنا لا أحب هذاالوصف إنسانه مصابة بالإكتئاب .. أشعر بالإنهزاميه بمجرد ذكره .. أرجئت الذهاب إلى الطبيب النفسي .. لأنني كنت اعتبر ذلك فشلاً فشلت في حل مشاكلي .. فشلت في إقناع نفسي بأنني قوية .. ثم تشخصني على أن مالدي إكتئاب و مزمن .. مضحك مبكي بالنسبة .. بعد كل شيء أصبح مريضة نفسية اتناول دواء نفسيا ً .. اعلم انك دكتور و تقوم او تؤدي عملك و جزاك الله عني و عن غير خير الجزاء ..


هههه،، المشكلة اخت تباشير هي ليست مسألة حب او كراهية، فالكل لا يحب الأمراض، كما ان الخطوة الاولى لعلاج اي مشكلة هو وضع اليد عليها ومن ثم التعاطي معها من ناحية حاجتها للدواء او التخفيف منها او خلافه،، اما ان ننكر وجود المشكلة فساعتها لن نخطو اي خطوة للأمام وسنظل نتخبّط في الاخطاء بسبب عدم قبولنا للواقع. حتى العلماء اختي الذين يستكشفون شيء او يبحثون عن شيء او حل او تفسير لظاهرة، ان لم يضعوا تصورا للمشكلة وللحلول وللتعاطي معها بطريقة موضوعية وليست ذاتية وتفحصوا النتائج وقاموا بنقد انفسهم بأنفسهم ومواجهة المشاكل بحياد ولم ينكروا اخطائهم او يتهربوا منها والا فإنهم لن ينجحوا ولن يحققوا اي تقدم


وهذا لا ينفي وجودالاكتئاب المزمن بغض النظر عن حدته او تذبذب هذه الحدة مابين الخفيف والمتوسط
وربما لاحظتي اني في البداية قلت ربما اكتئاب خفيف، ثم قلت لك من متوسط الى شديد
ثم الآن اقول بين الخفيف والمتوسط.

وانا اختي اشخص حالتك تبعا لوصفك لها.
ويبدو لي انك محتارة جدا جدا في امر نفسك من ناحية الشعور بالحزن منجهة
ومن الجهة الأخرى تخلطين بين ماعنيتي منه في الماضي مع معاناتك الحالية


نعم هذا صحيح .. حتى أحياناً احتار فيما ( ينبغي ) علي أن اشعر به .. هل علي ان اخاف .. احزن .. اغضب .... الخ .. امام بعض المواقف التي تواجهني في حياتي ..
نعم محتار هل مالدي من حزن أمر طبيعي نتيجة لما حدث لي .. أم أنني ابالغ في امري .. و انني انسانه لا أملكك من النضج الكافي كي يجعلني اتصرف بنضج ودون بكاء و نواح كما أفعل في معظم اموري ..



آلام واكتئاب الماضي ذهبت اختي الكريمة، فلا ينبغي ان تستمري بالظن باستمرارها معك
وينبغي ان تركزي حاليا في آلام واكتئاب الوقت الحالي، وهي الصورة المزمنة للاكتئاب
وليس ربما كما فهمتيه اكتئاب مزمن بمعنى استمرار للاكتئاب الإبتدائي
الذي تكون اعراضه كبيرة ومعاناته اشد

أتعني بكلامك أنك ممن يؤمنوا بأن الزمن كفيل أن يداوي الجروح .. في تصوري ربما .. لكن الذي اعتقده متى ماتصالحت مع الجرح و تقبلته هنا سيكون التعافي عن الجرح او الألم و ليس تناسيه او وضعة على عجلة الزمن ثم السير .. ربما هذا ما ينقصني قبول الآلام الماضي او التصالح معها .. فالطبطبة عليها لا يكفي .. بل هي مجرد مسكنات .. حاولت مسامحة من قام بأذيتي ظناً مني بأن هذا سيخفف من وطأة الألم إلا انني ما زلت اشعر به .. لا أعرف ماذا أصنع بنفسي

لا أختي ليس هذا ماقصدته،، الذي قصدته هو ان الاكتئاب يظهر بصورة حادة في بدايته، وتكون اعراضه هي الغم وضيق الصدر والحزن الشديد والبكاء وانعدام الراحة النفسية. ثم تذهب هذه الاعراض بعد مرور مايقارب الشهر الى الثلاثة شهور وتصبح اعراض الاكتئاب مختلفة. فيذهب شعور الغم والرغبة في البكاء ويحل محله فقدان الحياة للطعم والشعور بعبثية الوجود ويظهر حب الموت على الحياة والانطواء. ولا شك بأن التصالح والتسامح مع الآخرين والذات هو من الامور المهمة لعلاج العلاقات السيئة مع الآخرين والتخفيف من التعب النفسي ككل وليس فقط الاكتئاب

قلت لي دكتوري الفاضل ان الإكتئاب مزمن لدي .. فكيف عرفت ذلك و منذ متى و أنا لدي إكتئاب في تصورك؟ ما هي العلامات التي دلتك على انني مصابة بالإكتئاب المزمن؟

عرفت ذلك أختي مما صرحتي به من شكوى هي تمثل الصورة المزمنة للاكتئاب. العلامات اختي هي مايشاهده الطبيب على المريض، وهي بالطبع غير متاحة الا في حضور المريض للعيادة، اما هنا في المنتدى فالاعتماد هو فقط على الشكوى التي يذكرها المريض او يجيب بها على اسئلة الطبيب، وهي تساعد بنسبة 70 في المئة من التشخيص، ولذلك يمكن الاعتماد عليها. احيانا يصرّح لنا المريض بشيء كقوله بأنه حزين جدا ولا نلاحظ ذلك عليه، ولا أدري هل ماذكرتيه لنا هنا من أعراض هي صحيحة ام هناك احتمال لو حضرتي لطبيب ان يلاحظ عليكي تناقضا بين ماتشتكين منه وما يظهر عليكي.
الوقت طبعا لم اسألك عنه ولكن انتي باستطاعتك ان تخبريني عنه. فكما ذكرت لك هناك اكتئاب حاد ربما هو ماحصل لكي في مواقف عاطفية في الماضي فيها حصلت الجراح او الضيق النفسي الحاد، ثم بعد ذهاب الاعراض الحادة يبدأ الاكتئاب بأخذ صورته المزمنة



ويجوز لنا اختي الكريمة ان نسميه اكتئاب الحكماء
فيكاد لا ينجو منه انسان مفكر يحاول فهم الحياة او الوجود ولديه ميل فلسفي جيد.
وربما تكوني قد لاحظتي وجوده عند اناس تعرفينهم مثل الدكتور مصطفى محمود
رحمه الله

ماشاء الله كيف عرفت أنني من قراء مصطفى محمود .. على الرغم أنني ارى ان لديه نزعة صوفيه في تفكيره ..

هههه،، كنت اقصد ان اشير الى مثال كان حي بيننا عن حكيم او فيلسوف وتظهر عليه الكآبة، رحمه الله رحمة واسعة
ولكن للمعلومية، هو مات على مذهب اهل السنة والجماعة وترك التصوف منذ زمن

وقد عبر عنه الأمير الشاعر خالد الفيصل في قصيدته الرائعة "المعاناة"
وهو بسبب التدبر في الحياة والوجود والنفس

والعوامل الفكرية المتدبرة للوجود بعقل يسعى لمعرفة الحقيقة وللمعرفة الحقيقية
والتي وصفتيها بأنها عوامل روحية هي الاهم في هذا النوع من الاكتئاب

صحيح لا يستكين عقلي في البحث عن الأجوبة .. حتى انني انسى انني ما أنا إلا بشر مخلوق ناقص بقدرات ناقصه .. عقلي غير كافي للوصول إلى الحقيقة كلها .. لكن به أستدل على شيء منها .. والبعض احينا في تصوري قد يكمل الكل .. جزء من الصورة اقصد معرفتك بجزء من الصورة قد يخولك للتوقع بقية الصورة ..

مشكلتي الروحية إن جاز التعبير أنني افتقد الغاية او المعنى من هذة الحياة .. لله العلم و تصريف الاقدار و الأمور .. إذاً اين هو قراري الحر الذي عليه سوف احاسب .. استغفرك يارب إن قلت ما ليس به علم .. ما الغاية من العذابات التي تجتاح هذا العالم ألا توجد طريقة اخرى للتقرب و التعرف على الله دونها ؟ ماذا عن عذابات الأطفال سأقول ان البالغين لهم نصيب في حصول ذلك كذنب إقترفوه او معصية اقدموا عليها .. لكن ماذا عن الأطفال ما ذنبهم و الشرع أطاح عنهم التكليف لصغر سنهم .. العذاب الذي يقاسونه لما .. لا ذنب لهم و لا معصية ..
هل العقل وحده كاااافي لإدراك الحقيقة .. ؟ و كيف ندركها و العقل الذي لدنا لا يصل إلى المستوى المطلوب من الأحجية او اللغز لغز الحياة ؟ هل نصف الحقيقة كافي ؟ هل أدخل هنا قلبي ؟ .. هل التفكير في القلب ؟ كما يذكر القرآن دائما ..
لا أستطيع العيش هكذا حياة روتينية .. اكبر و ازوج و انجب اطفال اربيهم ثم اموت .. لا أستطيع احتاج إلى غاية لوجودي في هذه الحياة .. اود اقول .. نعم مت لكن كان لغيابي عن هذة الارض تاثير
مو فلانة عاشت ثم ماتت و الجزء الذي في المنتصف مفقود .. لا أرى شيء ربما يجعلني اشعر ان لوجودي غاية هي في التأثير على الناس تأثير إيجابي .. هذا عزائي الوحيد فتجربة السميطي تجربة رائعة و لو كنت حرة نفسي لفعلت ..

ماتتحدثين عنه هنا أختي هو الذهاب بالألم النفسي الى بحث عقلي فلسفي وجودي، بحيث تنسين او تتناسين الالم النفسي والصراع النفسي وتحولينه الى صراع او بحث فلسفي. وهذا نوع من الوسائل الدفاعية التي يتحدث عنها التحليل النفسي، وهي من وسائل الشخصية الدفاعية المشروعة، الا انه معروف ان خلفها الم نفسي غالبا هو الاكتئاب، وهو نفسه الذي يصيب الفلاسفة ويكاد لا يخلو فيلسوف وجودي منه وأشهرهم جان بول سارتر ونيتشة و جان جاك روسو وكثيرين. ولا سبيل للإجابة على هذه الأسئلة الفلسفية الوجودية الا اما بالشعور بعبثية الوجود كما فعل نيتشة واخذ قراره بالانتحار وانتحر فعلا، او العودة للإيمان بحدود العقل وحاجته للإيمان بدون تفكير عند نقاط معينة كما فعل الفيلسوف الالماني كانط وما جاء في تلميحات الفيلسوف الانجليزي برتراند راسل وفرويد مؤسس التحليل النفسي في آخر حياتهم

فمهما كنتي عاطفية ومهما كان عندك ظروف اجتماعية صعبة، فإن هذه الامور ليست
التي تكوّن اكتئاب الحكمة، مع الاتفاق معك بأنها تساهم من ناحية
انها تجعل النفس ارض خصبة للتفكير حول موضوع المعاناة
وبالتالي وجود التفكير الروحي الفلسفي

والفلسفة اختي الكريمة تنطلق من الوعي الشديد بالذات، بل تحتاج له كوقود.
الذي يريد ان يفهم فلسفة الوجود والحياة لا بد ان يكون عنده وعي شديد بذاته
يجعله يفقد طعم العفوية والسلوان وخلو البال والتوجه الاجتماعي
المتفاعل خارجيا بدل التوجه الفكري لداخل الذات
وهو الذي يتفاعل نفسيا وليس اجتماعيا، بل وبشكل مبالغ فيه
يجعل نفسك هي محور تفكيرك

والشعور بأنك مكسورة، مستنزفة عاطفيا، وعدم وجود أوشعور
بالاستقرار الداخلي هو شعور بالتأكيد مزعج ومؤلم
وانما تستطيعي تجاوزها و الشعور بالرضا عن نفسك عندما تعرفي
بأن هذا هو شعور الفلاسفة وعميقي التفكير بل عباقرة الفكر
وهذا لابد ان يكون كافي بأن تنظري بإيجابية لنفسك بأنها تمتلك شيء عظيم فكريا وعقليا
حتى وان افتقدت لمسألة راحة البال والسكينة الداخلية

ولا أشك اختي بأنه لو كان عندك مجال للاختيار بين راحة البال والطمئنينة
وبين العقل المصاحب بالشعور بالشقاء فإنك ستختاري راحة البال
وستفضلينها على العقل الشقي
لست انت فقط من سيختار ذلك، وانما أي انسان
ولكن هذا قدرك، وليس بيدك مجال الا قبوله والرضا عن نفسك
خاصة وان عندك شيء مميز ليس عند اي شخص وهو العقل العبقري فلسفيا.

وهنا وعند هذه النقطة تحتاجي ان تفهمي حقيقة ان مقولة "فاقد الشيء لا يعطيه"
هي مقولة خاطئة ان اتينا لمسألة العقل والفلسفة والحكمة

تستغربي كثيرا من ارتياح الناس لك ومن تقديرهم لعقليتك
ومن حبهم لنصحك وتوجيهك واالاخذ بكلامك وفلسفتك والارتياح في الجلوس معك وخطب ودّك
وهذا دليل على انك مع افتقادك للراحة النفسية الا انك تستطيعي ان تدلي الناس عليها

وأعطيكي مثال عن المدرب الكبير في السن الذي يستطيع ان يعلم تلاميذه القفز
ولكنه لا يستطيع هو ان يقفز، يعلمهم الطريقة الصحيحة للجري في السباق
لكنه لا يستطيع ان يجري

وبلا شك ستقولين: بئس بهذا العلم الذي استطيع ان اعلمه للناس ولا استفيد منه لنفسي
فأنا اولى به منهم،واهم من ذلك هو دخولي في تناقض امامهم
وهو اني كيف ادعي انني اعلم واعرف ولكني لا أطبّق ذلك على نفسي في الاول وهو
مايجعل الناس تقول لي: علّم نفسك اولا،، اويرددون : فاقد الشيء لا يعطيه!!
علما بأنك لا تسمعي هذا الكلام من الناس، وانما تسمعيه كثيرا من داخل نفسك

ولست اجاملك اختي في القول بإيجابياتك، واعلم انك لا تقصدي المجاملة النفاقية وانما
تقصدي المجاملة العلاجية برفع المعنويات والطمأنة
الا انه فعلا نستخدم نحن الاطباء واي انسان تربوي اسلوب التشجيع والتدعيم
ولكن ليس على حساب ايضاح المساوئ لمن نريده ان يبتعد عنها
وايضاحا لمحاسن التي نريده ان يستمر فيها ويطورها

وبالنسبة لما ذكرته عنك من جانب ايجابي (المجاهدة والتحمل) اطمئنك بأنك تمتلكي منه الكثير لدرجة اني
لن اطلب منكان تطوريه او تفكري في زيادته، فما عندك كافي وزيادة ولكِ ان توزعي منه على الآخرين :)

الدواء اختي ذكرت لك انه غالبا الى ماشاء الله بمعنى الاستمرار عليه فترة طويلة
تصل لسنوات، مثله مثل علاج الامراض المزمنة كالضغط والسكر وامراض القلب والهرمونات.
ولا تفكري في الاعراض الجانبية كثيرا، فهي ستختفي بعد ان تبدأ فاعلية الدواء
(وهي بعد مدة اسبوعين الى 6 اسابيع من تناوله) باستثناء زيادة التعرق
لمن لديهم قابلية واستعداد وراثي لذلك
وهي ليست زيادة بمعنى انها مبالغ فيها ولا تحتمل، وانما هي زيادة عن الطبيعي

نعم اختي ستتحسن نظرتك لنفسك مع العلاج
وستكوني اكثر قدرة على رؤية ايجابياتها والرضا عنها
ولكن لابد مع الدواء ان تبذلي جهد فكري ايجابي وتعودي نفسك عليه
والا فإن الدواء لوحده لا يعتبر كافي لتحقيق ذلك

كتابي اختي العزيزة اسمه (العقل السليم والنفس المطمئنة)
وهو لم ينشر بعد، وانما هو مطبوع ومفسوح من وزارة الاعلام ولدي تصريح بنشره
الا ان الوقت والظروف المادية لم تسمح لي بذلك
كما اني لا زلت اعرضه على اهل العلم الديني و الفلسفي والنفسي والاجتماعي
لكونه يتطرق لمسائل الدين والوجود والفلسفة وبالطبع علم النفس
وهو باختصار فلسفة اسلامية جديدة للعقل والنفس
أرى انها ستجيب على الكثير من تساؤلاتك ، وعندي منه نسخةاليكترونية بصيغة pdf
ممكن ان ارفعها لك على احد مواقع رفع الملفات :)

تحياتي لك غاليتي، وبانتظار ردّك وتفاعلك والنقاش مع فكرك الراقي

كيف لي أن اشعر بالرضا عن ذاتي و اتقبلها قد يبدو سؤالاً بديهياً إلا انني لا اعرف كيف افعل ذلك .. كيف اوزن بين القبول و الرضا عن الذات و بيت الرغبة في تطويرها. ؟

هههه لا أعلم هل فعلا املك عقل فلسفي .. ربما عقل متشكك .. متشائم .. لا يستكين و لا يهدأ لا يملك من اليقين إلا النذر اليسير ..



نعم استغرب من ارتياح الناس لي .. او.تقربهم لي بالأصح .. استغرب من رؤيتهم لإيجابيات في نفسي لا أراها .. على الرغم انهم اشخاص مقربين لي .. اي يعرفونني في جميع احوالي .. ام انني اضع لنفسي معايير عالية .. ربما لأنهم لا يعرفون كما اجاهد لأبدو لهم طبيعية .. اجتماعية .. قوية .. احيانا .. يصبح ااحديث بالنسبة ازمة و مشكلة اصادفها مع الناس و احيانا اجدني منطلقة و عفوية ..فعلا انا اجاهد كثيرا كي ابدو طبيعية .. و اجد قبولا من الناس و استحسانهم .. هذة معضلة حياتي لم ادركها حتى فترة قصيرة .. ربما اهمال والدتي لي جعلني ابحث عن الاهتمام و ان اكون مقبولة و بالاصح استحسانهم .. في طفولتي كنت مهرجة الفصل في مراهقتي متمردة المدرسة في شبابي .. الانسة اللطفية اللبقة و التي تزعجني كثيرا لباقتي الزائدة .. اشعر و كان لزاما علي ان دفع ثمنا لحب الناس لي .. لا بد ان يكون هناك سبب كي يحبوني وحدي لست كافية .. محزن بالنسبة لي ان ارى نفسي هكذا .. اشعر كانني يتيمة و.انا لست كذلك .. شعور اليتم و الفقد مزوع في داخلي على الرغم من تواجد والدي الإثنين

تقول انني قوية و مجاهدة .. و انا لا أعرف كيف استدليت بذلك و انت لا تعرف ما واجهت ؟ في حياتي .. قد يكون الامر ليس كما تظن ربما ما واجهتته نعم صعب.لكن يمكن تخطيه و ليس بالأمر العسير على القدر الذي اراه .. شايف مخي كيف .. يقول لك أقنعني

أرى أختي الكريمة هنا ان هناك 3 نقاط ربما تلخص دوامة فكرية لديكي وتجعلك تقاومي الاعتراف بوجود مشكلة عندك وبالتالي تجعلك تفكري وتفكري وانتي في مكانك غير قادرة على وضع يدك على الجرح، بل تسعين لإنكاره، وبالتالي لن تتمكني من قبول الحلول او العلاجات له. وهذه النقاط الثلاث هي:

(1) الالحاح على وجود معاناة عندك هي مجهولة ويصعب الوصول اليها ولا يوجد لها حلا لأن الله خلق الكون والدنيا هكذا، وانه يحتمل ان يكون في ذلك عبث
(2) تحاولي ان توضحي ذاتك للآخرين من منطلق انها مجهولة بالنسبة لهم، وتحاولي ان تناقشي واقعها معهم بهدف اما ان تستوضحيها وتفهميها او تثبتي انها في الطريق الصحيح وليس لديها مشكلة وانما المشكلة هي في صعوبة فهمها من جهتك (لم تفهمي نفسك وروعتها) و من جهة الآخرين (لم يفهموا روعتها وسلامة فلسفتها)
(3) تجدين متعة او سلوى لذاتك مصدرها وصفك لذاتك للآخرين بأنها قد تكون سيئة فيجيبونك ويردون عليكي: لا، بل هي جيدة، وبالتالي تستمتعي بأنك لم تكوني مغرورة او مصدّقة نفسك وتمتدحينها وانما الآخرين هم من يمتدحونك وينفون عنك صفات السوء.

طبعا لا شك بأنك لا تقصدين خداع الناس او اخذ شهادات باطلة منهم بأنك جيدة، لا، حاشا لله، وانما هو من حقك مادمتي انسانة ذات عمق جيد وتهدف لغايات ايجابية او حقيقية صائبة من النظرة الأخلاقية، الا ان هذا سيكون بمثابة عائق لك عن احراز اي تقدم على مستوى التطوير الذاتي. حيث لا يكفي ان تقولي انا سيئة او لست بخير، فيرد الآخرين: بل انتي جيدة و بخير، فتستمتعي بذلك وتحصلي به على اطمئنان دون ان تقومي بتغيير ماعندك من أخطاء سواء على مستوى الفكر الفلسفي او القبول للواقع الذاتي والخارجي.

وليس صحيح أختي ان تطلبي مني او من اي أحد ان يقنعك بأنك بخير لكي تطمئني على نفسك او يقنعك بأنك لست بخير فتناقشيه لإثبات ذاتك ولكي يغير نظرته عنك. ففي النهاية ليست هذه هي الطريقة الصحيحة لإثبات الذات او الاطمئنان عليها. الصحيح هو ان تتعاملي بجدية مع ما تعتقدي انها مشكلات ذات اهمية وتستدعي البحث عن حلول، وان تتغاضي عن امور في نفسك طالما لم تسبب اعاقة لأمور هامة في حياتك



بالنسبة للدواء لقد حصلت علية .. لكن الدواء الثاني لا يصرف إلا من قبل دكتور فهل من بديل للدواء الثاني ..؟

لا أختي لايحتاج ان يصرفه دكتور، وانما يحتاج ان تاخذيه بطريقة محددة وتتابعي مع طبيب، وانا راح اتابع معك ولا نحتاج تحاليل او خلافه

هل هذا الدوء اعني البروزاك سوف يعطيني نشاط لأنني افتقد ذلك .. اموري اليومية اقوم بها بطلعة الروح ..
هل هذا الدواء سيفتح شهيتي لأنني بلغت من النحالة و النحف لم ابلغها في حياتي .. ودي اسمن حبتين .. ..

نعم يعطي النشاط ويفتح الشهية ولكن ليس كثيرا

هل دواء لاميكتال مناسب لي ؟ ولمن يصرف مثل هذا الدواء ؟

نعم مناسب، وهو يصرف لأسباب مختلفة : مثلا يصرف لعلاج الصرع، ويصرف لتثبيت المزاج، ويصرف للاكتئاب

اخطط ان اتناول الدواء لمدة سته اشهر .. هل هي كافية للوصول الى نسبة شفاء معقولة و جيدة ؟

نعم هو المفروض ان تكون اقل فترة للعلاج هي 6 شهور، ثم بعدها ممكن نجرب نوقفه بالتدريج، لكن غالبا قد تحتاجينه كعلاج مزمن مثل ادوية الضغط والسكر، او بعبارة اخرى "الى ماشاء الله"

اشكرك دكتور رعد بعمق ما أشعر .. اشكرك و اشعر بالإمتنان لما تفعله لي و لغيري .. فجزاك الله كل خير .. و رزقك الله في صدرك و قلبك نعيما لا ينقطع و انشراحاً لا يغيب .. و طمأنينة تدوم
سانتظر كعادتي بلهفة ردك دكتوري الفاضل .... .. ..

العفو اختي، ويجزيكي الف الف بل كل خير، ويطمن قلبك ويحقق كل امنياتك :)


 
التعديل الأخير تم بواسطة د.رعد الغامدي ; 11-11-2013 الساعة 05:10 PM