عرض مشاركة واحدة
قديم 11-11-2013, 09:43 PM   #21
د.رعد الغامدي
مستشار


الصورة الرمزية د.رعد الغامدي
د.رعد الغامدي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 32511
 تاريخ التسجيل :  12 2010
 أخر زيارة : 11-02-2015 (02:59 AM)
 المشاركات : 6,372 [ + ]
 التقييم :  75
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Darkcyan


فاتني ان أقول لك أخت تباشير فجر بأني ارى ان الدواء النفسي لن يضيف لك كثيرا من ناحية المزاج الذي يشعرك بلذة الحياة.
ان كنتي ترين ان كل ماتحتاجيه هو المزاج المرتفع الذي يجعل للحياة طعم رائع وتصلي لخلو البال وتستعيدي سعادة الطفولة العفوية وتشعري بنشوة الفرحة، فساعتها لا أنصحك بأخذ الدواء. اما ان اردتي ان ترين الحياة بالألوان ويذهب عنك اللون الرمادي والابيض والاسود، وتذهب الرغبة في الجلوس دائما في الظلام ووحيدة، والانغماس في الأسألة الفلسفية الوجودية، واحساس الانقباض في الصدر فإن الدواء سيساعدك كثيرا في ذلك.

وكثيرين وكثيرات اختي الكريمة يقولون الحمد لله، نحن لانعاني من قبضة الصدر ولا الجلوس في الظلام ولا الشعور الدائم بأن كل الالوان متساوية وتشبه اللون الرمادي، ومعجبين بفلسفتنا في الحياة، وراضين نوعا ما عن نفسيتنا بهذه الصورة ان كان الدواء لايجعلنا نشعر بنشوة السعادة ولذة الحياة واكتئابنا لا يعيقنا عن القيام بواجباتنا تجاه انفسنا او تجاه اهلنا او في وظيفتنا التي فيها مصدر دخلنا، فساعتها أؤيدك بأن تقتنعي بأنك بألف خير ولا تحتاجي للطب النفسي.

وأنا مثال حي أمامك، فأنا لا آخذ مضاد الاكتئاب الا لإزالة اللون الرمادي وقبضة الصدر و للحصول على نشاط كافي يمكنني من اداء عملي.. وأستطيع اختي الكريمة ان اعيش لوحدي وبدون اي مضاد اكتئاب، لكن مع اسرتي (زوجتي وأبنائي) اكون مقصر معهم لو لم أتناول مضاد الاكتئاب لأن لهم حقوق لايستطيع مزاجي بدون ادوية ان يجعلني أؤديها لهم. اما عملي فأستطيع ان اجهد نفسي وأؤديه بدون مضاد اكتئاب، واللون الرمادي وقبضة الصدر استطيع ان اتحملها ان كنت وحيدا.

فأنتي أختي من يقرر ان كنتي تحتاجي للأدوية ام انك راضية بالتعاسة او الشعور بعدم السعادة الذي عندك والذي عبّر عنه الفيلسوف الانجليزي بمصطلح "التعاسة البايرونية" وهي التعاسة التي مصدرها الوجود ويصاب بها اناس لاينقصهم شيء مثل الأثرياء والأمراء والفلاسفة والعلماء، وهي تعاسة معروف انها لا تعود لسبب ضعف شخصية او ضعف ثقافة او ضعف فكر، بل على العكس كما أخبرتك، هي اكتئاب الفلاسفة.

نسيت أن اذكر لك شيء له صلة بالموضوع وهو : هناك رواية للكاتب الايطالي البرتو مورافيا بعنوان "السأم" او في ترجمات أخرى "الملل" وقد قرأت توصية من فيلسوف او عالم نفس أحترمه ولا أذكر من هو وذلك عندما كنت ابحث في طبيعة الملل او مانعبّر عنه بالعامي "الطفش" بأن كل من يقرأ رواية "السأم" للبيرتو مورافيا سيشعر بتحسن لأن مورافيا قام بتشريح حقيقة الملل وزيادة استبصار الشخص به بحيث يصبح يتخطاه ولا يشعر به. وللأسف هذه الرواية هي الرواية الوحيدة التي اتمنى بشغف ان اقرأها ولكن للأسف لم اجد لها نسخة لا اليكترونية ولا مطبوعة، علما بأنه ينبغي ان تعرفي ان مورافيا هو كاتب مبتذل ويؤمن بان اللذة فوق كل شيء، ولهذا كانت رواياته مليئة بالخمور وبائعات الهوى، وربما يكون حل مشكلة الملل في روايته تلك بالانغماس في الملذات،، وبالتالي يكون قد قام بإيجاد حل للملل على حساب الدين او الاخلاق،، الله اعلم،، فأنا لم اجد الرواية ولم أجد نقدا لها.


 
التعديل الأخير تم بواسطة د.رعد الغامدي ; 11-11-2013 الساعة 09:53 PM