بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أكتب لكم أخواني ولعلها أول مرة أكتب فيها موضوع بهذا الطول منذ 6 سنوات وأتمنى بأن تقرأوا موضوعي إلى نهايته من أجلكم وليس من أجلي .
في البداية أود أن أعرفكم بنفسي
انا شاب أبلغ من العمر 36 عام وكان لي من الماضي مالله به عليم قبل عام 1428هـ , موظف وبفضل الله أنني بقيت في عملي بالرغم من الظرف الذي مررت به تدبير الله ولطفه حال دون تركي لعملي .
في عام 1427هـ حيث كنت من المبتلين بالأسهم بدأ تفكيري وعقلي يهتم بالخسارة ودخلت في دوامة التفكير في المستقبل والديون التي تحملتها , حينها بدأ الصداع يلازمني وكان هذا الصداع بمثابة انذار لم ألق له بال . بعد فترة بدأت تظهر أعراض أخرى مثل الدوخة وتعرق اليدين والشعور بالبرد في أي حال من الأحوال وكذلك خفقان في بعض الأحيان .
كنت أستطيع الخروج من المنزل وقضاء أشغالي والقيام بعملي على الوجه المطلوب ولكن مع بعض التكاسل وتحمل تلك الأعراض عندما تفاجئني .
بعد تقريبا عام وفي يوم من الأيام لازمني خفقان غريب ومزعج وكذلك دوخه وغثيان ولم أستطع الخروج من المنزل , وشعرت حينها بأن شيئاً ما حدث لي , شئ مخيف جدا حيث أنني لا أستطيع الكلام بالهاتف ولا عمل أي شئ .
بدأت أكره وقت النوم لأنني لا أستطيع النوم حيث أن قلبي يخفق والوساوس تطاردني . الموضوع الصغير أجعل منه مشكلة كبيرة ومصيبه سوف تسبب لي المشاكل .
أصبح التفكير يأخذني إلى درجة لا تطاق من الصداع , كل شئ يحدث من حولي كنت أتوقع بأنه علامة من علامات قرب موتي .
كان ذلك يعتبر أكبر انذار قد يواجه المرء في حياته , انه وقت التفكير في الآخرة وترك الدنيا بما فيها
اتجهت إلى الله سبحانه وتعالى وبدأت اقرأ القرآن بدون طلب من أحد وبدون أن يوجهني أحد , كل من حولي لاحظوا حالتي ولكني كنت أدّعي بأن أصدقائي منشغلون وأنني أريد الجلوس في البيت .
طلبت اجازة من عملي لمدة شهر وبعدها طلبت تمديد 15 يوم وطلبت الله بأن لا يؤثر ذلك على عملي .
بعد أن عدت من الإجازة طلبت من المدير بأن يغيّر موقعي إلى موقع آخر لأنني أشعر بحال غير جيد وأريد التغيير وكان منه وفقه الله في دنياه وآخرته أن قال أختر المكان الذي يناسبك .. ونقلي إلى مكان لم يكن فيه اختلاط بالمراجعين بل كنت منزوي ومضت الأمور على ما يرام ولله الحمد .
كنت ليليا اقرأ سورة البقرة كاملة وبعدها أصلي ثلاثة ركعات وتر وأدعو الله سبحانه أن يخلصني مما انا فيه , حتى أنه في يوم من الأيام ومن شدة الألم واليأس قرأت سورة البقرة وآل عمران وقوفا في ثلاثة ركعات .
كل ذلك كان خلال ما يقارب 6 أشهر .
بعد ذلك بدأ الخفقان يفارقني في بعض الأحيان وكذلك الغثيان , ولكن بدأت تظهر أعراض أخرى مثل ثقل الرأس وخاصة الرقبة ومؤخرة الرأس والدوخة وبدأت أكره الأماكن المفتوحة المكتضة بالناس وكذلك أصبحت لا أستطيع المشي طويلاً حيث كان ظهري يؤلمني مع دوخه وعدم توازن . حتى أنني في بعض الأحيان تأخذني نوبات الهلع وضيق التنفس إلى حد الجنون وأريد ترك المكان الذي انا فيه وأعود للمنزل
لا أريد التطرق إلى ذهابي للمستشفيات لأنني قضيت على أوراقهم وأجهزتهم من كثر مراجعاتي دون جدوى ودون ظهور أي مرض عضوي .
أيضا كنت لا أستطيع الجلوس طويلاً في مكان عام وأفضل أن أكون قريبا من البيت وفي حال علمت بأن أحد سيأتي إلى البيت أو يمر يأخذني معه يتغير حالي وأفقد أعصابي ولا أريد الخروج من المنزل أو مقابلة أحد .
كان خوف شديد وقلق , قد تخف الأعراض فترة ولكنها لا تختفي . حيث كنت أفرح في بعض الأحيان ولكن سرعان ما أكتشف بأنه الثقل والدوخة والخوف لا زالوا يلازمونني
يا أخوان كانت 5 سنوات ونصف تقريبا أنظر إلى الناس ولا أعلم مالذي أصابني وهم ينظرون إلى ولا يعلمون ما بداخلي .
كنت من قبل لا أترك فرصة للسفر الا وأستغلها وذهبت إلى كثييييير من دول العالم حتى أنني وصلت إلى أقصى أمريكا الجنوبية من أجل أن أصنع آفاق جديدة لمزاجي وسعادتي وفجأة وجدت بأنني لا أجد أي نوع من السعادة حتى وانا على فراشي .
لا أريد أن أطيل عليكم وأخبركم بما كنت أشعر خلال تلك السنوات ولكن المهم وما أريد أن أقوله في هذا الموضوع أنني كنت طوال تلك الفترة لم أترك صلاة الا وصليتها في وقتها ومع الجماعة الاّ بعض المرات التي لا تتعدى العشر كانت بسبب تعب أو نوم .
كان الأمل هو الشئ الوحيد الذي اكتسبته من دعائي وإيماني بأن الرجوع إلى الله هو الحل . وما أجمل الأمل أنه أجمل مافي الحياة , انه يبعث القوة والطمأنينة لأن الله يرى ولكن له تدبير وحكمه .
حتى قرآءتي للقرآن أصبحت ممتعه وأصبحت أتدبر في معانيه وأستمتع بتفسير اعجازه , أصبحت أحب منتصف الليل للجلوس أمام الله ومناجاته
أحدثكم الآن وأحكي لكم قبل أن أخبركم بالمفاجأة التي طبقتها من القرآن واختصرت ما فعلته في 5 سنوات ونصف إلى 4 أشهر فقط .
انها الطريقة التي تتفوق على جميع الأدوية النفسية والطب الشعبي ومن العجيب أن أعراضها هي نفس أعراض الأدوية التجارية ولكنه طب إلهي قرآني مذكور في القرآن ويعالج الدماغ الذي يتحكم في كل ردود أفعالنا ويبعد كل الغشاوة التي تسبب الثقل والصداع .
صدقوني بان الأمر بعد هذا الإكتشاف لم يستمر معي سوى أربعة أشهر فقط أستطيع الآن أن أفعل كل ما كنت أستطيع فعله من قبل .
بل أن أفعله بكل راحة وكذلك وزني عاد مثل ما كان من قبل وكأن شيئاً لم يكن الاّ المحرمات فقد ذهبت ولله الحمد ولم تعد .
حتى أن أحداث السنين السوداء الماضية أصبحت كأنها حلم وكأنها لم تُذكر في قاموس حياتي .
أخواني انا آسف على الإطالة وسأشرح لكم فيما يلي ماذا فعلت وكذلك النتيجة :
نبدأ بسم الله بتوضيح ماهو هذا المرض النفسي أو القلق أو الخوف أو ما يسمى الرهاب , هي تقريبا متشابهة في الأعراض ومكمله لبعضها البعض وهي في الأساس مرتبطة بعمل الدماغ . حيث يتعرض الدماغ لظروف عدة ومؤثرات قد تثقل كاهله ويبدأ بإفراز المواد المضادة للخوف والقلق وغيرها .
مع مرور الوقت تتكون هذه المواد وتشكل غشاوة على الدماغ وهي لا تشكل خطر على أي من أعضاء الجسم .. المسألة غالباً نفسية وربكة الدماغ هذه يستطيع تحملها الجسم البشري حتى لو شعر الإنسان بضيق شديد أو خفقان أو أي من الأعراض .
يبدأ الخوف والقلق والرهاب يلازمنا عندا يضطرب الدماغ ويعجز عن خلق التوازن مما يسبب لنا شعور مضاد ونبدأ بتكبير الأمور ورؤيتها على غير وجهها الصحيح .
والشعور بالصداع وثقل الرأس وشد الرقبة ماهي الا بسبب تراكم تلك المواد والتي تبدو وكأنها صديد سيتخلص منه الجسم يوماّ ما .
حتى أنه في بعض الأحيان وفي بعض الحالات يستيقظ الشخص وقد يجد طعم غريب في فمه أو تطلى أسنانه باللون الأصفر حتى مع تنظيفها دوماً .
انها تلك المادة التي تغشى الدماغ وهي المادة التي تسبب التنمل في الجهة اليسرى من الرأس, أعود وأكرر هي لا تشكل خطر إطلااااقا .
هذه هي الآليه التي سببت لنا الهم الغم وأصابتنا في مقتل .
الآن
نأتي للخطوة الأولى للعلاج :
أولا الإيمان بالله فوق كل شئ وأن له حكمه من ذلك كله وأن نتذكر أن الله تعالى اذا أحب عبد ابتلاه.
ثانيا اللجوء إليه سبحانه في جنح الليل وقراءة القرآن بالتجويد إن أمكن ... أكرر التجويييييييد .... لماذا؟؟؟
لأن التجويد أيضا من الإعجاز وأن مخارج الحروف من الحلق والأنف وأعلى الصدر لها فوائد في إفراز الغدد للمواد المضادة والتي هي بمثابة العلاج العضوي .
عند قراءة لقرآن يستحسن رفع الصوت وإخراج الحروف بقوة حتى يشعر الشخص بأن ذبذبات صوته تحرك ما بداخل راسه .
ما سيحدث هو أن دماغه سوف يبدأ بتنظيف جدرانه ومحاولة التخلص من هذه الغشاوة المزعجة .
تستمر القراءة إلى ما تشاء ويستحسن أن لا تكون أقل من نصف ساعة .
لا يوجد سورة محددة فالقرآن كله كلام الله وكله شفاء بإذن الله .
التدبر والتأمل في الآيات وعزل النفس عن كل العوامل الخارجية هو عنصر مهم للخشوع والشعور بالأمل والراحة والطمأنينة . ( أنه شعور عجيب اسأل الله أن يذيقكم إياه ) .
الخطوة الأخيرة وهي الأهم الأهم الأهم الأهم الأهم
تؤدى صلاة الوتر بعد القرآءة مع كامل الشعور بأنك تقف بين يدي الرحمن وأنك أمام طريق مباشر مع الله عز وجل , طريق مفتوح لا يوجد به سكرتير ولا وزير ولا حتى حرس .
أنه الله تعالى وهو أحق بأن نطيعه ونعمل ما يأمرنا به ونترك ما نهاها عنه أيا كان هذا العمل , فلقد وعد الله المتقين , والتقوى هي أن تجعل بينك وبين الله وقاية بإتباع أوامره واجتناب نواهيه , لاحظوا المعنى الحرفي والذي هم قليل من يطبقونه بحذافيره . فقد قال الله تعالى في سورة يونس : ( أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ . الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ . لَهُمْ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ) .
انه وعد حق لا تبديل له ولكن لابد من تحقيق الشرط المطلوب وهو ( التقوى ) .
نأتي بعد ذلك للخلاصة التي أود التحدث عنها ومهم جدا تطبيقها الا وهي السجود الطويل وأن يسبح الإنسان قدر ما استطاع وأن يمكث في السجود قدر المستطاع .... لماذا؟؟؟
السجود والتسبيح فيه شئ عجيب وهو علاج للضيقة الصدر وللحزن والخوف . قال تعالى في سورة الحجر : (وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ)
السجود بعد طريقة قراءة القرآن التي أخبرتكم بها ينظف الدماغ من الشوائب وينشط الغدة الصنوبرية والتي تفرز هرمون السعادة (السيروتونين).
كما أنه بفضل الله عند السجود الصحيح وهو السجود على الأعظم السبعة ( الكفين والقدمين والركبتين إضافة إلى الجبهة والأنف ) مع جعل أصابع القدمين متجه بإتجاه القبلة يشعر الإنسان بأنه ملتصق بالأرض وأنه أقرب إلى الله ويتم حينها تفريغ الجسم من الشحنات السالبة مما ينعكس إيجابا على جسم الإنسان
قد يكون هناك دوخة وعدم توازن وهي أعراض عادية ولكن سيصاحبها بإذن الله راحة نفسية وشعور بالفرق ولكن المهم هو الصبر قد يستمر الأمر أسابيع أو شهور ومن يعرف نفسه أنه سيغير الطريقة بعد أيام فلا يبدأ اطلاقاً ... تأكدوا وثقوا تماما بما أقول : الشفاء من الأمراض النفسية لا يأتي بسرعة وإنما بطريقة بطيئة جدا لأنها تحول عصبي ومن رحمة الله أن جعلها بطيئة لكيلا يكون هناك ردة فعل عصبية .
في آخر سجدة ان استطعت الإكمال للدعاء أفضل أو الدعاء بعد التسليم .
هناك شئ مهم ومفيد وهو التأمل في مخلوقات الله وإعجازه في خلقه وفي قرآنه عن طريق مشاهدة البرامج الوثائقية وغيرها فهي من مقويات الإيمان بإذن الله .
عموما جميع ما ذكرت يعد مهما جداً تطبيقه بدون استثناء خصوصاً السجود الطويل وتذكروا هذا جيدا .
هناك بعض الأمور المهمة والتي يجب مراعاتها :
· التقوى وفعل الأوامر وترك النواهي
· المحافظة على الصلاة في أوقاتها
· الذكر والإستغفار والصدقة
· بر الوالدين وصلة الأرحام
· تجنب تناول المنبهات والحلويات بكثرة وكذلك الآيسكريم .
·
أخيراً وليس آخراً أعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك فهذا هو الإحسان وهو ما يجعلك قريب جدا من ملك الملوك ومن الخير الذي لا ينضب .
اسأل الله تعالى لنا ولكم العفو والعافية في الدنيا والآخرة
هذا ما استنتجته من تجربة أفرج عني منها بعد 6 سنوات غيرت مجرى حياتي وأيقظتني كما أنها آآآآلمتني آآآآلمتني آآآآلمتني آآآآلمتني كثيراً .
ومن لديه أي سؤال أو استفسار انا في الخدمة .
تحياتي لكم
حـــر وبــــدون قـــيود