عرض مشاركة واحدة
قديم 25-11-2013, 01:06 PM   #1
المنقرش
عضو موقوف ( ملحد )


الصورة الرمزية المنقرش
المنقرش غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 44158
 تاريخ التسجيل :  07 2013
 أخر زيارة : 09-05-2021 (04:13 AM)
 المشاركات : 440 [ + ]
 التقييم :  92
لوني المفضل : Cadetblue
الإكتئاب ثم الإلحاد



قد يعلم الناس ان هنالك علاقة بين الإكتئاب و الإلحاد. اكثر المكتئبين يعلمون بهذه العلاقة اللتي تجعلنا نتسائل عن أسبابها.
قد يكون اكتئابي له دور كبير في رحلتي الفكرية اللتي استقرت تحت مظلة الإلحاد. كما كان لإكتئابي دور في الحادي هنالك
اشياء كان له دور في ان اكون مؤمن قبل ان اكون ملحد. مثلاً كوني مولود في السعودية او لأني ولدت لأبوين مسلمين
ولو ولدت في مكان اخر لكانت افكاري تتناسق مع ذالك المكان و الظروف اللتي وجدت نفسي بها. لا أؤمن ايضاً بحرية
الإرادة و الأختيار او بما يسما ان الإنسان مخير او مسير. انا مقتنع تماماً ان الإنسان لا يمتلك اي خيار و كثير من الناس
يعتقد انه يتصرف بضروف حياته ولو وقفنا لنحلل تفاصيل حياة كل شخص لوجدنا انه متوهم بأنه يقرر ضروفة و ان الضروف
المحيطة اللتي هي اكثر بكثير من استيعابنا هي من لعبت دوراً في الخيار و ليس الشخص نفسه.

لذالك عندما افكر في العلاقة بين الإلحاد و الإكتئاب اشاهد ان المكتئب يمتلك خاصية لا يمتلكها غير المكتئب
فا غير المكتئب لم تضطره الضروف لأن يفكر بكل شيء حوله فهو مشغول بسعادته و متعته, فهو لا يرى "الحاجة"
بأن يفكر و يتأمل في ايمانه, فهو يسير كما وجد نفسه في البداية وقليل من يتوقف ليتأمل و كثير من الذين يتوقفون
من اجل التأمل يصيبهم اكتئاب وهذا امر طبيعي, فهو امام خيارين الأول ان يقبل بأن تكون حياته كذبه كبيرة و يستمر بمحاولة تصديقها
و الخيار الثاني ان يتأمل و يتمعن من اجل ان يقرر كيف سوف يسير مابقي من حياته ليتفادى بأن تكون حياته كذبة و بدون معنى.

لذالك و هذا ما دفعني لكتابة هذا الموضوع وهو ان المكتئب لا يحتاج لأن يتوقف من اجل ان يتأمل حياته فهو اصلاً متوقف
لم يستمر بمتعة الحياة ولم ينشغل في العلاقات الإجتماعية و الصداقات و العلاقة بين الجنسين ولا يجد المتعة الذي يجدها
غير المكتئب في جميع سلوكه. المكتئب يمتلك هذه الميزه و اللتي هي في الحقيقة لا تقل متعه عن تلك اللتي يمارسها الشهخص
العادي و الغير مكتئب. هذه الميزه هي ان المكتئب عندما لا يمارس حياته مثل ما يمارسها غير المكتئب فإنه تلقائياً هو في مكان
ما يجعله يشكك في كل شيء في حياته يشك في جدوى صداقاته و ايمانه و كل ما يعترض حياته صحيح انه لا يمارس هذه الأشياء
لكنه بنفس الوقت يراقبها من بعيد و يعلم عيوبها لذالك قرر عدم الخوض بها. ولو استطاع المكتئب ان يقرر ما يريد و بدأ الممارسة
لإستطاع ان يعود بدون اكتئاب. مثلاً لو افترضنا ان هنالك مكتئب لم يرتبط بأي علاقة عاطفية لأنه لا يجد المتعه و الإثارة ولا يعرف السبب
و بقي بدون اي علاقة لسنوات اثناء بقائه عرف ان ما يشعره في الإهتمام و المتعه هو ان يكون الشريك من نفس الجنس ثم قرر
ان يمارس هذه العلاقة سوف تجد ان الإكتئاب سوف يذهب بغض النظر عن سلامت هذه العلاقة و لكن هذا ما سوف يحدث.
مثال اهخر لو ان المكتئب اقتنع بأن الإلحاد هو الفكر الصحيح وبدأ بممارسة حياته بفكر الإلحاد بمعنى ان قراراته سوف
تكون مبنيه كما يريدها ان تكون لأنه اقتنع بلفكرة فإنه سوف يبدأ بلعودة للمتعه بشروط اللتي وضعها اثناء الإكتئاب.

لذالك لا اقول ان غالبية المكتئبين يجب ان يكونو ملحدين ولكن اقول بأن المكتئب يمتلك ميزة التمعن بلأشياء من بعيد
لأنه لا يمارسها ولو مارسها لأصبح بدون اكتئاب وقد يمارسها ولكن لا يجد المتعه فيها ولكن يمارسها من اجل ضغوط
او اي سبب كان. لذالك اغلب المكتئبين معترضين نوعاً ما على نظام اجتماعي او ديني ولا يعرفون ماذا يريدون
لذالك يبقون في مرحلة الإكتئاب حتى يجدون ما يريدون ثم ينطلقون نحوه و يتركون الإكتئاب ليكون مرحلة في حياتهم.



المنقرش ,
المصدر: نفساني