عرض مشاركة واحدة
قديم 17-01-2014, 02:34 PM   #11
"الفارِسة"
عضو نشط


الصورة الرمزية "الفارِسة"
"الفارِسة" غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 45833
 تاريخ التسجيل :  01 2014
 أخر زيارة : 13-10-2022 (07:34 AM)
 المشاركات : 84 [ + ]
 التقييم :  50
لوني المفضل : Cadetblue


أوكي، أظنّني سأنصرف إلى إثبات خواطري/تأمّلاتي التي كتبتها على الشبكة من منتدى الأصلين تحديدًا لأنه أكثر منتدى شاركتُ فيه و قد كنت في من أنشط الأعضاء .. قبل أن تحدث مشكلة بيني و بين الإدارة، فهجرته و هجرة إلى غير رجعة بإذن الله ...

***

هذه الخواطر التالية كتبتُها، و أنا في قمة التعب و الإرهاق من نوبة الذهان التي اجتاحتني بعد الحادث، كانت تومئ إلى الاضطراب الإيماني الذي كنت لا زلتُ أعانيه .. و قد جاءت على سبيل تأمل الآية القرآنية التالية:

{من كفر بالله من بعد إيمانه -إلا من أكره و قلبه مطمئن بالإيمان- ، و لكن من شرح بالكفر صدرًا فعليهم غضب من الله و لهم عذابٌ عظيم .....}


{من كفر بالله من بعد إيمانه} : أي من تلبس من المؤمنين بأسباب الكفر، و سواء في ذلك قيامها بالقلب أو بالجوارح أو بالأعمال.

{إلا من أكره و قلبُه مطمئن بالإيمان} : أي إلا من تلبَّس بأسباب الكفر، و لكن الإيمان الذي محله القلب لم يتذبذب و لم يتأثر بهذه الأسباب، بل بقي على اطمئنانه، حتى لو كانت تَحُوْمُ حول أغشية قلبه تحاول أن تغزو صميمه ... -لاحظوا هذه العبارة بالذات لتدركوا ما كنتُ عليه من شكوك و اضطراب-

{و لكن من شرح بالكفر صدرًا} : العبارة سيقت كنايةً عن "الرضا" بالكفر، كقولهم "قرَّت عينُ فلان" كناية عن السعادة و الرضا، فهي عبارةٌ أريد بها لازمُ معناها، و هل يُراد بها المعنى الحقيقي؟! أقصد : هل فعلًا ينشرح الصدر بالكفر عند من يكفر و العياذ بالله تعالى؟! إن مجرد عدم معرفة الإجابة بشرى للمؤمن، أليس كذلك؟! و الذي يظهر لي -و الله أعلم- أن الله اصطفى -على علم- كلمة الانشراح في هذا الموضع رحمةً بالمؤمنين الذين يرتابون من إيمانهم و يحسبون حالهم على النفاق، و توكيدًا لصدق إيمانهم، فعرََفهم بضابط يعرفون به أنفسهم، كل مؤمن على حدة، علامةَ الكفر. فعلامته هو ارتضاؤه، و عبر عن هذا الرضا بالانشراح، فمن كان قلبُه مطمئنًّا بالإيمان، يستحيل أن يجد في نفسه انشراحًا و ارتضاء للكفر، بل صدرُه منشرح بالإيمان، و لم يحس بنفسه انشراحًا بالكفر، و ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه! و المؤمن إذا شك في صدق إيمانه في بعض الأحوال التي تعتريه و التي لم يسلم منها الصحابة رضوان الله عليهم، لم يكن ثمة مجال للارتياب بأنه ليس منشرحًا صدرُه بالكفر، هيهات هيهات، فالانشراح بالكفر هو غاية الضلال و منتهاه، اللهم إلا إذا شك في نفسه، فهذه العبارة إذن غاية في تطمين المؤمن.

هذا من جهة، و من جهة أخرى، يُلاحظ أن الله سبحانه و تعالى أضاف فعل الانشراح بالكفر إلى المتذبذب إيمانُه و العياذ بالله تعالى، فهي إذن من باب ما "يكتسب" الإنسان. بينما انشراح الصدر بالإيمان جاء مضافًا إلى ذاته سبحانه و تعالى، في قوله : {يشرح صدره للإسلام}، و أضاف إلى ذاته سبحانه أيضًا فعل ضيق الصدر بسبب الكفر في نفس الآية. فهو خارجٌ عن "كسب" الإنسان. و هذه أيضًا بشارة للمؤمنين من الذين أُكرهوا على الكفر، أن عليهم أسبابَ الانشراح، و مقدماتِ الإيمان، و أما الانشراح و الإيمان عينهما، فليس لأحد إلا للواحد الأحد، لا شريك له في ملكه، سبحانه و تعالى عما يشركون، {ألا له الخلق و الأمر} ، فهذا أيضًا غاية في التطمين ...........

إذن هذه العبارة جاءت توضيحًا و تقييدًا لقوله سبحانه "من كفر بالله .." ، و ضابطًا و فرقانًا لكل مؤمن على حدة، لكي يعرف من نفسه الإيمان، و يدفع عن نفسه وساوس الشيطان.

***

طبعًا هذا كان دون اللجوء إلى التفاسير، أساسًا في ذاك الحين ما كنتُ أقوى على القراءة كنتُ فقط أريد أن أتأمل و أفضفض و أكتب مع تدفّق الأفكار على عقلي كالنهر الجاري، كنتُ في النوبة أتقلَّب تقلبًّا سريعًا شديدًا بين الهوس و الاكتئاب.

و إلى لقاء قريب :)



 

رد مع اقتباس