عرض مشاركة واحدة
قديم 17-01-2014, 02:48 PM   #12
"الفارِسة"
عضو نشط


الصورة الرمزية "الفارِسة"
"الفارِسة" غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 45833
 تاريخ التسجيل :  01 2014
 أخر زيارة : 13-10-2022 (07:34 AM)
 المشاركات : 84 [ + ]
 التقييم :  50
لوني المفضل : Cadetblue


هذه الخاطرة كتبتها في حالة "قبض" أي نوبة اكتئاب، و كما تعلمون فإن لكل مريض بالاكتئاب أعراضه المميزة له. و من أكبر أعراضي هو زيادة تبلّد الأحاسيس عندي. فكان التأمل في هذه الآية:

{ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشد قسوة، و إن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار، و إن منها لما يشَّقق فيخرج منه الماء، و إن منها لما يهبط من خشية الله، و ما الله بغافل عما تعملون}

قلتُ فيها:

"ثم" في أول الآية تفيد الترتيب الرتبي، أي بعد أن رأيتم يا بني إسرائيل الآيات الباهرات، و المعجزات الخارقات، قست قلوبكم؟! و كأن في استعمال هذا الحرف إشارةً إلى شدة الاستغراب و الاستنكار من حالهم، أي لو كان حالكم من قسوة القلب من دون أن تروا كلَّ هذه الآيات المتتالية! أو قبل أن تروها! أو رأيتم أقل منها! أو من دون تتاليها! و لكنكم قسوتم بعد شهودها على هذا الوجه و أنتم تنظرون. ف"ثم" أفادت زيادة "تهيئة التشبيه" الذي يستقبل، حيث تتهيأ النفس أحسن تهيؤ لقبوله، و الفاء بعدها في "فهي" تقع أروع موقع بين تهيئة التشبيه و المشبه به. أي قسا قلبكم بعد كل ما رأيتم من العجائب؟! إذن هو كالحجارة "بل" هو أشد قسوة، ف"أو" هنا تفيد "بل" الانتقالية لا التخيير بين الحجارة و ما هو أشد قسوة منها. و الواو في {و إن} الأولى اعتراضيةٌ، و هي من الروائع أيضًا، فاعتبارها "اعتراضية" يجعل في المعطوفات إشارة خفية -و الخفاء و الإشارة يحسن موقعهما في بعض الأحيان أكثر من الإظهار و الصراحة- إلى تفضيل الحجارة على قلوبهم، فقلوبهم لم تتحول عن القسوة مع تواتر كل هذه الآيات!! و الحجارة منها ما يتحول عن القسوة، ففريق يتفجر منه الأنهار، و فريق يشقق فيخرج منه الماء. و و فريق يهبط من خشية الله ....

***

و إلى لقاء قريب :)



 

رد مع اقتباس