17-01-2014, 08:23 PM
|
#17
|
عضو نشط
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 45833
|
تاريخ التسجيل : 01 2014
|
أخر زيارة : 13-10-2022 (07:34 AM)
|
المشاركات :
84 [
+
] |
التقييم : 50
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
أما هذه فتجربتي مع طلب العلم -للآن-، أي منذ أن فتحت عيني على الدنيا إلى ما قبل أيام من الآن ..
***
قبل مرضي أي قبل عمر 21 سنة، كنتُ من أبناء العقول "المقفلة" اللي ربع "إنا وجدنا آباءنا على أمة"، ما كنتُ أُحسن أن أخرج عن معتقداتي قِيد شعرة.
أول بزوغ المرض في عمر 21 انفتح عقلي بسبب نوبة الهوس التي أصابتني، و أصبحتُ أفكّر و أسأل -LOL- و أتعمّق في التفكير، و أحلّل كثيرًا ..
اقترن هذا الأمر بتعرفي على منتدى الأصلين و علم الكلام، فظننت أن هذا العلم هو بغيتي للوصول إلى الحق، فأحببته من قلبي، و أصبحت أنافح عنه بقوة.
درست متونًا صغيرة في العقيدة الأشعرية كالسنوسية و الخريدة و الاقتصاد في الاعتقاد. ثم شيء ملفت للنظر جدًّا و المفاجئ ..
هو أن واحدة مثلي عجزت عن الارتقاء في هذا العلم على مدى 7 سنين! وقفت على مستوى المبتدئين. هذا مع شغفي الشديد به، و منافحتي عنه، وحرصي على تعلمه.
من جانب آخر، ما أحسست أني استفدت -بالنسبة للوصول إلى الحق- شيئا ذا بال. و كأني أدور في حلقة. لم أصل إلى (اليقين) في "دليل الحدوث" و لا غيره.
طبعًا طيلة هذي السنين بين نوبات الهوس و الاكتئاب، في الهوس أحلل و أكتب، و الاكتئاب في الفراش -لوول-. فبقيتُ -كوني لا أقرأ- على جهلي و ظلمتي.
قرأتُ "المنقذ من الضلال" -لأبي حامد الغزالي- غير مرة .. هذه المرة كانت مختلفة ..
و بالمناسبة، لدي مشكلة مع القراءة منذ بداية مرضي. ما إن أفتح الكتاب أغلقه.
سأقول خلاصة الكتاب بما يناسب موضوعي. الغزالي مر بفترة عدم اليقين و التأمل في عقيدته إلى أن وصل إلى السفسطة. و التي مررتُ بها أيضًا، و تأثرتُ أكثر مع قراءتي لعلم الكلام لأن كانت و لا زالت لدي القابلية الكبيرة للتنازل عن أيّ معتقد و هدم أي يقين. المشكلة كل معارفي من والدين وأصدقاء وأساتذة حاولوا أن يبعدوني عن علم الكلام وأنا عاضة عليه بالنواجذ، و من يضلل الله فلن تجد له وليا مرشدا.
الغزالي قال ما خلاصته أنه رجع من السفسطة إلى الأمن و اليقين لا بترتيب كلام أو نظم دليل بل بنور قذفه الله تعالى في الصدر، و أن هذا النور هو مفتاح أكثر المعارف، و منه يُطلب "الكشف"، و ذلك النور ينبجس من الجود الإلهي في بعض الأحايين و يجب الترصد له. المشكلة معارفي ممن يعلم بأمري بذل طاقته طيلة هذي السنين لإقناعي بأحقية الدين ووجود إله لهذا الكون. أثر بي تأثيرا "طفيفا"، حتى لا أكون كاذبة.
يقول الغزالي عن "علم الكلام": صادفتُه علمًا وافيًا بمقصوده لا وافيًا بمقصودي، أي تثبيت العقيدة، و تصفية القلوب من البدعة، فقط.
حقيقة علم الكلام -بالنسبة لي- أيضا لم يكن وافيا بحاجتي .. و إن كان -ربما- قد أفاد غيري ممن كان لعقلهم ثوابت ويقينيات ولا يغوص في التفكير ..
آه نسيتُ أن أكبر إشكالاتي أيضًا هي دلالة "المعجزة" على النبوة ...
أصبحت ولا زلت إنسانة غريبة الأطوار .. أدعو وأؤمن بأشياء لست مستيقنة بها .. و أقصد بإيمان أي إيمان عميق وأدعو أي أدعو إليه دعوة "جذابة" ..
الذي حصل، أن الله أغلق علي في هذه السنين أبواب العلم و القراءة، و فتح لي باب السجود و الدعاء، كنت أُكثِر الذهاب إلى المسجد و أقول ..
"قصدتُ بيتك يا كريم" ..
"عبدٌ دعاك" ..
"ناديتُ باسمك" ..
"ارحمني، لِمِا علمتَ منّي" ..
أقولها بصدق، و دموع ..
كم كان عذابا .. أن تحرم من الشيء -أي العلم- الذي هتفت به أول ما فتحت عينيك على الدنيا .. أكبر شيء حرصت على طلبه، وأعظم ما كَلِفت به، هو أكثر ما تفتقده.
الغزالي يقول لا تطلب اليقين بالأدلة و الهذرة الزائدة -الهذرة من عندي لوول- بل اطلبها من كثرة القراءة و النظر في الآيات و تجربة صدق وعد الله.
***
إلى لقاء قريب :)
|
|
|