( إن لن تكن معي فأنت ضدي )
قد يصلح هذا المنطق مع قطيع الماعز أو الحمير لان هذه القطعان لاتمتلك رأي أو رؤيه واضحه عدا غرائز نمت عندها بالفطره .
حينما يكون إختلاف في وجهات النظر فتلك هي ثقافه بحد ذاتها , بل وثقافه رائعه وقد يمتلكها البعض , ولكن بالمقابل هناك الكثير الكثير من يحول حالة الاختلاف الى خلاف وهذا من المؤكد قد ترسخت مقولة " إن لم تكن معي فأنت ضدي" في صميم تفكيره وقد أغلقت عليها كل أبواب الجهل و الضغينه و العمى الاسود .
إن أختلاف الاراء وكذلك الاذواق والمعتقدات بين بني البشر هي بمثابة مصلحه كبيره للمجتمعات لانها ستؤدي حتماٌ للتطور بسبب تعدد الافكار وبالتالي فإنها سوف تتيح لممارسة التفكر و التعقل وهي بأسوء حالتها ستكون أفضل بكثير من التقوقع والتعنت برأي وحيد .
وكما يقال " لولا إختلاف الأذواق لبارت السلع "
المصيبه و الآفه التي تستشري في مجتمعاتنا العربيه الاسلاميه مع الاسف الشديد هي ظاهرة الخلاف في أغلب الامور الحياتيه .
وفي أعلى الهرم : الخلاف الديني الذي أوصل إلى إن الاخوه يتقاتلون فيما بينهم وهو حديث الساعه (سني , شيعي ) لابل الخلاف قائم في تشعبات هذه المذاهب و ماأكثرها عندنا كعرب .
ولم تكتفي به ساحة الميادين بمزيد من الدماء بل تسللت نفس الافكار والتقوقع الى ساحات إفتراضيه كثيره مثل التويتر والفيسبوك وأغلب المنتديات .
ويأتي الخلاف الثاني وهو أقل وطأه ألا وهو الخلاف السياسي , وهنا دائما يتم إعتقال الرأي الاخر لانه دس أنفه فيما لايعنيه بسبب إنه همس بوجهة نظر شخصيه .
"علماني ,أخواني" ," بعثي , شيوعي" , " فتحاوي, حمساوي" وهلم جرى
ويأتي بعدها الخلاف الفني بين الفنانين أنفسهم وبين المناصرين لهم .وماأكثر المشاجرات بالعصي و الحجاره وربما السكاكين بين مؤيدي نانسي عجرم ومنافستها لولي , بالمناسبه مااعرف من وين طلعتلي لولي هاي , أكيد انها موجوده في الوسط الفني ههههه
ثم نأتي الى الخلاف حتى في مجال الرياضه التي يجب أن تكون قمة التفاهم و الهارد لك , ولكن للأسف ,فقط في شعوبنا العربيه " الاسلاميه" كان الاختلاف في من يشجع من يتحول الى خلاف , وتحول ذلك إلى أن زهقت أرواح بسبب إن فلان يشجع برشلونه والاخر لايشجعها بل يموت ويعشق الريال , مو الريال العمله السعوديه لا اقصد فريق الريال .مع العلم إن أصحاب الشأن لتلك الفرق الرياضيه ولا مشجعيها تفعل كما نفعله نحن .
وأخيرا ياحبذا ياحبذا ياحبذا أن نؤمن بإن الثقافه التي تنتزع منها خاصية الاختلاف هي ثقافه عمياء بل ثقافه بلا روح وبلا تجدد مثل الشجره بدون ثمر .
ولنؤمن كذلك بأن الاختلاف مع الاخر لابد له من كشف دلائل قصور عند أحدهما , فحتى رسولنا الكريم كان يستشير بعض اصحابه و زوجاته وهو محمد سيد الخلق لاينطق عن الهوى ولكنه "ص" بالرغم من ذلك ,كان يشاور و يستمع للرأي الاخر . لانه يريد أن يزرع فينا فن الاستماع للاخر وتقبل آراءه .
وفي النهايه لابد لنا أن نتيقن بإنه من المستحيل فرض رأي بشكل أو بأخر على إنسان بدون أن تكون لديك الحجه و المنطق الكافيين لذلك , فلا ترهق نفسك وترهق الاخرين معك يامن تتزمت برأيك وكأنك تملك خزائن وعلوم الاولين و الاخرين .
إعلم إنك جاهل و بائس بما تمتلكه إن لم تصغي للاخر ومهما كان هذا الاخر .
...........
أكرر التحيه لكِ ظل على هذا الطرح البناء