كنت اتابع فلماً تاريخيا ....وكان من ضمن المشاهد ...انسان جاهلي يعبد الاصنام ...وكان صنمه من التمر ...فكان يعبده ويأكله اذا جاع ... ...
اذن ...من البديهي والمنطق والفطري ان الحاجة الى الروحانية الايمانية اقوى من المنطق العقلي والحاجة الى الله خالق الكون في حل مشاكلنا النفسية والاجتماعية والالتجاء اليه قبل كل شيء امر مفروغ منه ولا يحتاج الى توجيه للناس وانما التذكير في هذا الموقف أولى لانه خالقنا ويعلم ماتخفي الصدور ومايكتب لنا ...ونبوح له بما لا نبوح الى اكبر معالج نفسي او اخصائي اجتماعي ....او صدر ام حنون ....او ضحكة صديق ...او بلادة شعور واحاسيس
اخي القاريء العزيز ....اختي القارئه
كثيرا ما اؤؤكد ومن خلال التجارب في الحياة اليويمة وما نكتشفه
اننا مسئولون عن سعادتنا ...الاجتماعية ...سواء مع أنفسنا او ما نحيط بهم وهم محورنا وترتكز الحياة وتنشاء بهم .....او مع من نحب ....وفي نفس الوقت تنتقل سعادتنا الذاتيه ومسئوليتنا الى الاهتمام بالغير ونصبح مسئولون عن سعادتهم .....
....
في يوم من الايام ....
جآني الى المكتب شخص ...في العقد الثالث من عمره ( يعني في الثلاثين ) هزيل متعب ...الجسد شارد الذهن ...فاعتقدت انه مصاب بمرض مزمن فتهيأت لذلك ...بحكم مجال عملي الاجتماعي الطبي ...
فأذنته بالجلوس .... حتى يرتاح ...فقام يشتكي من هموم الدنيا ...وكأنه شيخ كبير يعلو همته ....افتقاد الحنان في عينيه ...والاكتئاب في جفاف شفتيه ....والأسئله الحائره في يديه ....
فقلت له هل تعتقد ...من المسؤول عن ما انت تعاني منه ....
فقلت له في هدوء هل تثق في كلام الله عز وجل ....فشخص ناظرا الي ...باستغراب ...
وهل هذا سؤال ...فقلت له اذن انت تملك قيم روحيه وايمانية أودعها الله لك فانت اذن ليست لديك مشكلة ...ولكن
يحتاج كلا منا الى دفعه حيوية الى الفكر .....الى التغيير الى الأفضل .....
قال الله عز وجل ( ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) .....
الشاهد من المقدمه السابقه ...ان كثيرا منا يفتقد الروح الاجتماعية ....
اذا حصلت للانسان مشكلة ....ولكن لو فكر قليلاً ان ما يشعره بالاكتئاب هو ان احساسه بالعالم وبذاته اصبح فكره ...وهذه الفكرة موقف وقرار سلبي هو الذي اتخذه في تفكيره للموقف الذي صادفه ...
اذن المشكلة في الماضي ....ماضي ...
ونحن الآن نعيش الحاضر ...وننظر الى المستقبل ....ونطمح اليه لان المستقبل يمثل لنا المكانة والتقدير وتحقيق الاحلام ....
لنتأمل ....هل سنعيش هذه الحياة مره اخرى ....مستحيل ان تتكرر مره اخرى ...ولكن خلقنا الله لعبادته ...ورزقنا مكتوب ...ويحتاج الى بذل الاسباب ...ومن الاسباب التغيير ...نعم تغير وفكر في التغيير ....الى الافضل ...قيم نفسك وماذا تحب ان تكون ...وماهي السلبيات التي وقعت او العادات المستمره التي تصاحبك وتريد تغييرها ...اعترف بها ..واشعر باحساس بانها مؤلمه وعيب لا بد ان يتغير ...من داخلي وليس يجيء شخص يقدم لي التغيير ....اذا لم تملك الاراده القوية في التفكير والادراك والشعور
يجب ان يكون لدينا هدف ....في الحياة ...نسعى اليه ويضم مجموعة اهداف فرعية ....
اذن نبتعد عن التعصب او التمسك بافكار سيئه في الماضي ونجدد أفكارنا بحيوية والتعصب هو الغلو في التعلق بفكرة او مبدأ او موقف من شخص ما .....بحيث تصبح انفسنا قاسية وهذا التعصب يحدث شرخاً بحيث لا يدع مكاناً للتسامح ويؤدي الى العنف
ما تشاهده في حياتك الآن هو عباره عن رسائل ...عندما تركز عليها وتحتاج اليها سوف تشعر بها وتدخل عالم التحليل ثم تخرج الى الى الفكر والارداك ...ثم القرار ثم ينفذ هذا القرار الى طريقين في حياتك اما الى سعاده اجتماعية تنعكس على حياتك ...واما ألم نفسي ينعكس على تفكيرك ومن ثم تكتئب وتصاب بالاحباط وقد يظهر هذا التفكير في شكل عقده وتسبب لك مرضاً مزمناً بسبب انها صادفت عضو ضعيف في جسدك يحتضن هذا الفكر السلبي او القرار الخاطيء ...
فمثلا عندما تشاهد طفلا يضحك عمره سنه ونصف وله اسنان بدت في الظهور ...ومع ابتسامته شعرت بالسعاده وهذا الطبيعي والافضل وكان في فكرك ان الاطفال كلهم براءه ورقه وعفويه لا يجاملون حينما يضحكون او يبتسمون وانهم مصدر من مصادر السعاده في الحياه هذه القيم في فكرك جعلتك تدرك وتحلل وتقرر ومن ثم ابتسمت ....
من القلب :
دائما ...انادي بالعلاج لمشاكلنا بأول خطوه ....وافضل خطوه ....انه الايمان بالله وفي تفسير ذلك كتب ...ولكن هي التذكره .....والايمان اعتقاد راسخ مثله مثل اليقين ولكن يختلف من انه لا يمكن نقله عن طريق البرهان ويعتمد على الثقه وطمأنينه النفس ويبتعد عن الحجج العقلية ....
دمتم جميعاً في رعاية الله وحفظه ....
===========================
******************************
سلسلة ثقافية مجانية اهداء لموقع نفساني وأعضاءه
من مكتب المساعد للاستشارات الاجتماعية والاسريه
بالرياض طريق الامير عبدالله بن عبدالعزيز
باشراف الاخصائي طلال الناصر