عرض مشاركة واحدة
قديم 28-03-2014, 01:44 AM   #15
رويهب
عضو نشط


الصورة الرمزية رويهب
رويهب غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 43565
 تاريخ التسجيل :  05 2013
 أخر زيارة : 26-01-2017 (03:51 AM)
 المشاركات : 110 [ + ]
 التقييم :  50
لوني المفضل : Cadetblue


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ام شجاع مشاهدة المشاركة
اخوي رويهب. ايش اللي كنت تعاني منه. ؟ حبذا تقولنا قصة مرضك. لعلك تعطينا امل.


ابقولكم قصتي بس هاه لا تعلمون أحد ترى هذا سر ههههههههههههههههههههههههه

قصتي بدأت منذ أكثر من ثلاثين عاماً في سن (9) سنوات عندما أردت تجاوز طريق سريع مزدحم بالسيارات .

لم أبالي بهذا حتى وجد نفسي في وسط الطريق بين السيارات المنطلقة سيارة تبعد عني يميناً وأخرى شمالاً مع أصوات المنبهات حتى عشت لحظات مليئة بالفزع والخوف الشديد .

وبقدرة القادر عز وجل أصبحت على الرصيف مرة أخرى .

بعد ذلك بدأت معي مرحلة الخوف من هذا الموقف وتذكر ذلك في كل وقت ، ولم استطيع إخبار أهلي حينها بذلك خوفاً من العتاب والعقاب .

استمر معي هذا الخوف في تلك السن من خلال الاكتئاب وعدم الحيوية والقلق عند النوم حتى لاحظ أهلي ذلك وبسؤالهم لي عن تغير سلوكي ، كنت أرد عليهم بأني لا أعلم ويبدو أن السبب هو جهلي لصغر سني حينها في اكتشاف أن مسبب هذا الخوف هو الموقف المذكور .

استمرت معي الأعراض وقرر أهلي آنذاك عرضي لطبيب نفسي واعتقد أنه لا يوجد بهذه المدينة الكبيرة وقتها إلاّ ذلك الطبيب من الجنسية الأجنبية . أيامها وكما تعلمون كانت هناك نظرة لمعظم الناس ، أن من يذهب للعيادة النفسية يوصف بالجنون . (شر البلية ما يضحك)

ما علينا .

أتذكر أن عيادة الطبيب خالية من المراجعين ما عدا مراجع واحد لديه ، فقد أستمر في الداخل لفترة طويلة . حينها أنا وأبي ننتظر الدخول ، كانت هناك كتب على الطاولة تتكلم عن العقيدة والجنة والنار وعذاب القبر والمسيح الدجال . أشياء عميقة لم أكن أعرفها لصغري فقرأتها ، وصادفت وقت كنت فيه ضعيف جداً وقابل للتأثر الشديد .

جاء دورنا وقال الدكتور لي أتريد أن يبقى والدك معنا أو يخرج . فقلت له لا مشكله .

أول ما بدء الطبيب بحركات بأصبعه ويقول لي تابع الأصبع ومن ثم قال انهض وامشي في العيادة ومن ثم بدأ يطرق طرق خفيف على الركبة . وسألني مما أنت خائف منه وسألني عن حالتي بالمدرسة . أسئلة قليلة ومن ثم صرف دواء نفسي وأوصى بالمراجعة وشخص الحالة أنها مجرد خوف .

الآن تبدأ المشكلة وتفرعاتها .
لم أكن لا أنا ولا حتى أهلي يعرفون مدى تأثير العلاج في بداياته على الشخص وكانوا يعتقدون أنه مثلها مثل العلاجات الأخرى .
فعندما بدأت باستخدام العلاج وبعد اليوم الثالث تقريباً بدأت الأمور الهستيرية معي والتي استمرت لأكثر من شهر ، تغير كامل زاد الاكتئاب والخوف واحساس بالرعشة وفقدان الشهية للأكل والتلعثم بالكلام والقلق ودائمة نائم وكسلان , هذا كله بسبب العلاج ولكن لم نعلم ذلك .

في تلك الاثناء أصبح الجو خصب للأفكار السلبية والتي كان أول زائر لها هي تلك الكتب التي قرأتها في العيادة .
أخذت تأكل وتشرب معي ودخلت بذلك من أوسع أبواب الوسواس القهري وأنا لا أعلم
بدأتُ حينها اشطح في العقيدة والتحدث في الذات الإلهية والتعمق في ذلك (تعال الله وتقدس)
باختصار في هذه المرحلة أصبحت في عالم آخر من العذاب .
بعد شهرين تركت العلاج من تلقاء نفسي وبعدها بعشرة أيام تقريباً ذهبت جميع أعراض العلاج ما عدا عامل الخوف فقط .
وقتها سخر الله لي أحد المعلمين في الصف الله يجزاه خير كان هو من يمنحني الثقة بنفسي ويرفع من معنوياتي نظراً لما يعرفه عني في الأشهر الماضية الحرص حل الواجبات والمشاركة في الفصل .

انتهت بعد ذلك مشكلتي ولله الحمد ولم يعد للخوف مكان في تفكيري نهائياً .

واصلت الدراسة وتخرجت ولله الحمد من الجامعة وحصلت على وظيفة وتزوجت وأنجبت أولاد وبنيت منزل العمر وكان لي زملاء واجتماعي ومحبوب من الكل ولله الحمد
باختصار كانت حياتي طبيعية جداً حتى بلوغي سن الثلاثين عاماً .

هذه المرحلة هي التي شهدت تطورات عجيبة في حياتي وأكثر قسوة وعلى أنها أكثر قسوة إلاّ أنها هي ( المعلم ) والتي تعلمت فيها أشياء كنت أجهلها .

بعد سن الثلاثين كانت تنتابني أحياناً حالات اكتئاب وملل وتذهب وتأتي مرة أخرى يعني متفرقة حتى أذكر أنه في يوم من الأيام استمرت حالة الاكتئاب لمدة عشرة أيام ، فقررت الذهاب لعيادة نفسية وعند حجز موعد وانتظاري الدخول للطبيب وجدت نشرات وكتب قصيرة تتحدث عن الوسواس والرهاب والهلع والانفصام . قمت بأخذها والذهاب للبيت وتركت الموعد حينها وبدأت أقرأ وبدأ الفضول يزداد معي وذهبت للمكتبة واشتريت كتب تتكلم عن هذه الأمراض التي تتكلم عن النفس البشرية حتى ظننت أنها تتحدث عني فعندما أقرأ عن الوسواس تأتيني الوساوس وعندما أقرأ عن الرهاب الإجتماعي بكل تفاصيله وحكايات الناس معه ينتابني بشكل فوري تصبح جميع هذه الحكايات وكأنها نسخة مطابقة مني وهكذا حتى أصبت بحالة قريبة من الجنون الأمر الذي دفعني الذهاب إلى طبيب نفسي .

عند مقابلة الطبيب النفسي شخص الحالة وبشكل مباشر قال لي لديك وسواس قهري ورهاب اجتماعي وسوف أصرف لك بعض الأدوية ويلزمك بعد ذلك جلسات مطوله ومش عرف إيه . المهم تناولت الأدوية وبعد مرور كم يوم بدأت معي المشاكل تسوء أكثر وأكثر ، فالدواء كان يعمل في بداياته ومن المعروف أنه يزيد الأمر سوء حتى يتعود الجسم على ذلك ، وأنا لم أكن أعلم ذلك البته .

في هذه الفترة اقتنعت أني مريض بالوسواس والرهاب ومما ساعد على ذلك الاقتناع هي الحالة التي كنت أعيشها في بداية العلاج . أصبحت أخاف من الناس ومن صوت جرس المنزل ومن صوت جرس الهاتف ومقابلة الآخرين حتى احس أني لا قيمة لي في هذا الوجود وأني أضعف حتى من الطفل الصغير شعور بفقدان الشخصية . أخذت اجازة من عملي لشهرين لأني كنت خائف من جميع الناس ، كنت عندما اسمع صوت المؤذن أشعر بالخوف بأن ماذا لو جاء نفر من الناس وتم اجباري بالقوة للصلاة في المسجد ، كيف أصلي بجانب شخص وخلفي شخص ومع ذلك كنت أقول لنفسي لهذه الدرجة تصل فيك المواصيل أبكي وأبكي ودائما مستلقي على السرير وأتمنى لو أبقي طول حياتي نائماً حتى لا أصحى لهذا الواقع الأليم ، دائما مشدود الجسم وممسك بالمخدة وأبصر لأمامي ولكن في الحقيقة لا أبصر شيء واعتقد أني ابصر أفكاري الخاطئة . كانت هناك محاولات للخروج وفعلاً كنت أخرج ولكن اراقب نفسي عن كثب وأراقب تصرفاتي بحذر والأفكار السلبية ملازمة معي وتقول (هذا التصرف تصرف انسان مريض . انت مريض نعم نعم أنت مريض ) وهكذا وعندما أقابل مثلاً بائع محل تجدني ضعيف أمامه ولا استطيع حتى تركيب جملة مفيدة ، كلام يخرج مني غير مفهوم . وبمجرد التفكير فقط بأني سأذهب للصلاة في المسجد أو الحضور لمناسبة يبدأ القلب بالخفقان ويضيق بي التنفس وكل من يسأل عني أجد صعوبة بالرد عليه بالهاتف واعتذر . أصلي بصعوبة في البيت .
ولكن الأمر الذي كان يتعبني بشدة هي حالات الهلع المستمرة وعدم الاتزان وجفاف الفم والطنين والرجفة في الرجلين واليدين .

المهم أني كنت في حالة جحيم لا يعلمها إلاّ الله .

خسرت فيها وظيفتي واستمريت على هذه الحالة مدة خمس سنوات في جحيم العيادات النفسية والأدوية باختلاف أنواعها . وعشت الويل معها .

تعبت من التفكير والتفكير حتى قررت أن أعتمد على نفسي وأخرج من هذا الجحيم .

لطالما أنه في فترة الخمس سنوات اكتسبت خبرة في هذه الأمراض وتشبعت من قراءتها واقتناعي أنه لن يحصل لي أكثر من ما مضى . فسأخوض في عملية البحث أكثر وأكثر عن هذه الأمراض وأتعلم عنها الشيء الكثير وأطبق بالقوة والمواجهة فلن يكون أكثر مما كان .

قرأت لعلماء دين وعلماء في علم النفس وقررت عمل بحث شخصي على نفسي استمر لفترة طويلة وسخرت تلك الأفكار الكثيفة في عقلي للبحث بطريقة إيجابية وربطت ذلك الموقف في صغري بما أنا فيه الآن واكتشفت أن الرابط بينهما هو الخوف وما أدراك ما الخوف .

بدأت تتنور لي أشياء كثيرة كانت غائبة عني كان مسيطر عليها عامل الخوف .

عزمت أن أخفف هذه الأدوية واكتفي بعلاج واحد ( سيبرا لكس ) واستمريت على هذا الدواء طيلة بحثي حتى أضاءت لي الدنيا ولله الحمد

ومن ثم بدأت بتخفيف جرعات الدواء حتى قطعتها بتاتاً منذ قرابة سبع سنوات ولله الحمد .

وتغيًرت بحمد الله حياتي الآن وأعيش حياة طبيعية ولله الحمد واستطعت تأسيس شركة وأدير ما يقارب مائة موظف وعامل .

ولا أخفيكم سراً أني عالجت كم حاله مصابة بالرهاب والوسواس القهري لبعض المعارف لي . أدري قويه ما راح تصدقون ههههههههههههههههه .

لم أكن اتوقع أني في يوم من الأيام سأنشر قصتي لأحد ، ولكن بالصدفة دخلت في هذا المنتدى ورأيت حالات كثيرة ، قد مررت بهذه التجربة . واستعجبت من حالات كثيرة الأمر معها بسيط حله ولكن يراد له
الصبر والتعلم والبحث والتصديق والقناعة .

كذلك رغبة أختنا الكريمة (أم شجاع) أطال الله بعمرها وألبسها لباس العافية وجميع الإخوان والأخوات آمين .

أتمنى الاستفادة من هذا القصة الواقعية وأي استفسار أنا في الخدمة .


 

رد مع اقتباس