عرض مشاركة واحدة
قديم 22-04-2014, 12:38 PM   #18
"الفارِسة"
عضو نشط


الصورة الرمزية "الفارِسة"
"الفارِسة" غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 45833
 تاريخ التسجيل :  01 2014
 أخر زيارة : 13-10-2022 (07:34 AM)
 المشاركات : 84 [ + ]
 التقييم :  50
لوني المفضل : Cadetblue


هذه في أصلها كنتُ أريدها أن تكون قصتي الثالثة و لكن للأسف عجزت عن إتمامها، فأردت أن أنشر ما وصلت إليه منها، عسى أن يروق لمرضى الاكتئاب، و الله الموفق.


“ها! أو تظن هؤلاء الممرضات إن لبسن البياض، أنهن بذلك قد يغيّرن لون حياة المرضى؟ هيهات! هذه الحياة -أو الممات ربما- التي أملكها لا يليق بها الأبيض، و لا غيره من الألوان، هي لا تعرف إلا لونًا واحدًا، غير قابل للتبديل. إنه لون القهوة المرّة الخالية من أي سكّر. هو لون السماء الذي تتركه الشمس إن غادرت في آخر اليوم. هو اللون الذي تلبسه النساء إن ذهبن إلى عزاء ميّت. إنه هو الذي سيكون لون حيطان آخر منازلك بعد رحيلك من الدنيا. و أخيرًا، إنه اللون الذي تراه في اللحظة القصيرة جدًّا التي تستيقظ فيها من أحلامك الجميلة، و قبل أن تفتح عينيك لتدرك أنك لا زلت مغلولا بهذه الحياة اللعينة التي لا تريد أن تنتهي.

لذلك فالبسن السواد يا سيداتي! ها قد علمتنّ أنه أقرب إلى واقع المرضى، كفاكن كذبًا و خداعًا لنا نحن المساكين!”

“لو سمحتِ؟”

أعادت هذه الكلمةُ حياة إلى الواقع، و انتبهت إلى أنها لا تزال في المستشفى، تنتظر طابورًا طويلا أمامها قبل أن يجيء دورها. و إنما أبعدها عنه رؤية الممرضات يسحن جيئة و ذهابًا في المستوصف.


 

رد مع اقتباس