ألفاً من المرات ِ قلتُ لك إسمعي
بلقيسُ لا تتعجلي
بلقيسُ لا
لاتكشفي ساقيك ِلهذه الدنيا ..
فهي ليست لجة ً لتدخلي ..!!
بلقيسٌ :
فتمهلي
جاءوا بأمكِ الحنونة
أوقفوها على قلبها ..
على سرير أبيض ..
لترى بلقيس ملكة بيتنا المنتظرِ..!!
بلقيسٌ :
أوما ترين أم قيسٍ ؟
أمكِ ..!!
فالحبٌ عرشها ولقيس عرشكِ ..
بلقيسٌ :
كيف لم يخفق فؤادي لفقدكِ .
كيف لم تتزلزلي ؟
هل عميّت عيناكِ أم غاب َ الهدى
عن بيتنا ..
أم ضاع َ صوتي في المدى ؟
ألفاً من المرات ِ قلتُ لكِ أسمعي
بلقيسُ لا تحزني لذهابكِ ..!!
فالله أعطانا وهو من ردكِ ..!!ً
أنا أعلمُ يابنيتي أنّ
أذناك ِ ماكانت معي لتسمعي
الله أعطانا أمانة وهو أحق من أليه ترجعي ..!!
ووقفت أمكِ يابلقيس ِ مثل بليدة ٍ بلهاء َ تنظر ُ أليكِ
وهي لاتعي أنكِ سترحلي ..!!
وجثت خاضعة ً كأن لم تسمعي بكاؤها يابلقيس ..!!
فسكبت أم قيسٍ دمع َ القلب ِ قلت لها :لربكِ ياإمرأة أسترجعي ..!!
بلقيس ُ لاترجعي ألينا ففي قيس لنا ذخرا ..
وفي أمكِ المفجوعة أيمانها بالقضا خير مؤنسِ
بلقيس ُ لا تحزني فألعابكِ وهداياكِ في قلبي ..
سأجعلها لأختكِ بلقيس الجميلة مثلكِ ..
انتِ المليكة ُ ياأبنتي فارفعي..
رأس أبوكِ عاليا وبقبركِ فتربعي..!!
هذا قضاء من الرحمنِ فهو سبحانه لم يشأ ..
أن تكوني مع قيس وأمكِ ومعي .. !!
فالحمدُ لله على سلامة أمكِ ..
الراضيةُ المؤمنةُ الصابرةُ التي تعي ..
أن في بعض الشموسٍ ظلمةَ ..
.وفي بعضها تضيئ على بعض السواحل ..!!
هذا هو حالنا بعدكِ يابلقيسُ ..
فنحن مؤمنون مثل غيرنا كباقي القبائل ..!!
هذه هي دموع أبيكِ يا بلقيس ..
سطرتها ألما بين أخوتي ودمعا كالأسطرِ ِ ..!!
فأسمحي لي يابنيتي أن وضعتكِ في حفرةٍ ..
وحثوتُ عليكِ ترابا طاهرا كالبلسمِ ..
وذكرتُ ربي على جمالُ وجهكِ الآخاذ ..
وقد غاب عنّا ذلك الوجه الأجملِ ..
وعلى سنة المصطفى أدرتُ محياكِ على قبلةٍ ..!!
لطالما توجهنا أليها أن يصبّر أهلكِ ويغفر لكِ ..!!