اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد املي في الله
السلام و عليكم اخي الشاكر
انا جاتني نوبة هلع بداية السنة الماضية و بعدها تلاها وسواس موت فضيع كنت ساجن منه و كنت اعتقد اني ساموت في كل لحظة وزني نزل الى 47 كيلو لم اكن آكل شيء يا اخي
بعد كامل التحاليل و الرديو للصدر و الباطنية و لما اتضح ان كل شيء سليم ما عدا المرارة كان فيها حصى زرت .. طبيب الباطنية قال لي تاتيك افكار سواداوية .. قلت له مثل ماذا قال لي تحس انك ستموت .. قلت له نعم قال لي هذا انهيا عصبي فقط لا تخاف يحدث لاي واح ديمر بفترة صعبة او امتحانات .. و ذهبت لطبيب نفسي اعطاني دواء اهلي رفضوا .. بعدها زرت طبيب آخر يعرفونه اهلي و معروف ما يعطي ادوية كثير و وصف لي ادوية خفيفة .. اخذتها لكن لما رجعت لفرنسا وصف لي الدكتور افكسو 75 و البرازولام 0.5 حبتين في اليوم و زيبركسا .. اخذتها و تحسنت بنسبة قليلة المهم ما في نوبات هملع بقي الوسواس فقط .. بعدها في الصيف الدكتور في المغرب قالي خفض الافكسور الى 37.5 فقط و البرازولام الى نصف حبة صباح و نصف مساء و انتكست شوية حالتي لكن سرعان ما اسرجعت ثقتي و صرت بخير .. استمريت عليها 4 شهور بعد ذلك بحثت عن دكتورة جديدة .. قالت لي انا موافقة دكتورك لي في المغرب و بعد شهر سحبت لي الزيبركسا قالت لي انت لا تعاني من فصام .. بعدها خفضت البرازولام نصف في الليل ثم نصف كل يومين ثم نصف كل 3 ايام ثم الان انا عل نصف كل 4 ايام .. و كذلك الافكسور حبة كل يومين لكن انتكسط حالتي بعدما جاتني نوبة هلع قوية اعتقدت انها الموت .. ذهبت للمستعجلات فحصو لي التنفس كان سليم تخطيط القلب سليم .. و حكيت لهم الدوية مجرد ما قلت البرازولام قالوا لي اذن هو السبب لانك في النسحاب و هذا الدواء قوي يا تصبر على اعراض الانسحاب يا تزيد الجرعة و هذا لا ننصحك به ..
لما ذهبت لدكتورتي رفضت بشدة زيادة الدواء قالت لي لازم تنسحب من هذه الادوية انت شاب يجب ان تعيش حياة طبيعية .. و لكن رجع لي الوسواس ثاني لكن احسن من الاول .. لكن هلكني ضيق التنفس بشدة
و اصبحت تجيني افكار الموت و ان دخلت المنزل راح يحدث هذا و هذا روح نم في المستعجلات افضل .. و يجيني وسواس يقول لي هكذا يحس الميت في بداية السكرات و يزداد خوفي .. و يخوفني في القبر و الله عز و جل .. و الله هالكني بالفكار .. احس بفقدان الذاكرة احيانا و ثقل في الراس و برودة في الجسم و فشل في الرجل ا آلام في اليد و الارجل
اعاني من التفكير في الاموات و الموت و الاحلام المزعجة .. كلما جاتني دوخة او نظرة غريبة للدنيا اقول خلاص هذه بداية الموت .. و الله اعاني بشدة
مؤخرا عملت تحاليل دم و راديو على الصدر كل شيء سليم لكني اخاف من موت الفجأة بشدة يا اخي فهل من مساعدة ؟
|
أخي الكريم أستطيع أن أقول لك: إن التدرج في حالتك النفسية ليس بالسيئ وإن كان مزعجًا لك بعض الشيء فحالة القلق العام وما صاحبها من أعراض جسدية هي ظاهرة معروفة جدًّا خاصة لدى الحسّاسين من الناس وبعد ذلك انتقلت الظاهرة إلى المرحلة التي تليها وهي أن الفكر الوسواسي أصبح يفرض نفسه عليك والوساوس كما نذكر دائمًا تكون ملحة ومستحوذة وهذا يسبب الكثير من القلق والمتاعب النفسية للإنسان.
أعجبني في رسالتك حقيقة أنك متفهم تمامًا لحالتك وأيضًا لك اجتهادات واضحة جدًّا في مقاومة هذه الوساوس ورايتها من خلال بعض مشاركات لكن انتهى بك المطاف أيضًا إلى سؤال يسبب القلق والتوتر كثيرًا والسؤال في حد ذاته وساوسي في طبيعته سؤالك: هل هذا إنذار من الله أن أجلي قريب؟ أنت على قناعة تامة أن الآجال بيد الله تعالى وأن الخوف من الموت لا يقدم ولا يزيد لحظة في حياة الإنسان لكن بالرغم من ذلك وجدت الوساوس طريقًا إليك، وأدخلتك في هذه الحيرة بطرح هذا النوع من التفكير وهذا السؤال.
بالطبع: لا أستطيع أبدًا أن أقول: إن هذا الفكر هو إنذار من الله تعالى أن الأجل قريب لأني فيما أعرف – والله أعلم – أن أمر الأجل وأمر الروح هو بيد الله بصورة مطلقة ولا توجد إنذارات حقيقة في أمر الموت فإنذار الموت شامل بمعنى أنه يمكن أن يأتي في أي لحظة، لذا يجب أن يكون الإنسان على استعداد دائم للقاء ربه وهذا لا يعني أبدًا أن يعيش تحت قهر الخوف ليس المقصود ذلك أبدًا الإنسان يطمئن للقاء ربه من خلال صالح الأعمال وفي نفس الوقت أعتقد أن تحقير فكرة الوساوس مطلوبة جدًّا في حالتك لا نحقر فكرة الموت الموت بالطبع حقيقة ولابد منه لكن حقر طبيعة هذا النوع من التفكير.
فأغلق على هذه الوساوس من خلال تحقيرها من خلال الممارسات الفكرية التي أنت على دراية تامة بها واسعى بأن تستبدل الفكر الوسواسي بفكر مخالف تمامًا
لماذا لا تكون مثلاً هذه الفكرة التي تأتيك حول الموت ودنو الأجل هي شيء طيب؟ وتذكرك بأن تعمل لآخرتك وتذكرك بأن إيمانك وقناعاتك الإيمانية عالية جدًّا لماذا لا تظن الظن الحسن بأن الله تعالى سوف ينقلك من حياة كلها كبد وكلها منغصات إلى حياة أبدية سعيدة
أتمنى أن تكون الفكرة قد وصلت وأريد أن أقول لك: إن الوساوس لا تخلو من ذكاء – ربما يكون هذا مضحكًا – فهي تحاول أن تجد ثغرات لتدخل إلى نفوسنا، فيجب أن نغلق عليها الباب ويجب أن لا نعطيها فرصة لذلك ويجب أن نقهرها وذلك من خلال تحقيرها وعدم مناقشتها وعدم إخضاعها لأي نوع من المنطق لأنها ليست منطقية في الأصل فهي متسلطة ولابد أن تصرف انتباهك بالاجتهاد في عملك ومحاولة تغيير نمط حياتك وممارسة الرياضة وتمارين الاسترخاء والشعور الإيجابي نحو الذات وتأكيدها، فهذا كله -إن شاء الله تعالى- يفيدك.
شفاك الله اخي الكريم