نفساني - عرض مشاركة واحدة

13-07-2014, 01:34 AM

قلبي أبيض متل المرمر..لدرجة ما كان يخطر لي مجرد خاطر أن لي أعداء..
ولماذا يكون لي أعداء
فأنا لا أؤذي نملة لا بفعل و لا بكلمة..فيما بعد تبينت لي حقيقة
مفجعة هي أن مجرد وجودي في هذه الحياة هو مصدر كدر للآخرين
أن نجاحي ينغص القلوب المريضة الشريرة و أن سقوطي
مصدر فرح و بهجة لهذه القلوب..قريبة و بعيدة.
أبلع أدوية لأقسي قلبي و أنحيه جانبا و أمضي أشق طريقي في هذه
المزبلة التي اسمها الحياة..حتى اليوم أستغرب كيف أن الناس تنام ليلا بدون
أدوية. احيانا عندما أشاهد صورة لطفل قتل كل أهله و ها هو وحيد يجري مذعور
والتراب يغطيه من رأسه حتى قدميه الحافيتين..أتخيل ابني مكانه فأشعر
بنخز في قلبي ثم أهرب الى أي شئ أنشغل به..وأعود أفكر كيف سيكبر هذا
الطفل بدون أهل وكيف سينجوا من أولاد الحرام و ان وقع بايديهم كيف يحمي نفسه
وبمن يستعين ولمن يشكو و اذا جاع من سيطعمه و اذا خاف لمن يشكو.

أديب سوري يروي ذكريات عن أبيه: يقول أنه كان عندهم دالية كبيرة ( دالية العنب) وكان أبوه عندما ينضج العنب يقوم بتقسيمه بعدالة بين الأهل ويقول أن أبوه كان يترك بعض العناقيد العنب على الدالية و يقول أنها حصة الدبابير مخلوقات الله،
ومرة عندما أخذ حصة أحد الاقارب في مكان بعيد و عندما أخرج العناقيد كان يوجد فيها نمل كثير فأعاد العناقيد الى الكيس وعاد بها الى البيت حيث الدالية و قام بنفض العناقيد هناك لينزل عنها النمل هناك وعندما سأل الولد أبوه عن هذا السلوك قال الأب لابنه : هل ترضى يا ولدي أن يتغرب النمل عن وطنه..

اختي حياة الأمل موضوعك جميل..تقبلي هذا المرور الثقيل.