18-03-2004, 11:56 AM
|
#25
|
عضـو مُـبـدع
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 4018
|
تاريخ التسجيل : 05 2003
|
أخر زيارة : 29-10-2013 (06:09 AM)
|
المشاركات :
861 [
+
] |
التقييم : 10
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
قدر الإنسان المكابدة في رحلته على هذا الكوكب (ولقد خُلقنا الإنسان في كبد) ومنذ بدء الخليقة، والإنسان في توق لمعرفة "نفسه" ودوافعها وتقلباتها وإضطراباتها لدرجة أن ربط هذه الحالات بحركة الكواكب ولذا كان علم النفس هو الأقدم وليس كما يُظن بأن علم الفلك هو الأقدم حيث كان إهتمام الإنسان بحركة الكواكب محاولة "بدائية" لمعرفة نفسه ولعل هذا تفسير فيما يعرف اليوم ب (الأبراج) وتلازم أبراج معينة بسمات شخصية معينة.
والمتأمل لتأريخ الإضطرابات النفسية والعقلية يلحظ تخبط الإنسان البدائي وإلى بدايات القرن الماضي في التعامل مع هذه الإضطرابات. فتارة تُفسر على أنها أرواح شريرة تدخل الجسد لتفسد الروح وبالتالي يجب التصدي لها بالضرب المبرح وبالحرق وبإبعاد المصابين بها خارج المدن وتربيطهم وتارة اخرى فتح رؤوسهم لإخراج الدم الفاسد بطريقة مؤذية (ليست الحجامة المعروفة) والأكثر تطرفا التخلص منهم بالقتل حرقا أو رميا بالرصاص أو بأي وسيلة بربرية أخرى.
وإستمر الحال كما هو عليه إلى أن بدأت النظرة تتغير تدريجيا وبدأت المجتمعات تلفت لهذه الفئة العزيزة حتى وصل الحال بنا اليوم إلى ما وصل من تطور في الطب النفسي وفي أساليب ومدلرس العلاج النفسي وآلياته وباتت مسألة الخدمات النفسية قضية جوهرية تعكس وعي المجتمع وحضارته.
رُغم هذا الإنجاز الإنساني الهائل ما زالت بعض المجتمعات تنظر للمضرب نفسيا وعقليا بإستحياء وذلك بسبب (اللاشعور الجمعي) المليء بموروث مؤسف حيال الإضطراب ومن أبتلي به. وهذا يفسر خجل بعض الأسر في التصريح بوجود "مريض نفسي أو عقلي لديهم" وبترددون عشرات المرات قبل طرق باب العلاج النفسي سواء الوائي أو اللادوائي ولم تزل مثل هذه الأسر وللأسف تستشعر مثل هذه الأمراض وكأنها "وصمة عار"! ومثل هذه الإتجاهات بحاجة إلى حملة تثقيف على كل المستويات لتعديلها بدأ من الفرد وإنتهاء بالوعي المجتمعي العام. وفي تقديري فإن نجاح أية حملة توعوية يقاس حين يتحدث الإنسان عن "معالجه النفسي" تماما كما يتحدث عن "معالجه الطبيعي" أو "طبيب عيونه"....إلى ذلكم الحين دمتم في سلام "نفسي"!
تحياتي.
|
|
|