نفساني - عرض مشاركة واحدة - فنون واساليب التعامل مع الابناء -1

04-01-2002, 06:26 PM

تحية طيبة للجميع هذا ما وعدناكم به من

فنون وأساليب التعامل مع الابناء-1
ابدأ بنفسك ..

عن تاثير القدوة في النشء ابلغ من تأثير المواعظ والخطب ..فالتاريخ الاسلامي مليء بتلك النماذج الفذة التي سطرت بماء الذهبوالتي تحكي لنا اثر تلك القدوة الطيبة في النفوس ..وقدوتنا في ذلك حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم
الذي ربى جيلا من القادة ماكان لاي زمان ان يخرج امثال هؤلاء الافذاذ..حيث غيروا وجه التاريخ وكانوا قدوة في الجهاد والعلم والدعوة ..
قال تعالى ( لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنه لمن كان يرجوا الله واليوم الاخر وذكر الله كثيرا )

فالطفل بحاجة ماسة الى قدوة والى اسوة يقتدي بها ..واقرب شخصيات امامه هي شخية ابية وامة ..لذلك ايها الاباء ليبدا الجميع بنفسه يهذبها ويربيها ..ويصلح المعود فيها ويقوم المائل فيها
لان الطفل أي تصرف يخرج من والدية فهو عين الصواب وما سواه خطا ..فهو يميل للتقليد واول ناس يقلدهم والدية

فكم اسائني ندما شاهدت صورة طفل يقلد اباه وهو يشرب الشيشة والدخان والاب يصفق له ..وكم راينا ابناء يخرجون السنتهم لابائهم ..وهم يضحكون ..صورة تان لن القلوب من فلذات اكبدنا ..
يقول الشاعر :

وينشأ ناشىء الفتيان منا على ما كان عوده أبوه
وما دان الفتى بحجى ولكن يعوده التدين اقربوه

لذا من الواجب على الابناء ان يحببوا ابنائهم بشخصية الرسول صلى الله عليه وسلم
نقدم لهم النماذج التى تركت بصماتها عبر التاريخ مع الصحابة والصبيان مع النساء والفتيان ..

فهذا سيدنا عمر بن الخطاب – رضى الله عنه- قبل ان يامر الناس بامر وينهاهم عن نهي ، يجمع اهل بيته ويقول لهم ( أما بعد فإني ساعود الناس الى كذا وكذا او أنهاهم عن كذا وكذا وإني أقسم بالله العظيم لا يبلغني عن أحد منكم انه فعل ما نهيت الناس عنه او ترك ما امرت الناس به إلا نكلت به نكالا شديدا )

فالمربي القدوة يحتذي به غيره ممن يعيشون معه ويلاحظون تصرفاته وأفعاله ويسمعون قوله فلينظر الى سلوكة قبل ان يمد غيره بالنصيحة والموعظة ..

وليكن كذلك الاباء قدوة لابنائهم في الملبس ..فهي قضية مهمة في واقعنا ..الحالي ..ان يكون الاب والام قدوة في الاحتشام وفي العفة ..

كذلك يجب ان ينتبه الاباء الى قضية النصيحة .. فلا يمكننا ان ندعو اولادنا للابتعاد عن مصاحبة رفقاء السوء ونحن نصادق اناس الشر ..او انا نامرهم بالاعتماد على انفسهم في تصريف شؤون حياتهم ونحن نعتمد على غيرنا ..
قال الشاعر :
لا تنه عن خلق وتأتي مثله .....عار عليك إذا فعلت عظيم ..

والامام الغزالي ينصح المربي القائم على تربية الطفل ان يكون عاملا بعلمه فلا يكذ في قوله وفعله لانه قدوة يحتذى بها بين تلاميذه فهم يتاثرون به ويميلون الى تقليدة
فاليعلم كذلك الاباء والمروبن
ان الابناء اول ما تقع اعينهم تقع على من هم اكبر منهم سنا ..لذلك فالينتبه الجميع لهذا جيدا ..

ومما ذكره الاصمعي من ابيات لابي الاسود الدؤلي في هذا المقام :

يا ايها الرجل المعلم غيره ...هلا لنفسك كان ذا التعليم
تصف الدواء لذي السقام وذي.... الضنا كيما يصيح به وانت سقيم
ونراك تصلح بالرشاد عقولنا ...أبدا وانت من الرشاد عديم
أبدا بنفسك فانهها عن غيها ....فإذا انتهت عنه فانت حكيم ..

والمتامل في شبابنا واطفالنا يجد الياس قد استشري على نفوسهم فلا يتعبوا انفسهم في تقليد الافذاذ لانهم جاهدوا انفسهم حتى وصلوا الى تلك المرتبه ولكنهم قلدوا المنحرفين لان طريقهم سهل التقليد ..
..

نسال الله ان يهدي ابائنا ويصلح ابنائنا الى طريق الفلاح والصلاح ..

والى لقاء اخر مع فنون واساليب تربية الابناء ..

فالى اللقاء والسلام عليكم ورحمة الله

المصدر: نفساني