بعد نوبات الهلع .. وسواس المرض يلاحقني
الخوفُ من المرض يُسبِّبُ إزعاجاً شديداً لصاحبِهِ وللمحيطين به، والوساوسُ المرضية تحدثُ دائماً لبعضِ النَّاسِ إذا سمعوا عن مرضٍ خطير أو أحدِ الأقارب أو الأصدقاء أصابهُ أحدُ الأمراض المُزمنة أو الأمراضِ الخبيثة، أو مرضٌ مفاجئ، مثل: الذبحة الصدرية، فتجدُ صاحبَ الخوفِ المرضيِّ دائم التحسُّسِ لجسده، ويحسب دقَّاتِ قلبه عدة مرات في اليوم، وإذا أصابَهُ صداعٌ يشكُّ بأن هنالك ورماً في المخ، فهو دائم الخوف على نفسه، ودائمُ القلقِ من أن يُصابَ بالمرض، وأي مرضٍ يشعرُ به يتصوَّر أنه بداية لمرضٍ خطير، وأي تنميل في أصابعه معناهُ أنَّ الشَّللَ على وشكِ الوقوع، وحين يقلق تتضَاعفُ الأعراض العضوية التي يشعرُ بها، فيزداد وهمُهُ وإحساسُهُ بأنه قد تعرَّضَ للمرضِ الخطير فعلاً، والأهلُ والأصحابُ يضجون من كثرة شكواه ومخاوفه، وهذا الخوف بلا معنى ولا مبرر، وهو خوفٌ مُبالغٌ فيه.
العلاج:
- مريضُ الخوف يحتاجُ إلى من يُصدِّقه، ويحتاجُ إلى من يُقدِّرُ أنه فعلاً عاجزٌ عن التحكم في مخاوفه.
- إنَّ المريضَ يحتاجُ إلى من يُطمئنه ويهدئه بلا كلل، ويحتاجُ إلى من يُسانِدُهُ في رحلة العلاج، والوجهُ المُطمئن يبعثُ على الطمأنينة، والوجهُ الباسمُ يشيع التفاؤل والثقة في النفس.
- وسائلُ العلاج كثيرة ومُتعدِّدة، فنهاك العلاج النفسي والسلوكي، وهذا يحتاجُ فيه المريضُ إلى مُمارسةِ تمارين الاسترخاء، والتنفُّس بعمق شهيقاً وزفيراً عدة مرات -حوالي 13 مرة-، وتمارين استرخاء عضلات الجسم، والتي تُؤدِّي إلى استرخاء العضلات، وتوسع الشرايين، وهدوء النفس.
- المريضُ يحتاجُ إلى المُشاركةِ في النَّشَاطاتِ الاجتماعيَّةِ الهادفة، والأعمالِ التطوعية والرِّياضة، والتغذية الصحية الكاملة، والمحورُ الأساسيُّ في العلاج هو أن يُوجِّهَ المريضُ بوصلةَ التفكير إلى الخارج وليس إلى جسده.
المستشار: د.عبدالقادر مصطفى جزاه الله خير
|