|
بعد نوبات الهلع .. أصابني وسواس الموت
أُصبتَ بنوبةٍ من الهلعِ لا تعلمُ أسبابها، وأدَّت بك إلى قلقٍ شديدٍ، وتحسَّنتَ منها، ولكن أصبتَ بوسواسٍ في الموتِ، وأصبحَ بالك مشغولٌ بفكرةِ الموت: أودُّ أن أطمئنكَ بأنَّ ما حدثَ لك هو المسارُ الذي يمرُّ فيه كل إنسانٍ جرَّب، وله خبرةٌ بما يعرفُ بالقلقِ النَّفسي، وللقلقِ النَّفسي أعراضٌ جسدية تكونُ فيه كل عضلات الجسم مشدودةٌ ومتوترة، كذلك تزدادُ ضربات القلبِ، ويشعرُ بها المريضُ، وتزدادُ حتى تصلَ الضَّربات إلى عنقهِ، ويشعرُ المريض بالخفقان، ويشعرُ بسحبهِ يهبطُ بصدرهِ إلى أسفل، ويهرعُ المريض إلى الطبيبِ الذي يفحصهُ ويعملُ له كل الفحوصات الضّرورية، وتظهرُ النَّتائج -بحمدِ الله- كلها طبيعية، ولا يوجدُ أيّ مرضٍ عضوي يشكِّلُ خطراً على حياةِ المريض، ولا شيء يُهددُ حياته، وكل ما في الأمرِ -أخي السائل- هو اضطرابُ القلقِ، والذي يؤدي إلى الخوف، والخوفُ يؤدي إلى مزيدٍ من القلقِ، وهكذا يعيشُ المريضُ، ويهرعُ من طبيبٍ إلى طبيب، والخوفُ من الموتِ إحساسٌ فضيعٌ بالرغمِ من أنَّنا جميعاً نعرفُ أنَّنا سنموتُ لكن مريضُ القلقِ تظلُّ الفكرة تُلاحقه كالوسواسِ المسيطر.
اطمئن أنَّ كل ما تُعاني منه هو قلقٌ نفسي بسيط، وكل ما تحتاجه هو الطّمأنينة والمساندة من الأهل، والأصدقاء والطَّبيب، -بإذن الله- ستنالُ العافيةَ والشِّفاء.
المستشار: د.عبدالقادر مصطفى جزاه الله خيرا
|