عرض مشاركة واحدة
قديم 24-03-2004, 10:51 AM   #4
mirror
عـضو دائم ( لديه حصانه )


الصورة الرمزية mirror
mirror غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1463
 تاريخ التسجيل :  04 2002
 أخر زيارة : 21-10-2004 (05:57 AM)
 المشاركات : 1,406 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
إلىtaebtaeb



الأخ الفاضل
هنالك دروس في الحياة لا سبيل لتعلمها إلا بخوض الحياة و مواجهة تحدياتها. أنتَ حددتَ لنفسك سن الثامنة عشرة ليكون خاتمة اكتسابك لمهارات معينة تمكنك من مزاولة أنشطة حياتك بالشكل الذي تتطلع إليه. و لكن لمَ العجلة؟ بما أنك الآن في الثامنة عشرة و لست ترى نفسك تتمتع بما يجب أن تتمتع به فلم يفت الأوان بعد. خطأ أن نركن حياتنا حتى نتعلم مهاراتها الأساسية، بل إنّ تعلم المهارات هذه لا يكون إلا بمواجهة الحياة مهما كانت الصعوبات. مسألة حفظ الطرقات تأتي عفوياً. دعني أسألك سؤالاً: هل تجد ذات الصعوبة في حفظ أرقام الهاتف مثلاً؟ بعض الأرقام نحفظها أكثر من غيرها لأننا نستخدمها أكثر. لم نخطو خطوات متعمدة لحفظها.
عندما سجلتُ في الجامعة للمرة الأولى كنت أضيع بين المباني المتباعدة و أتوقف لأسأل أكثر من مرة أين مكتب فلانة؟ أين البوابة رقم كذا؟ و بمرور الوقت أصبح كل شيء مألوفاً.

بالتأكيد لو وضعتَ علامات و اعتمدت عليها وحدها ستنساها بمرور الوقت. هل تعرف لماذا؟ لأنّ المكان الذي اعتمدتَ على علامات تدلك عليه لا يعني لك أنت شيئاً. من كلامك يبدو أنك مهتم لتلبي تطلعات شخص آخر، والدك مثلاً. اسأل نفسك ما الذي تريده؟ هل تنوي حقاً إكمال دراستك؟ هل هذا ما تريده أنت؟ هل يهمك حقاً أن تعيش في سوريا أو مصر أو السعودية أم أنّ نفسك غارقة في عالمك الصغير الوهمي حيث تعيش أحلام اليقظة و تستقي منها احتياجاتك المعنوية الأساسية و تكتفي بها بل تفضلها على العالم الواقعي حيث الطرقات و المسئوليات؟
فهمتَ قصدي؟

أنتَ مستاء من وضعك و هذا أمر مهم لكن يظل الخطوة الأولى. يجب عليك أن تُتبعها خطوات أخرى لستُ أنا من يدلك عليها بل نفسُك من ستدلك عليها بإذن الله. متى؟ عندما تشعر بالحاجة إلى الدراسة بالحاجة إلى الذهاب إلى مكان معين، فمجرد الدراسة لأنّ هذا هو المفروض و مجرد حفظ الطرقات لأنّ هذا هو الواجب، لن يساعدك. هنالك مثل يقول جوّع كلبك يتبعك. نفسنا يجب أن تجوع لتطيعنا و تتبعنا، أما أن تكون نفسُك شبعانة من أحلام اليقظة فبالتأكيد لن تجدها معك في عالمك الواقعي، سوف يثقل عليها أن تتواجد معك و سوف تتألم أنتَ لذلك، و هذا ما حدث بالفعل.
إذن اتخذ خطوة قاسية و الزم أرضَ الواقع حتى في خلوتك بنفسك. مهما كان الواقع مريراً الزمه و لا تحد عنه. و مهما انتكستَ و عدتَ تحلق بعيداً على حساب الواقع لا تبتئس و تُحبط و تفقد الأمل، بل واصل و بإذن الله ستنجح.

أخيراً
أنتَ في أجمل سنواتِ العمر و لا زال الطريق أمامك بإذن الله.
و إن كنتُ أخطأتُ في قراءتي لموقفك فأطلب منك أن تسامحني.
تحياتي لك و بالتوفيق.


 

رد مع اقتباس