|
انا .. ابي .. غرفة العمليات
عند الثالثة و النصف من عصر امس .. وقفت امام غرفة العمليات
وكان مسجى امامي على نقالة .. مراهق صغير أظن انه ينتظر دوره
في الدخول لتلك الغرفة التي ما كنت قادرة على تمييز شيء منها ..
فلقد كان بابها مقفلاً .. و الستائر تقف حائلاً بين نظراتي التي اختلسها
وبين ماتخفيه ورائها من حركة و ضجة و ارواح هائمة و أدعية وتضرعات
لله سبحانه ..
الأمر تجاوز ادراكي .. بث لي احاسيس متناقضة ..
وكيف اننا كائنات ضعيفة للغاية .. وقوية للغاية ..
فهذا الفتى ومع انه ضعيف وبحاجة لمن يأخذ بيده ..
سيلاقيه على الطرف الآخر من الغرفة اشخاص استودعناهم اجسادنا ..
ومنحناهم الثقة - بعد الله سبحانه - في ان ينتشلوا منا
الآلام و ينتزعوها كي نستطيع ان نكمل دروبنا بأقل قدر ممكن من الألم ..
وكل هذا بتوفيق من الله سبحانه ..
كنت انتظر ابي .. فقد كان بداخلها .. ولم اشأ الإنتظار بعيداً ..
رغبت في ان اكون اول وجه يراه بعد ان يخرج من العناية الفائقة ..
وكان لي ذلك .. كنت انا و اختي اول من يرانا .. كان متعباً .. هشاً .. ضعيفاً
وكانت نظراته تحمل شيئاً لم استوعبه بعقلي الواعي .. لكني اشعر بأنها
نقلت لي شيئاً لازلت غير قادرة على فك شفرته ..
..................
........................
.............................
ابي بخير - ولله الحمد - وسأكون معه الفترة القادمة .. ومتى ماوجدت فراغاً
وفرصة للدخول هنا .. سأفعل .. نفساني غدا فرداً من عائلتي ..
ولازلت اجهل ....... لمَ ...
لاتنسوني من دعائكم .. ولاتنسوا والدي ايضاً ..
انا الآن في طريقي اليه ...
كونوا بخير ..
|