![]() |
|
![]() |
|
![]() |
||||||||
|
||||||||||
![]() |
![]() |
![]() |
الملتقى الإسلامي قال تعالى : (( إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۗ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ )) |
![]() |
|
أدوات الموضوع |
![]() |
#1 | |||
عضو نشط
![]() ![]() ![]() |
على أي حال ستكون خاتمتي ؟؟
>على أي حال ستكون خاتمتي ؟؟
> >يقول صاحب القصة وهي قصة عجيبة يقول فيها ، سافرت إلى مدينة جده في مهمة رسمية ، > >وفي الطريق فوجئت بحادث سيارة ، يبدوا أنه وقع لتوّه ، كنتُ أول من وصل إليه ، > >أوقفتُ سيارتي واندفعتُ مسرعاً إلى السيارة المصطدمة ، تحسستها في حذر ، > >نظرت إلى داخلها ، حدقتُ النظر ، خفقات قلبي تنبض بشدة ، ارتعشت يداي ، > > تسمرت قدماي ، خنقتني العبرة ، ترقرقت عيناي بالدموع ، ثم أجهشت في بكاء ، > > منظر عجيب ، وصورة تبعث الشجن ، كان قائد السيارة ملقى على مقوَدها جثة هامدة ، > > وقد شخص ببصره إلى السماء رافعاً سبابته ، وقد أفتر ثغره عن ابتسامةٍ جميله ، > > ووجهه تحيط به لحية كثيفة ، كأنه الشمس في ضحاها والبدر في سناه ، > > العجيب ــ والكلام ما يزال له ـــ أن طفلته الصغيرة كانت ملقاة على ظهره ، > > محيطة بيديها على عنقه ، وقد لفظت أنفاسها وودعت الحياة ، لا إله إلا الله ، > > لم أرى مِيتتة كمثلِ هذه الميتة ، طهرٌ وسكينة ووقار ، > >صورته وقد أشرقت شمس الاستقامة على محياه ، منظر سبابته التي ماتت توحد الله تعالى ، > > جمال ابتسامته التي فارق بها الحياة حلقت بي بعيداً بعيدا ، تفكرتُ في هذه الخاتمة الحسنة ، > > ازدحمت الأفكار في رأسي ، سؤال يتردد صداه في أعماقي ، يطرق بشدة ، > >كيف سيكون رحيلي ؟؟ على أي حال ستكون خاتمتي ؟؟ > >يطرق بشدة ، يمزق حجب الغفلة ، تنهمرُ دموع الخشية ، ويعلوا صوت النحيب ، > >من رآني هناك ظن أني أعرف الرجل ، أو أن لي به قرابة ، كنتُ أبكي بكاء الثكلى ، > > لم أكن أشعر بمن حولي ، ازدادَ عجبي ، إي والله ، حين انساب صوتها يحمل برودة اليقين ، > > لامس سمعي ، ردني إلى شعوري ، يا أخي لا تبكي عليه إنه رجل صالح ، هيا هيا ، > > أخرجنا من هناك ، وجزاك الله خيرا ، التفتُ إليها ، فإذا امرأة تقبع في المقعدة الخلفية من السيارة > > تضم إلى صدرها طفلين صغيرين ، لم يمسا بسوء ولم يصابا بأذى ، > > كانت شامخة في حجابها شموخ الجبال ، هادئة في مصابها هدوء النسيم ، > > لا بكاء ولا صياح ولا عويل ، أخرجناهم جميعاً من السيارة ، من رآني ورآها ، > > ظن أني صاحب المصيبة دونها ، > > قالت لنا وهي تتفقد حجابها وتستكملُ حشمتها في ثباتِ الراضي بقضاء الله تعالى وقدره : > > لو سمحتم احملوا زوجي وطفلتي إلى أقرب مستشفى ، وسارعوا في إجراءات الغسل والدفع ، > > واحملوني وطفلي إلى منزلنا ، جزاكم الله خير الجزاء ، > > بادر بعض المحسنين إلى حمل الرجل وطفلته إلى أقرب مستشفى ، > > ومن ثم إلى أقرب مقبرة ، بعد إخبار ذويهم ، وأما هي ، > > فقد عرضنا عليها أن تركب مع أحدنا إلى منزلها ، > > فردت في حياء وثبات : لا والله لا أركب إلا في سيارة فيها نساء ، > > ثم انزوت عنا جانباً وقد أمسكت بطفليها الصغيرين ، ريثما نجد بغيتها ، > >وتتحقق أمنيتها ، استجبنا لرغبتها ، وأكبرنا موقفها ، > >مر الوقت طويلاً ونحن ننتظر على تلك الحال العصيبة ، في تلك الأرض الخلاء ، > > وهي ثابتة ثبات الجبال ، ساعتان كاملتان حتى مرة بنا سيارة فيها رجل وأسرته ، > > أوقفناه ، أخبرناه خبر هذه المرأة ، وسألناه أن يحملها إلى منزلها فلم يمانع ، > > عدتُ إلى سيارتي وأنا أعجبُ من هذا الثبات العظيم ، > >ثبات الرجل على دينه واستقامته في آخر لحظات الحياة وأول طريق الآخرة ، > > وثبات المرأة على حجابها وعفافها ، في أصعب المواقف وأحلك الظروف ، > > ثم صبرها صبر الجبال ، إنه الإيمان ، إنه الإيمان ، > > ( يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ويظل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء ) > > > >نشرت هذه القصة في مجلة حياة في العدد الثامن من شهر ذي الحجة لعام ألف وأربعمائة وإحدى وعشرين > المصدر: نفساني |
|||
![]() |
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
|
|