عقدتى اصدقائى

عقدتى اصدقائى

بسم الله الرحمن الرحيم

كانت صفاتى مؤسفة فكنت فظا مع الاخرين

ومع ذلك حصلت على بعض الصداقات التى امنت انى طيب ولكن هذه الصفات ليست من طبيعتى وذلك لانى اقنعتهم بذلك لتأسفى عن اى خطأ جارح اقوم به تجاههم

لا اعرف هل هم فعلا يكنون لى حبا ام انهم يريدون الانتقام من افعالى لهم رغم اسفى وندمى لهم على ما فعلت وان هذا ليس من شيمى

ولكنهم قرروا جماعة ان يساعدونى على تعديل سلوكياتى الفظة
ولكنهم استخدموا القسوة معى فى ذلك ونهرى عندما لا استجيب لافكارهم

اصبت بحالة هلع ولكنى مع ذلك لم اكرههم لانى لا احب ان يشيل احد منى لان ده معناه انى وحش فانا احب ان يحمل الجميع عنى صفة كويسة ولذلك كنت ابادر سريعا لهم باسفى حتى لا افقد احترامهم الذى اجده فى تعاملتهم معى

ورغم ان سبب حالة الهلع والرهاب الاجتماعى كانت سببهم الا اننى لم اكن لهم اى سوء فى نفسى من كره او غيره

وتعالجت عند دكتور نفسى فخضعت لبرنامج لتعديل سلوكياتى واحسست بفرحة كبيرة لانى كنت اعتبر تلك السلوكيات هى انا ولا يمكن تغيرها

وتطبعت بسلوكياتى الجديدة بعد ان لاقيت صعوبة فى تغيرها
ولكن بمجرد ان قابلت اصدقائى وعاملونى على سلوكياتى السابقة واعتقدوا ان اصرارى على نفى ان تلك السلوكيات قد تخلصت منها هو نوع من الاسف والتبرير لهم عن اخطائى السابقة

فما كان منى ان قاطعتهم ولكن عملت على تادية واجبى تجاه صداقتهم الى النهاية فكنت اتعامل معهم فى اى خدمات لهم مثل توصيل مرتبهم مثلا اليهم

وبسبب احساسى بالضعف كنت لا اشعر بانى انهار كلما قابلتهم وانى اقدم لهم خدمات لانهم كانوا يشعرونى انى بما انى اقدم لهم الخدمات فهذا اعتراف بانى مخطأ فى حقهم وانهم لم يفعلوا شئ يستحق مقاطعتى لهم

الى ان وجدت نفسى من كثرة تعاملى معهم عادت الى حالة الهلع بل وسلوكياتى عادت الى اصلها وكاننى كنت ادعى التغير رغم انى فعلا تغيرت

لكن امام اصرارهم و ضعفى اقتنعت اننى لم اتغير بل ورجعت سريعا الى نفس سلوكياتى الا انى مازلت مؤمن اننى كويس وان ما انا فيه يمكن تغيره ولكن لا اريد ان اذهب الى الطبيب واحس اننى لو حتى تعالجت فساعود لحالتى حتى لو قابلت موقفا مشابها لم اثر فى ذلك من اناس اخرون غير اصدقائى

المصدر: نفساني

سيدي:
يوسفني أنك تتحدث عن نفسك كصدى لتعامل الآخرين. أنت لا تقوم بردود أفعال يا سيدي. بل أنت إنسان فاعل.
ألا يوجد غيرهم؟
إذهب إلى طبيبك و تابع معه ما شاء الله أو تفعل. إن أحسنوا إليك فعاملهم بالمعروف و إلا فلا تقدم لهم أي خدمات. ستجد من هو أفضل منهم. كلامك صحيح لاناس يعرفون عنك نمطاً معيناً من السلوك و لن ينسوه إلا مع إصرارك على السلوك الجيد الجديد. أنت لست مضطراً لهم و لرأيهم فيك. إبحث عن غيرهم.

وفقك الله و السلام.