غربة

غربة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
الأخ الدكتور السبيعي حفظه الله
لدي مشكلة قد تكون غريبة بقدر مايرونني الناس غريبة
وبقدر ماأعيش بينهم بغربة

قد عانيت قبل ثلاث سنوات حالة اكتئاب ذهبت في حال سبيلها ( أثر المشاكل التي كنت أواجهها في ذلك الوقت خف مع الزمن ) _طبعا من غير أطباء _ والآن أنا الحمدلله أفضل بكثيييييييييير وإن كان تأتيني نوبات لأيام كل شهرين أو ثلاثة اشهر

مشكلتي الآن أنني _ في العمل وفي المنزل _ أُتهم بأنني باردة أو ردة فعلي غريبة للأمور
في العمل عند نشوب خلاف أحاول بقدر الإمكان ألا أدخل نفسي في هذا الخلاف _ لأن لدي مايكفيني حقيقة _ مما يشغل تفكيري من مشاكل ولا ينقصني خلافات لأسباب لا تذكر غالبا
أجد من تهاجمني _ من الموظفات_ أنتِ باردة وكأن ماجرى لا يمت لك بصلة ..
أحيانا أرد بعبارات أحاول أن أبرر لها : أنا أتعامل مع الناس بأخلاقي أو الموضوع بسيط مايستاهل كل ماجرى أو الصبر مفتاح الفرج أو طنش تعش أو غيره من التبريرات (التي تعتبر أيضا مجال انتقاد)

وأنا أحيانا أكون من داخلي غاضبة لكن الرد لا يأتي بنتيجة بالعكس سيؤجج النفوس وسيكون مجال للقيل والقال وكثرة السؤال وأنا أكره كثرة السؤال (في الخصوصيات)

هناك _ بعض _ مشاكل ( في العمل) لا ينفع أسلوب المواجهة في نفس الوقت ولا حتى الرد فيها اترك من يتكلم يتكلم وسيسكت بعد فترة خصوصا إن كانت من غير منطق

علما أنني ممتازة في مجال عملي ولله الحمد وأنا الحمدلله اجتماعية لست انعزالية ( لكن أحب الكلام في المواضيع العامة) بعيدا عن الخصوصيات وعن حزب الغيبة والنميمة (مبتسمة دائما ) حتى وإن كنت في أقصى حالات التعب (النفسي) منطقي أن الناس لا ترغب بالتكشيرة فعندها مايكفي من الهموم

أحيانا هناك مشاكل تحتاج مواجهة .. أقوم بمواجهتها ولكن (ببرود) لأنني متى ماانفعلت لن أستطيع أن انطق بكلمة

وفي المقابل المنزل إذا ذهبنا لمناسبة ( وتبدأ التحليلات ) بعد المناسبة من أمي ومن أختي أنا يتعب قلبي من هذه التحليلات وأكون معهم واضحة في هذا الموضوع
لكن أجد أختي تقول لي يابرووووووووووودك !!!
ابتسم لهم لأني أحبهم بكل تحليلاتهم وكلامهم

وهو مجرد كلام تحليل من غير أي فائدة
وهم يعلمون أنني في داخلي عصبية جدا لكنني لا أحب أن أظهر لأنني إن أظهرت هذه العصبية لا تذهب اثرها إلا بعد أيام

في العمل قد أجد لهم عذر فهم لا يعرفون طريقتي
لكن في المنزل لا أجد لهم عذر فهم يعلمون أنني اكره أن أتكلم عما يؤلمني
( أيام دراستي) كنت أرسب في بعض المواد وكانوا يتهمونني بالبرود أيضا على الرغم أنني كنت أحيانا من كثرة الألم والضيقة اشعر أنني سأختنق

طبعا المشكلة الآن : أنه أحيانا تجتمع علي التعليقات من العمل ومن البيت وفي أماكن أخرى ( إن خرجت لغيرها) فأجد نفسي متضايقة جدا

وهذه مشكلة أخرى أجد صعوبة في أن أشتكي ( أو أن أفضفض) لأحد لأني دائما أشعر أنني سأندم إن تحدثت.

وطريقتي في التخلص من هذه الضيقة أنني أعزل نفسي يومين ثلاثة في غرفتي بعيدا عن جميع الناس ( إما نائمة أو أقرأ أو أفكر أو أبكي... ) المهم ألا أرى أي مخلوق حتى يخف الانفعال في داخلي


ماالطريقة الصحيحة ؟ أن أنفعل وأخرج كل مافي صدري من كلام قد أندم عليه أو أستمر في طريقتي علما أنني أتعب كثيرا من غير أن يشعر حتى أقرب الناس لي أنني تعبة إلا من أنهم ينتبهون أنني ( أنحف أو يظهر أثر قلة النوم في وجهي)

ماهو الحل ؟ المشكلة في طريقتي أو في الناس ( حتى أقرب الناس لي ) أمي وأختي؟

المصدر: نفساني

ما شاء الله تبارك الله.
ما هذا العقل الراجح و التحكم في النفس.

يقول الرسول صلى الله عليه و سلم:" ليس الشديد بالصرعة و لكن الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب" أو كما قال صلوات ربي و سلامه عليه.
أرأيت لم يطلب منا أن لا نشعر بالغضب بل المطلوب هو أن لا نظهره و نمارسه. وهذا ما تفعليه. فهنيئاً لك بإتباعك لسنة الرسول و قدرتك على ذلك و شدتك المحمودة.

أنت على حق في رفضك للغضب و الغيبة و القيل و القال. أنت على حق فالناس لا يحبوك المكفهر الغليظ "ولو كنت فضاً غليظ القلب لنفضوا من حولك"

أثبتي و لا تتغيري. و لكن لا مانع من أن تتحدثي إذا ضقت إلى من يستمع لك. قد لا تحتاجين إلى إجابة أو نصح بقدر ما تحتاجين لأذن تسمع و قلب يتعاطف و يحنو.

وفقك الله و السلام.