الجليد

الجليد

لا أدري أن كانت كلمة جليد مناسبة
هو حقا
جليد
صمت
جمود
فراغ

أعجز عن كتابة الكلمات والتعبير عن المشكلة , والتى باتت جزء من حياتي اليومية
أردت أن أزيح القليل عن كاهلي وأتنفس
وجدت طريق لاأدري أن كان الضوء يسكن آخره
ولكن مادمت بدأت فحتما سيكون هناك مخرج من هذه الأزمة الحاده التى تسكن روحي وعقلي وقلبي

حياتنا تفتقر للتواصل والمرح
يحترم أحدنا الأخر
ولكن الكلمة الأولى والأخيرة له
فهو صاحب القرار
قراره دائما حكيم ومتزن

ولكن لم أجرب أو أخوض تجربت القرار

لا يحبذ الجدال أو المناقشة في الأمور الحياتية اليومية
حياته مزدحمة بعمله وارتباطاته
فهو الحاضر الغائب
مخلص في كل أموره
فأجد نفسي في وحشة لأيام طويلة ليس لها نهار

أتحمل أكثر الأعباء في المنزل وأوصل الساعات الطوال بين عملي خارج المنزل وداخله
فأكون مرهقة ومنهكة جدا
أغلب أيامي أقضيها صامته , تنعش ساعاتي حركة الأطفال من حولي
أبحث عن الجديد والمشرق
أتجمل وابتسم رغم الوحشة المسكون بها قلبي
ولا أجده
تباعدت المسافات والسنوات بيننا
وأصبح اليوم والصمت والجمود والجليد برنامج حياتي
أحاول جاهدة أن أكسره
دون جدوى

المصدر: نفساني

............
......
...
أختي الفاضلــة ..
سلام الله عليك ، ورحمته ، وبركاته ..
ومساااااءاتكـ خير ..

أختـي إليكــ ما كتـبت ، وبعد مازال في طريقه للنشر لمجلــة سيدتـي ، فلعلكـ تجدي فيه شيء ، وبعدها عودي ، ولنتواصل أكثر فيما أنت في من صمـت :
......

بعيداً عن مناقشة الأسباب المختلفة ، والتي برز بعضاً منها من خلال مشاركة أخواتنا في صدق بوحهن كل من زاوية لطبيعة العلاقة التي وصلت إلى الحد الذي لا يطاق حيث يبين أن الطلاق النفسي أو العاطفي أكثر خطورة ، وأشد ألما على العلاقة بين الزوجين من الطلاق الشرعـي ، لأنه اتصال من غير اتصال ... موت مؤقت قد يطول ... اضطراب في التواصل ... علاقة ينتفي فيها الشعور بالأمن ، والذي يمثل القاعدة ، والركيزة الأساسية لنجاح الحياة الزوجية ، واستمرارها ... وهو طلاق دون شهود ، وتوثيق في ورقة معتمدة مع بقاء لعلاقة جسدية فاترة .. خالية إلا من عملية ميكانيكية بحته تمليها رغبة بيولوجية لأحد الطرفين أو كليهما ... علاقة تتسم بالتوتر ، وظهور المشاكل والخلافات شيء متوقع .. وسيبقى ويزداد لينتهي إلى طلاق معـلـن ! أو طلاق مخبئ ! يتمثل في نمطيـن:
1- أحدهما زواج غير ممارس ، يكون مقدمة للطلاق أو الهجر الذي يسبقه .
2- والصور الثانية طلاق نفسي غير معلن للآخرين ، ويكون في كثيـر من الحالات عن طريق طرف واحد ، في حين أن الآخر يجهل ذلك كليا .
أن واقع العلاقة الزوجية به كثيرا من الأزواج ممن هم في دائرة الطلاق العاطفي سلبيين في حياتهم الزوجية بحيث يبقون غير منسجمين إلا برفقة امرأة " مسترجلـة " في سلوكها ، وتصرفاته دون أن يدرك ذلك نتيجة لثقافة ، وأسلوب تربية كونت شخصية الرجل ، ومع امرأة يفرض عليها واقع العلاقة انطواء على ذاتها ، وكبت دوافعها العدوانية بحيث تستمر هذه العدوانية في نزوة " مازوشية " كصفة غالبة لدى المرأة ... وربما يكون نتيجة لعدم انسجام فكري وتوافق في معظم جوانب الشخصية بين الزوجين الذي يفضي إلى عدم الاستقرار ومع الوقت ظهور جحود زواجي من أحدهما للآخر ، والكثير من الرجال يجهل أن الكثير من النساء يعانون آلام حادة عائدة إلى نفور جنسي ينشي في حالة كانت طبيعة العلاقة صامتة أو في طريقها إلى الفتور ، والتبلد ، دون أن تفطن الزوجة إلى ذلك فتهرب من تلك العلاقة إلى أعراض مرضية ( صداع ... قولون ... آلام أسفل الظهر ... اضطراب في ضريبة الأنوثـة ... أو بحث عن علاقة سلبية خارج العلاقة الزوجية تفضُّ فيها صراعاتها وتتوافق مع وضعها ، وإن كان توافقاً سلبيا خاليا من تأنيب الضمير ظاهرياً أو مؤقتاً لمبررات واهية ، وانتقام نفسي موجه لزوج يدفعها إلى ذلك دون أن يعـي .
بعض الإرشادات العامـة :
- حسن الاختيار ، والرؤية الشرعية ، ومنح مساحة من التواصل بين الخطيبين في ضوء ضوابط من الأسرة يقلل من الوقوع في الطلاق النفسي ، وتسمح بتحقيق أمن نفسي ، ولو نسبيا بالدرجة التي تسمح بنموه مع المعايشة ، والتفهم المتبادل ، والمودة ، والرحمة .
- حاجة الزوجين إلى المختص في العلاقات الزوجية لمعالجة اضطراب التواصل لأنه أحد الأسباب الرئيسة للطلاق النفسي أو الشرعي لتعطل أداء الحقوق المتبادلة بين الزوجين بل أبسطها ، وبما أنه نصف طلاق أو ثلثيه إن جاز لنا التصنيف ، فلا بد من معالجته ، ومواجهة مع مختص في العلاقات الزوجية وفي حال بقي الوضع كما هو ، وتوصل المعالج بعد جلساته العلاجية أن التقبل أصلا غير موجود من قبل الرجل أو المرأة فإنهاء العلاقة أفضل لكلاهما من عيش في ظل طلاق نفسي من خلال انفصال ناضج لأجل الأولاد ، واعتبارات أخرى ... تسريح بإحسان من قبل الرجل أو طلب خلع من المرأة إن كابر الذكر ، وإلا ركنا كل منهما إلى تحميل ما هم فيه إلى " عين " أو " سحر " أو شيطان مارد " تعبيرا عن عجزهما ، وضعفهما من مواجهة مشكلتهم .

- الزواج بأخرى مسياراً أو " سياحيـاً ... لن يزيد العلاقة إلا تفاقما ، وثمنا باهظا من الوجع النفسي للمرأة بالذات ... فمن المؤسف أن البعض من الرجال قد يلجأ إلى الزواج الثاني ظنا منه أنه الحل ، دون أن يعي أن زواجه الثاني مسؤولية مضاعفة لا علاقة لها بتوتر علاقته مع زوجته الأولى وجهله بالطلاق النفسي بينهما ، لأن الزواج الثاني له مبررته المقنعة ، وليس دواء أو ارتباطا بمعالجة نفسية .