![]() |
|
![]() |
|
![]() |
||||||||
|
||||||||||
![]() |
![]() |
![]() |
ملتقى أصحاب الإكتئاب أكره مرض الإكتئاب بنفس القدر الذي أحب به مريض الإكتئاب .. فهو أرق الناس وأصفاهم وأصدقهم .. و من لا يدمع قلبه حين يعايش مريض الإكتئاب ، فإن قلبه من حجر ، أو أشد قسوة " |
![]() |
|
أدوات الموضوع |
![]() |
#1 | |||
عضو جديد
![]() |
دعونا نتأمل في أنفسنا
لكل من يأن من وطأة الإكتئاب ، تذكر أنك تعيش تجربة فريدة أسمها الحياة لا يمكن أن تجد البديل عنها ، لذا لا تخسرها وأغتنم كل لحظاتها فالسعادة مزروعة في كل حياضها ولكن فتش عنها لعلك أغفلت عينك عن سبيلها . تصور أن انشغالك بحياة قط يعيش قرب منزلك قد ينسيك ما تعانيه ، فقد حاولت التواصل مع كلب كان يأتيني في الصحراء عندما كنت أخرج وحيداً كل يوم ، كان هذا الكلب يأتي في موعده وبدون مقدمات ، أقترب منه بلطف وأحاول أن أطبطب على ظهره كي يطمأن وبعدها أخاطبه ، وفي النهاية اكتشفت أن هذا الكلب كان مطروداً من مجموعة كلاب كانت تعيش في المنطقة ، بالطبع لم يقل لي ذلك ولكني راقبت تحركاته وعرفت ذلك ، لذا كان يأنس بي وكان يصدر أصوات غريبة تخرج من جوفه كقطع الجمر، لا أدري .. ولكن ماذا كانت تعبر عنه تلك الأصوات الشيطانية ؟ المهم أنني كنت أنتظر النهار يرحل بشوق ولهفة لكي أنطلق للصحراء متوحداً مع ذاتي في ليل صافي بعيداً عن ضوضاء المدينة وضجيجها وكنت أحسب حساب ذلك الكلب الوديع للعشاء ، فإذا اشتريت لحمة أجعل الجزار يضيف لها قليلاً ، وبعد أن أستقر في مكاني أشرع بعمل القهوة والشاي وإشعال النار حتى في ليالي الصيف العليلة ، عند اكتمال الجلسة ودنوِ من النار وهي محفوفة بالدلة وإبريق الشاي ، أنهض مسرعاً لإحضار جهاز الراديو الذي لا تكتمل الرحلة بدونه ، أثبته على إذاعة أحبها وبعدها تبدأ جلسة السمر والتأمل وصوت الراديو الخفيف الذي يتسلل خلسة إلى مسامعي مضفياً على الجو نوع من الألفة والمؤانسة . أراقب كل شيء ولا أدع في نفسي أمراً إلا عملت على تحليله وتركيبه من جديد فإذا استعصى على الحل حركت جوانب النار مستدعياً لهيبها لافتراس الحلول المناسبة ومع كل هذا الهدوء والسكينة وأنا أشعر بذاتي وهي تتصالح مع عالمها الخارجي وتضع الأشياء في مكانها الصحيح دون تعصب ونظرة سوداوية للحياة ، تعلمت ذلك منذ بدأت أفهم ما أريد ، ومنذ راقت لي هذه الطريقة التقشفية في أحضان الطبيعة الحنونة ، وبعد رحلة طويلة في فلك النفس والروح ، أسمع صوتاً مألوفاً وقع أقدام على الرمال ولهاث أعرف أنه الصديق حضر في الموعد يأخذ دورة كاملة على المكان حتى يتعرف أكثر ثم يقعي على الأرض محدقاً ببصره ينظر لي ، أناجيه بضمير العاقل حتى لكأنه واحداً من الإنس ، أنه يفهم لغة الحنين والأنين يعرف المعاناة ويدرك أن للروح أصوات متقاربة تتشابه فيها المخلوقات اكتشفت ذلك وأنا ألحظ حركاته وسكناته وكأنها وصف دقيق لمآسي الروح المتخبطة في متاهات الضيم والظلمات ، وبعد المناجاة غير المتكافئة بيني وبين الصديق أقوم بإحضار قطع اللحم وتقديمها لهذا الوفي يأكلها بشغف وكأن الحياة عنده قد آلت لهذا الطبق اللذيذ !! ينسحب بهدوء ودون مجاملات متوارياً في الظلام مخلفاً صوتاً غريباً وكأنه يريد أن أفهم ما تناهت إليه حالنا ، فبعد غيبة طويلة وعزلة طوعية صنعها الإنسان في مدنه الحديثة التي تكتظ بالحراك وفارق الطبيعة وسكانها لجأ إليها بعد ذلك يشحذ حلولها ويسأل قاطنيها الذين فروا من رائحته متعللين بأن هذه الروائح لا نعرفها ولا سبق أن شممناها ، وتاه هذا المخلوق العاقل وهو يبحث عن معانيه بعدما أغتر بالعقل الذي خدعه وجعله يغرق بقضاياه ومآسيه التي هي في النهاية من صنعه ، ولا أعجب من ذلك فعندما أتذكر قوله تعالى ( إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبينا أن يحملنها وحملها الإنسان إنه كان ظلوماً جهولا) عندها أيقنت بأن هذه الأمانة هي العقل وإن أختلف معي الآخرين بتفسيرها وبأنها التكاليف الشرعية فأقول بأن مناط التكليف هو العقل والقرآن الكريم خاطب العقل . ولا أنسى حديث أبي لي عندما قال بحنكة المخضرم الذي عاش تفاصيل الحياة دقيقها وجليلها ، أن العقل عندما يراك فرغت من معاشك وهموم حياتك البسيطة يقذف بشهبه الحارقة في وعيك سؤال الوجود ومعنى الحياة والبحث عن السعادة حتى يستنزفك وإذا استسلمت لمناجاته وقعت في فخه وأصبحت أسير توقعاته وتحليلاته البغيضة ، فمن انساق خلفه وسعى في دربه ووصل لمنتهى طلبه سقط في الأوحال . فأنا لا أقف نداً للعقل هذه الهبه الربانية العظيمة ولكن دعونا نسأل أنفسنا من صنع القنبلة الذرية خصيصاً للإنسان ، وأيضاً من صنع البنسلين المضاد الحيوي الذي أنقذ البشرية !! كلها العقل أنه يحمل في ثناياه عوامل دمارنا وعمارنا ، فل نسيطر على مغامراته ونوجهه إلى ما فيه صلاحنا وراحة نفوسنا . ولننظر للحياة وكل ما فيها بأنها مشاهد لسعادتنا ولنتطعم بالرفاه الموجود في أكنافها ولا نقف كثيراً عند أحزاننا ، وليكن ما يكون فلا نضيع الفرص بأوهام وخيالات لا وجود لها إلا في دواخلنا . فالواقع مملوء بالضحكات وأنك لتتعجب بمن حولك يضحكون بملء أفواههم وأنت تتقاطر أسىً وحزن ولا فوارق بينك وبينهم سوى أنك سلمت روحك لحماقات العقل الذي يعلو طاقاتنا . المصدر: نفساني
|
|||
![]() |
![]() |
#2 | |
V I P
![]() |
اقتباس:
|
|
![]() |
![]() |
#3 | |
المدير العام للموقع
روح نفساني
![]() |
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
اخي الفاضل \ اشكرك كثيرا على طرحك الاكثر من رائع شدتني كثيرا هذه الفقرة اقتباس:
تحية و تقدير لشخصك المتزن و قلمك المميز. |
|
![]() |
![]() |
#4 |
عضـو مُـبـدع
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
زادك الله من فضله وهباك من رحماته وبركاته ما يجعلك تسعد في الدنيا والآخرة على هذا المشاركة الممزوجة بروح الأمل وتنفس الحياة ..
من كل قلبي أتمنى لك وللجميع التوفيق و السداد و الشفاء العامر بطاعة الرحمان أخوك / صابر وراضي |
![]() |
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
|
|