عرض مشاركة واحدة
قديم 03-09-2005, 06:46 PM   #1
الحوراني
الرئيس
الرئيس


الصورة الرمزية الحوراني
الحوراني غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2
 تاريخ التسجيل :  05 2001
 أخر زيارة : 15-05-2024 (08:42 AM)
 المشاركات : 25,709 [ + ]
 التقييم :  396
 الدولهـ
Jordan
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Blue
بلقيس ( بين سفرين ) ....



بلقيس .... بين سفرين



فتاة في بداية العقد الثالث ،، وجهها يحتوي على ملامح طفوليه الرسم ، لها عينان جاحظتان فيهما قراءات يصعب تعلم حروفها ، بالرغم أنها لم تنهي الدراسه الثانويه ، ولا اعتقد أنها انهت حتى الاعداديه ، قامتها طويله ورشيقة القوام رغم عبائتها ، متفتحة الذهن دائما ، على أهبة الاستعداد كجندي متخندق في ساحة معركة ، معرفتي بها لا تتعدى أنها مرافقة لربة عملي ، ولكنني اشتاق اليها ،،، اشتاق لقهوتها الرائعه ، اشتاق لمشاكستها ، فكم كانت تتمنى لو أني اسميت ابنتي الأخيره باسمها ، هي تريد ذلك .
بلقيس ، الوجه الأول للصدمه ، وتحتمل فوق الاحتمال ، وتصمت حين لا ينفع الصمت احيانا ، ولكنها كبيرة في الداخل ، تتسع للكثير الكثير ، لا تشتكي ولا تبكي ، هي كذلك مستعدة دائما للمواجهه .
من أين لنا بمليون بلقيس !!
قلت لها أنني سوف اكتب عنك ، واستأذنتها فلم تمانع ، فهذه البساطه الأحمديه تشد الدنيا اليها ، ترضى بما قسم الله ، قنوعة رغم قسوة الحياه ، لكنني مطمئن أنها بايدي امينه ، رائعة يا بلقيس رغم اني لا اعرفك جيدا ، فكانت قراءات قلبك تنبض ترسل اشعاعات مستقيمه لا تعرف العوج ، ومن السهل معرفة ما تريدين .
بلقيس صادقة وعفوية ، حتى في مشاعرها وامنياتها وطموحها ، لها وجه واحد لا يتغير ،
قالت لي يوما حين هممت بالسفر :
ادعو لي يا استاذي .
فابتسمت وسألتها : أي الدعوات احب اليك الآن ؟
فقالت وبكل عفويه : لعل الله يبعث لي زوجا طيبا ،، فسبحان الله يقبل دعوة المسافر ،
فلا تنساني من دعواتك .
وامشي على مهل في طريقك .
ودعت لي أن يوصلني الله بالسلامه ،
لا اخفيكم أنني ابتسمت لقولها وطلبها ، وكانت ابتسامتي لشدة تعجبي من هذه العفويه الرائعه ،
سألتها قبل أن اصافحها ، هل هذا طلبك الوحيد ؟ أن يرزقك الله برجل طيب ؟؟
فقالت لي : نعم هذا يكفيني .
بالاضافة الى أن يوفقني الله في كل شيء .
اين القلوب التي تشبه قلبك يا بلقيس ؟! وأين القناعة التي تشبه قناعتك ؟! رائعة انت حتى في احلامك ، رائعة أنت فلا تطمعين حتى أن ادعو لك بالكثير ، لكنني دعوت لك ، ولا زلت وسأبقى ، وسيدعو لك كل من تعرفينه ، أن ياربي حقق امنيات بلقيس ...


**********

عدت من السفر ،، والتقيت بلقيس ، وقد اعجبها ما احضرته من الحلويات ، وكنت قد أسفت جدا أنني لم احضره لها خصيصا ، ووعدتها أنني سأحضره لها في المرة القادمه ، وسوف اخصصه لها ، لقد عدت يا بلقيس مشتاق لقهوتك مرة أخرى ، على الرغم أنني اشربها هناك في بلدي وكلهم هناك يتقنون القهوة ويشربونها كما يقولون ( بمزاج ) ، غير أن قهوتك يا بلقيس لها رونق وطعم ونكهة غير هناك ، لها بصمة بقليس ولمسة بلقيس ونفس بلقيس ،، هي قهوتك التي صارت جزء من واجبك الكبير ،، ولم يكن هذا الواجب معمم على كل الناس ، غير أنني اعلم كم تحبيننا وكم هي سعادتك حين تلبين لنا طلبا خاصا ( كفنجان القهوة ) الذي ما عاد يفرحنا ان لم يكن بتوقيعك الرائع .
لقد دعوت لك اثناء سفري ، أن يا الهي اكرم بلقيس ، وارزقها ابن الحلال الذي يستطيع قراءة قلبها الطيب .
ما كان من بلقيس غير أنها شكرتني جدا والخجل قد نال من وجنتيها الطفوليتين ، وغمرتها السعادة وصارت اكثر نشاطا وحيوية ، وكأنني قد احضرت لها ابن الحلال معي .
من أنت يا بلقيس ؟!!! سعيدة وتكاد تطير فرحا لأنني دعوت لها ، ايمانها بأن الدعوة مستجابه جعلتها تطير من الفرح ، نعم يا بلقيس ، دعوت لك أن يا الهي اكرم بلقيس .
الله يا بلقيس ، انت خل غريب تعطين الكثير ، يرضيك القليل ، لن تمحيك الأيام من الذاكرة ، ولن تمحوك من كل الدفاتر الجالسة هنا أو العابره ، حين أراك يا بلقيس يقفز الى رأسي الف سؤال عنك ، لماذا هذه الانثى غير الكثيرات ، لماذا تتواضعين بحلمك ، لماذا تسعدين من أقل القليل ، لماذا ولماذا ،،،؟؟؟؟

لقد ادمنتك يا بلقيس ، حتى اصبحت جزء من سهري ، وجزء من حاسوبي ومن عقلي ، انت فتاة يمكن أن اثبت لكل علماء الانسان ، أن هناك من يستحق الحياة اكثر عن جداره ، وأن هناك من هم في طيبتهم وطبعهم مثل هؤلاء الناس في الزمان الأول ، وأن الدنيا لا زالت بخير ، لما لا وامامنا صورة رائعة لفتاة اسمها بلقيس .


**********
يا الهي ، كم اعرف بلقيس ، وكم فسرت حياتها ، ولكن ، الى الآن لم اعرف من هم أهل بلقيس ، من والدها ووالدتها ، لا اعلم من أين جاءت ،، تعلمون ؟؟ لا يهمني من أين جاءت ، لقد اتت وانتهى الأمر ، هي الآن بيننا ، ليست مقطوعة من شجرة ، وليست نبتة شتوية الفصل ، وليست من العالم الآخر ، انها موجودة الآن بيننا وانتهى ، لم اسمعها تتحدث عن اهلها ، حتى ظننت أنها سعيدة بنا ، واننا اهلها ، قد لا نكون اهلا بك يا بلقيس ، فروعتك تجعلني اقف متعجبا ، لا اقوى على مناداتك متى اشاء ، اعلم أنك لا تقولي لا ، ولن تتجاهلي ندائي ، لكنك فعلا تتفوقين علينا بالكثير ، فنحن لسنا على اهبة الاستعداد ، ولسنا قانعون في الحياة مثلك ، ولسنا من الذين يرضون بالقليل .
تعلمين يا بلقيس : أنني اهوى رؤيتك ، كما اهوى قهوتك ، واني انتظر قدومك كل يوم ، واسعد حين تدخلين مكتبي ، تقفين امامي ، وبعفويتك الرائعه تقولين :
سأذهب لكي اشتري احتياجات المكان ، اعطني فلوس .
كم تريدين يا بلقيس ؟
هات خمسمائة وسأعيد لك الباقي مع الفاتوره .
تقول كل هذا وعلى وجهها ارتسمت ابتسامتها المألوفة لنا ، ابتسامة الطفل الخجول .
تغيب بلقيس لفترة قليلة جدا ، ومن ثم تعود محملة بكل احتياجاتنا ، وتدخل لتقول لي :
هاك الفاتورة وهاك الباقي ، لقد اشتريت كل شيء .
ما شاءالله عليك يا بلقيس ، بهذه السرعه ؟؟ لما لا وانت على اهبة الاستعداد دائما !! اشكرك يا بلقيس ،،، اشكر هذا التفاني ، اشكر هذا الاخلاص ، انت رائعة كل يوم ،،،، ادعو الله أن لا يحرمنا من بلقيس .

**********
ها هي بلقيس تأتي كعادتها ،، تدخل تعاكس كل من تراه بطريقها من اسرة المكان ، توزع ابتساماتها هنا وهناك ،، تحمل بيدها الحقائب السوداء ، وجهاز الحاسوب ، كل ذلك ليس لها ، لكنها تتحمل مسؤولية احضار كل هذه الحموله ،، تأتي الي مكتبي كالعاده ، أول محطة لوقوفها التام ، تضع الحقائب ، وتستعد لتسعدنا بفنجان القهوة المعهود ، وأول سؤال اسمعه منها دائما هو :
كيفك يا استاذ ؟
الحمدلله يا بلقيس ، الحمدلله على كل شيء ، احمده أنك بيننا اليوم ، سأقرأ أول كتاباتي عنك ، ولكن بعد فنجان القهوة ،،، تفرح بلقيس .
اكيد يا استاذ !!
نعم ، لقد كتبت عنك بعض الشيء ، سأقرأه لك بعد قليل ،،، جاءت بلقيس بالقهوة على عجل ، انها تتعجل سماع ما كتبته عنها .
اقرأ لي يا استاذ .
قرأت لها ما كتبته باليوم الأول ،، ودموع بلقيس تسبق الكلمات ، كلنا في المكان كادت الدموع أن تغلبنا ، ما اجمل فرحك يا بلقيس !! وما اجمل دموعك وهي تشق طريقها على وجهك بابتسام .
شكرا يا استاذ ، شكرا جدا ، رائع ما كتبته عني ، هكذا كان رد بلقيس .
ولكنني لم انته من الكتابه يا بلقيس ، فهناك الكثير .
خرجت بلقيس من مكتبي متجهة الى مكان تجلس فيه مع نفسها وهي فرحة ، لا نعلم أين اخذتها رجلاها ، لكنني احسست أنها ذهبت لتفضي ما بداخلها من دموع الرضا عن النفس ، نعم ، هكذا هي بلقيس ، راضية عن نفسها ، كما أننا راضون عنها ، فكل ما تفعله نابع من قلب طيب لا يعرف للكراهية شكل ولا لون .
رائعة يا بلقيس ، وما كنت اظن أن عيناك تعرفان الدموع ، غير أني تأكدت أنهما تبكيان حين تشعرين بالرضا عنك ، فأنت فعلا كبيرة يا بلقيس ، لا حرمنا الله منك ، واني اذ دعوت لك في المرة السابقه ، فلم انتهي الى الآن ، دعواتي لك أن يعطيك الله ما ترغبين ، ويبقيك لنا ولا يبعدك عنا ، فنحن ان احتجناك اليوم ، فسنحتاج غدا مليون بلقيس ، أين من يشبهونك بالصفات ، لا يوجد ، وعزائي أنني التقيتك والتقيت قلبك الرائع ، سلامي العظيم لك يا بلقيس .

وها أنا اسافر مرة اخرى ،،، ويتكرر المشهد مع بلقيس ، وتأتي لكي تلقي علي سلام الوداع ، هي نفسها بلقيس لم تتغير ،، تدعو لي بالوصول سالما ، تنصحني بالتمهل على الطريق ، تطلب مني أن ادعو لها ، وأن لا انساها من هديتها الخاصه التي تحبها ،،، هي ايضا لم تنس أن تحضر لي التمر الرائع ،،، ادعو لي يا استاذ ،، سأدعو لك يا بلقيس ،، أن يرزقك الله ابن الحلال ، فقالت لي اريده من ابناء جلدتي ولوني ،،، الله يا بلقيس ،، انها تطمع قليلا ،،، وما احلى طمعك ،، تريده من ابناء جلدتها ولونها ، هذا كل ما لديها من شروط ،،، نعم يا بلقيس سأدعو لك ،،،،،
المصدر: نفساني



 

رد مع اقتباس