عرض مشاركة واحدة
قديم 04-05-2009, 09:06 PM   #29
سمو الغامض
V I P


الصورة الرمزية سمو الغامض
سمو الغامض غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 23056
 تاريخ التسجيل :  02 2008
 أخر زيارة : 09-04-2012 (07:12 PM)
 المشاركات : 5,013 [ + ]
 التقييم :  121
لوني المفضل : Cadetblue



{ ,, ألم الفرآآآآآآق !! ,, }



و هو في غمرة تفكيره ,, لمح الموضع الذي قرصتها العقرب فيه ,,
تسمرت عيناه عليه لبرهةٍ بسيطةٍ من الزمن ,, لم يستطع خلالها أن يوازن نفسه ,,
فسقط بكامل جسده على حجر ٍ صلد شديد القساوة ,,
و ارتطم رأسه بقوة على الحجر فأغمي عليه ,,
أصابه جرح في رأسه و كان عميقـًا ,,
و سالت دماءٌ كثيرة ٌ منه ,,
و أصبح الموت منه قريبــًا ,,
فإن استمرت دماؤه بالنزيف ,,
سيفقد حياته خلال بضع ساعات و ربما أقل !!
في تلك اللحظات ,,
شعرت " فـلّــه بنغزاتٍ قوية في قلبها ,,
و تسارع نبضها بشكل كبير ,,
و أحست بضيق ٍ في صدرها ,,
أدركت بحدسها أن مكروهـًا قد أصاب فآآديــ ,,
فما كان منها إلا أن قامت ,,
و اتجهت صوب الجهة التي قصدها ,,
مشت معتلية ً على آلامها و أوجاعها ,,
كانت تبكي و تأنّ من شدّة الألم ,,
و كانت تعرج في مشيتها ,,
فموضع قرصة العقرب ما زال منتفخـًا بشكل ملحوظ ,,
لم تفكر في لحظات الألم تلك سوى بــه ,, بالحبيب الغالي {,, فآآديــ ,,
مشت في طريق ٍ وعرة ,, و الشوك يغزّ رجليها ,,
حتى امتلأت رجليها بالدماء ,,
و الذي رسم خطـًا خلف طريقها الذي سلكته ,,
و هي صابرة ٌ مكافحة ,, تريد أن تطمأن على " فآآديــ "
لم يجفّ لها رمش خلال مسيرها ,,
فطوال الطريق كانت الدموع رفيقتها ,,
" آآآآآآآآه " صرخة ٌ مدوية ٌأطلقتها ,,
عندما وخزتها شوكة ٌ حادة في موضع القرصة ,,
من شدة ألمها سقطت منهارة ,,
تعفر وجهها و ملابسها بالتراب ,,
و خالطت دموعها حجارة الأرض ,,
و دماؤها لطخت أغصان شجر الزيتون ,,
" سوف أستمر ,, و لن أقف هنا ,,
سأتحمل مصابيــ ,, ففآآديــ يستحق أكثر من ذلك ,,
فإما حياتنا معــًا ,, أو موتي هنا !! "

كلمات رددتها في نفسها ,, لترغمها على إكمال المسير ,,
و فعلا ً و بعدة عدّة محاولاتٍ باءت بالفشل ,,
وقفت و أكملت سيرها باحثة ً عنه ,,
و الشوق و الأمل يدفعانها للقياه ,,
كانت تسير ببطء ,, فآلامها و عرج رجلها يأخرانها كثيرًا ,,
كانت تكابر و تتعالى على آلامها ,, كل ذلك من أجله ,,
في طريقها ,, لمحت أحدهم مستلقيــًا على الأرض ,,
لم تصدّق عينيها لوهلة ,,
لكنها سرعانما توجهت نحو ذلك الإنسان تطلب المساعدة ,,
و من مسآآفة ليست بالبعيدة تعرّفت عليه من ملابسه ,, إنه فآآديــ ,,
فما كادت ترى الدماء التي تحيط به ,, حتّى هبّة مسرعة ً نحوه ,,
ركضت فوق صخور ٌ يعجز الرجل القويّ أن يسير فوقها ,,
كانت دماؤها تتناثر فوق الصخور يخالطها قطع من لحم رجليها ,,
لكنها لم تتوقف ,, فعزيمتها كانت أقوى من الجبال ,,
كانت تقترب منه وهي لا تشعر بأي جزء ٍ من جسدها ,,
سوى دموعها التي تتفجر كالبركان ,, فتحرق خديها ,,
وصلت إلى مكانه و هي لا تكاد أن تتعرف على ملامحه من كثرة دموعها ,,
هالتها كميّة الدماء النازفة ,, و التي يسبح بها رأسه ,,
اقتربت منه ببطء ,, حركة رأسه ,,
ثم صرخة بصوت ٍ عالي " فآآآآآآآديــــ " و لا مجيب ,,
لن يجيب فآآآآديــ لأنه رحل عن الدنيا !!
لقد مآآآآت فاديــ ,, أمام عينيها ,, و بين يديها ,,
انتهت حياته و هو يضحي بنفسه لأجلها ,,
لأجل أن ينقض حياتها ,, لكن بدل أن ينقض حياتها فقد حياته ,,
جلست بجانبه ,, و أمسكت بيده ,, و بدأت تحادث جثـّـته ,,
" رحلت عن الدنيا ,,
و تركتني لوحدي في أرض ٍ موحشة ,,
بلا أنيس ٍ أو جليس ,,
لماذا يا حبيبي ,, يضيع الحبـّ من بين يداي ؟؟
و بلمح البصر ,, بعد أن انتظرته طويلا ً ,,
لماذا كُتب علي الشقاء و العناء ؟؟
لماذا لا أكون سعيدة ً كغيري من البشر ؟؟ "


لا جواب !!! ثم أكملت ..

" فليرحمك الله ,, و إني أسأله لك الدرجات العليا ,,
و أنآآآآآآآ !!! و أنآآآآآآ ؛؛ لم يتبقى لي في هذه الدنيا الدنيئة سوى الصبر ,,
لا حول و لا قوّة إلا بالله ,,
لا حول و لا قوّة إلا بالله ,,
إنـّا لله و إنـّا إليه راجعون "

قالت تلك الكلمات و شريط ذكريات هذا اليوم يلوح بين عينيها ,,
تذكّرت اللقاء و رقّته ,,
ثم خوفه عليها عندما قرصتها العقرب ,,
ثم مسيرهما سويـًا بين البساتين ,,
ثم ما حدث عند شجرة الخوخ ,,
و ذهابه لجلب الفكاهة لها ,,
و رميه للفاكهة التي تعب في جمعها ,,
و مسارعته للإطمئنان عليها عندما رآها تتأوّه ,,
ثم مبادرته لجلب الترياق ,, عندما رأى قدمها ,,
كلّ هذا أمسى ذكريآآآت !!
و لم يتبقى سوى حقيقة ٍ واحدة ,, حبيب القلب مآآآت !!
و رحلت كلّ لحظةٍ عاشاها معــًا إلى هاوية الفناء ,,
و لم يتبقى سوى ألم الفرآآآآآآق !!
" هذا اليوم هو كلّ ما تبقى من حياتي ,,
و هو ما سيبقى محفورًا في ذاكرتي إلى الأبد ,,
أما أيامي الأخرى ؛؛ فسأكون بها مجرد جسدٍ يتحرّك ,,
بلا إحساس أو شعور ,,
و روحي ,, ماتت بموت أعز إنسان لديها "

قالت تلك الكلمات و هي تمسح على جبينه بحنان ,,
كانت تشعر برغبةٍ جامحةٍ لضمّه بقوة و البكاء على صدره ,,
فلربما تموت و ترتاح من العذاب في بقيّة حياتها ,,
احتضنت جثّته ,, و دموعها تغسل وجهه من الدماء ,,
صوتها كان يفيض ألمـًا ومعاناة ,,
و مشاعرها كانت في أقصى تدفــّـقها ,,
كانت تتمتم في أذنه بكلمات اللوعة و الحسرة ,,
و بعدها تنظر إلى وجهه ,, الذي أغرقته بدموعها ,,
و من شدّة بكائها وحزنها ,, غفت على صدره ,,
و إذ بصوتٍ متقطّع نبهها من غفوتها ,,


" فـ .. ــ فــ ــلّه "


يتبع ..


 

رد مع اقتباس