|
سأقاتل النسيان ولن أنسى ..
بعدما حدثته عن مأسينا وماحصل بنا من
أوجاع و أصداع و آخرها جدة ...
قال لي :
هل سنبقي نتحدث عن الماضي
ونبكي عليه الزمن الباقي
هل الذكرى ستكون شماعتي
اعلق عليها كل شئ في ذكرياتي
الماضي جميل وهذا مؤكد
لكن
هل تباكوا من قبلنا على ماضيهم
هل ناحوا على ليالي سابقيهم
رغم كل الجراح يبقى شمعة الأمل
تنير طريق المستقبل
يبقى مساحة لراحة هذا القلب
ويبقى متنفس لنا من الكرب
الأمل أن تنظر لأقرب طريق فيه فرج
الأمل شمعة نحافظ عليها في بحر اللجج
الأمل ترسم بألوان الماضي الجميل
لوحة المستقبل الزاهر .
كل ما توقعته انني تحدثت معه بلغة
لا يفهمها حينها ... قلت له :
بل سنبقى حول الأطلال حيناً
وفي الميدان أحيان و أحيان
لن نتخاذل
ولكن لن ننسى أن خلفنا خزن استراتيجي
من كل لون ومن كل شكل من المعاناة و الألم ،
و أقواه تجربة مريرة أو غفلة عن واقع ،
وفساد حال أو خيانة مال ، أو تفريط في أمانة ...
فذكرى مثل هذه تزيد إصرارنا على
تحسين الحال وتعليم الصلاح للأجيال ...
و أمّا النسيان فنعمة و منحة للمتاجر
بنا قوالب و قلوب ، كيف لا ونحن
الطيبون
ومن ثم فستكون المتاجرة بنا ميراثهم
لأبنائهم ، في حين أنّ ميراثنا لأبنائنا
هو النسيان و أن نستمر بضاعة لكل متاجر أثيم ....
هذا هو جرم النسيان فقط !!
سأظل أذكر ولن أنسى ...
ثم أُذكر معلم التاريخ
أن بين يديك خزن استراتيجي
ولكن لأننا ننسى ...
لم نستفد منه ، ولن نستفيد !!
|