|
تعريف المس - الشيخ عايش القرعان
: تعريف المس :
قال ابن منظور: استعير المس للجنون أن الجن مسته يقال به مس من جنون.
قال الإمام الصغاني: يقال به مس والمس اختلاط العقل أي الجنون ولمم.
ومس الشيطان للإنسان يجعله يتخبط تخبطا مطلقا في الحركة فلا يستطيع الإنسان التحكم في سيره فيترنح في سيره وكأن به دوار أو دوخة ويحس كأن الأرض تميد به وغالبا ما يفقد القدرة على تقدير الخطوة المتزنة لقدميه وحساب المسافات الصحيحة وقد يصل التخبط الناتج عن المس إلى أن يفقد الإنسان الربط بين المواقف والتلعثم في الكلام وخلط الأمور بتداخل مضطرب.
وقد روى الشيخ على بن حسن الحلبي الأثري في كتاب برهان الشرع في إثبات المس والصرع ناقلا هذه التعاريف.
قال الدكتور جيمس هايسلوب في كتابه عن المس :
إنه تـأثير خارق في العادة تؤثر به شخصية راعية خارجية في عقل شخص وجسمه ولا يمكن إنكار كنه ممسوس .
الدكتور كارل ويكلاند يعرف المس: بأن الأرواح الخبيثة الشريرة المؤذية غير المتجسدة قد تحدث في ظروف خاصة اظطرابات جسمية أو عقلية خطيرة لبعض الناس.
ويرى الدكتور كارل أن الجنون قد ينشأ من استحواذ روح خبيث على الشخص المريض فيحدث اضطرابا واختلالا في اهتزازاته وأنه بالكهرباء الاستيتكية تنظم الاهتزازات وتطرد الشخصية المستحوذة ويعود العقل إلى حالته الطبيعية دون تأثير الشخصية الماسة له .
عرف الطبيب المسلم وأخلاقيات المهنة المس الروحي أنه غزو روح مشاغب لهالة إنسان أي حلوله في مجموعة الاهتزازات الأثيرية التي تعلو الرأس والتي يوجد فيها العقل ومراكز الحس جميعها فيسبب أمراضا عصبية أو عضوية أو نفسية. وبديهي أن الروح المشاغبة او الروح النجسة يطلق على الشيطان. "38"
وما يقال في المس يقال في الحسد ويقال في الصرع ويقال في الجنون بينهما موائمة وموافقة من حيث الأثر والتأثير والتأثر. وقد تكلمت عن المس في باب سريان الجن بالجسد بما فيه الكفاية لمن أراد التدبر.
|