الموضوع: قصة.. قص...
عرض مشاركة واحدة
قديم 04-05-2010, 12:04 PM   #1
يحي غوردو
عضو دائم ( لديه حصانه )


الصورة الرمزية يحي غوردو
يحي غوردو غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 27460
 تاريخ التسجيل :  04 2009
 أخر زيارة : 23-03-2012 (02:38 PM)
 المشاركات : 950 [ + ]
 التقييم :  50
لوني المفضل : Cadetblue
قصة.. قص...




للأحبة في نفساني أقدم: جديد الأديب المبدع عبد العزيز غوردو

قصة.. قص...




المشهد الأول/ بيان إلى الرأي العام:



عندما أبدأ بالقص عادة، لا أقص كل شيء دفعة واحدة.. بل قطعة، قطعة...
*** *** ***





الدرس الأول: عليك أن تعلم بأن النهاية قد تتخذ أشكالا مختلفة...
الدرس الثاني: عليك أن تعلم، منذ البداية، بأن النهاية قد تكون مختلفة عما خططت له...
الدرس الثالث: عليك أن تعلم بأنك وحدك تتخذ قرار البداية.. ووحدك أيضا تتحمل تبعات النهاية...
...هكذا وجدتني، منذ البداية، أفكر في النهاية.. رغم أني أكره، عادة، مثل هذا التفكير...
هذا الطريق ليس طريقنا... (صاح صوت بداخلي)
أعلم، لكن بعض الدروس لا يمكن تعلمه، بل ينبغي، بالأحرى، معايشته...
ألا تريد الدخول في الموضوع مباشرة؟ (كرر الصوت، بداخلي، اعتراضه...)
هذا سؤال آخر مخادع منك...
أهي الغريزة تدعوك لأن تنهار بين يدي وتعترف؟
لا أعرف قوله.. لكني سأقوله كما اتفق... ولتكن جلسة اعتراف أولى:
في الجزء السيئ من الذاكرة احتفظت بالمشاهد التي قصصتها من قبل، وأعيد ترتيبها الآن... والبداية كانت، فيما لو لم تخني الذاكرة، عندما اقتحمت عليه خلوته.. إذاك وجدته يضع مقرضا/رجلا، على أخرى، يتأمل ركام ما اقترفته شَفرته الصدئة.. وأميال من الأشرطة الممزقة على مذبحه: أشرطة إباحية.. جلسة مخدرات.. محرقة.. راقصة تعر في الخلفية: من يمكنه تحمل كل هذا؟؟
أجل راقصة تعرّ لم تتوقف عن معانقة عمود من التيتانيوم، وقد وشمت فراشة زرقاء أسفل سرتها، وجناحين على المؤخرة...
ثم جلسة، حميمة، مع وزير سابق.. هل يمكن تصديق كل هذا؟؟؟
وهو...
هو وحده، داخل قوقعته السيراميك، يتعلم الحكمة.. قلت: لا عجب أن يكون الغيلم حكيما... إنها صومعته، وهو يستمتع بها من دون شك... وأمامه تكوم ركام من المشاهد... البشعة، والشبقية، والمثيرة، والدموية.. وأنا على يقين من أنه لو كان له لسان لقام بلعقها جميعا...
عندما بدأ القص بدا كشخص يعترف بأنه نام مع زوجتك في سرير واحد، لكنه لم يقم بعلاقة معها؟
وإنه لأمر منكر أن ينام معها فوق كل هذا الركام من المشاهد المبعثرة، و/أو المتراكمة...
وأنا.. "الزوج المفترض" الذي مضى عليه وقت طويل.. ربما ليس طويلا بما يكفي.. لكنه طويل على كل حال، وهو يتساءل: ما علاقة الأزمة الاقتصادية بالحفلات التنكرية، وعلاقة الثورة بتناول المثلجات؟؟؟
تأملني، ولسان حاله يقول: زعمتَ بأن لديك أجوبة؟؟؟
نعم.. لكن ليس على جميع الأسئلة... (أجبت)
في صمته، الصارم، قرأت:
أريد حقيقتكم.. لا أريد إجابات دبلوماسية.. أريد حقيقتكم عندما تكونون خلف أبواب موصدة... وأمتنع عن قص ما دون ذلك...
يبدو أنك تماديت إلى أبعد حد.. (قلت..)
أي حد تقصد؟؟ (قال.. ولم يقل...)
أقصد: هذا هو الحد الذي يمكنك قصه.. خطوة أخرى وستصبح أنت نفسك موضوعا للقص...
(ولاحت لي كارثة التسونامي في الأفق... لكني استدركت):
كل ما يبدو واضحا أكثر من اللازم، فهو يخفي عكس ما يبديه تماما...




(يتبع...)


المصدر: نفساني



 

رد مع اقتباس