كم أرهقتني نفسي واشتعلت ثورة أخرى فيها غضبا لدم الشهداء .. وكم نازعتني الدموع للسقوط من عينيّ حزنا وخوفا من ضياع واهدار دمائهم دون الأخذ بحقهم .. لكن لا .. لم استسلم ولم اسقط دمعة واحدة .. وظل الغضب يشتعل بداخلي .. وكل مافيني يؤيد المعتصمين وكل من أصرّ بإطاحة هذا النظام بقطع رأسه الفاسدة .. و لم تغيب عن مخيلتي وجوه هؤلاء الورود و ابتساماتهم ونظراتهم المليئة بالحياة .. ولم تغيب عن مخيلتي أيضا لون دمائهم و الرصاصة في أحشائهم ..
وبعد الانتصار .. عدتُ لأنظر في وجوه هؤلاء الشهداء من جديد .. وبدأت أتأملهم أكثر .. كانت أعمارهم تقترب لعمري .. وأحلامهم تشبه حلمي .. وكان في اعتقادهم أن المستقبل في انتظارهم كما أعتقد من مستقبلي ..
أتأمل أكثر وأكثر .. وأحدث نفسي " لم يعلم أحد من هؤلاء أنه سيكون من صنّاع المستقل الأفضل لشعب بأكمله .. لم يعلم أحد من هؤلاء أنه سينجز حلم أكبر وأعظم من أحلامه الدنيوية البسيطة .. لم يعلم أحد من هؤلاء أنه سيحظى بشرف الشهادة و يضحي بدمائه من أجل الكرامة .. من أجل النصر .. من أجل الوطن "
حينها فقط انهمرت دموعي حتى انقطعت أنفاسي وفقدت قدرتي على الكلام .. فكم كنت أتمنى أن أصرخ حتى يصل صوتي لهم وأنا أقول " انتصرنا بكم .. انتصرنا بكم .. انتصرنا بكم "
فلا تحزني ياأم كل شهيد وافتخري .. فقد كان حب ابنائكم للوطن أخلص و أقوى من كل شيء ، فقط
.
رانيا محسن
.
.
يابلادي أنا بحبك يا بلادي
قولي لأمي ماتزعليش .. وحياتي عندك ماتعيطيش
قولولها ملعش ياأمي أموت أموت وبلدنا تعيش