نفساني - عرض مشاركة واحدة

14-07-2011, 05:12 AM

إلى بسمة الغد..

معرفك ينبىء عن التفاؤل والأمل، ربما أنت بداخلك قوية ومتفائلة، ولكن غوصك بمشكلتك، ورثائك ذاتك، جعلك تبدين بتلك الصورة القاتمة، وتعبرين بتلك المفردات القاسية.

أجل.. يا بسمة.. لقد وضعت مشرطك على الجرح تماماً، وشخصت المشكل، بالفعل نحن لا نبالي بمن يهتم بنا ويحبنا غالباً، ونتوق ونبحث عمن يدوس علينا ويتجاهلنا، هذه طبيعة البشر، فلذلك يقولون في المثل السعودي ((الثقل صنعة)) فالعلاقات البشرية لا تقوم على المنطق والحساب يا بسمة.. بل هي فن قائم بذاته تلعمه إما بخبرات الحياة المكتسبة أو بالحضور والالتحاق بدوارات تعنى بهذا الأمر.

وخصوصاً العلاقة الزوجية.. فقد يضيع الزوج زوجته من حيث أراد المحافظة عليها والاهتمام بها، وكذلك تفعل هي.

وهناك.. في المقابل أناس لا ينفع معهم وفاء ولا مهارات ولا حسن صنيع، فهم جامدون ومستبدون وقاسون، وناكروا معروف، فهؤلاء الخلاص منهم هو الفلاح والنجاح والفوز.

أكبر المشكلات التي تواجهنا في الحياة هي، البكاء على اللبن المسكوب، ونشر النشارة، وطحن الطحين
قال لي أحدهم، انهض يا أخي فلا مكان للضعفاء، وما تراه الآن قمة الألم ورأس المصائب، ربما تراه غداً، أهون من لاحقه، وصدق والله، فلقد مررت بعدها بصدمة مشابهة وربما أصعب من سابقتها، ولكنني خرجت منها سريعاً بفضل الله، فقد جهزت سابقتها لها، فالضربة السابقة لم تقتلني ولكنها قوت جلدي لتلقي الضربات القادمة بألم أقل.

لا نعرف أين هي حكمة الله، وأين هي (الخيرة) لنا، فالله يعطينا ما نحتاج دائماً، وليس ما يعجبنا ولا ما نتمنى
إذا آمنا بذلك، وآمنا بأن الله، سبحانه يقدر لنا الخير دائماً في كل شيء مهما رأيناه عكس ذلك، عندها فقط تسكن أنفسنا وتقوى شكيمتنا ونرضى ونسلم بقدر الله لنا، ولنا في القصص التي وردت في سورة الكهف خير عبرة، فخرق السفينة،وقتل الغلام، كانت أمور ظاهرها الشر، ولكن باطنها كان هو الخير كله.

أتمنى لك التوفيق....