عرض مشاركة واحدة
قديم 11-11-2012, 11:27 PM   #1
سعد الحارثي
عضو نشط


الصورة الرمزية سعد الحارثي
سعد الحارثي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 34209
 تاريخ التسجيل :  05 2011
 أخر زيارة : 12-09-2013 (11:17 PM)
 المشاركات : 131 [ + ]
 التقييم :  53
لوني المفضل : Cadetblue
حُلم الخلود وأشواقُ التملك ..!!



" حُلم الخلود وأشواقُ التملك "
غوص باتجاه الأعماق

حينما يُخلق تكوينُ الجنين في بطن أمه تُخلق له ألأيدي والأرجل ، ولو قُدر لأحدنا محادثتُه هناك في الرحم في بطن الأم – وكانت المحادثة مع هذا الجنين عاقلة وفيها إدراك لمساحة البطن والرحم – وسئل ما فائدة هذه الأدوات هنا ؟

بالتأكيد سيكون التعجب سيد اللغة ! إذ ما فائدة هذه الأدوات في هذه المساحة .. ؟

بالتأكيد الإدراك المتعقل سيجيب أن وجود هذه الأدوات هنا لا فائدة منه ! فلا يبدو هذا المكان الضيق ميدانا لها !! وحينما خرج الجنينٌ للحياة أدرك أنها خلقت لهذا الميدان ..!

إذاً خُلقت الأعضاءُ وأُحكمت لوظائف مناسبة وكل عضو يعمل من أجل الكل .

وبالتأكيد مثل الأعضاء يوجد للخصائص النفسية والغرائز وظائف مناسبة وإلا كان خلقُها عبثا ..!!

أما غرائز النفس وخصائصها فذاك عالَمٌ مثير !! تأمل : الانفعالات – فرح ، حزن ، غضب ، رضا – والخصائص الكبرى - الطمع ، حب التملك ، حب الخلود – والغرائز الشهوانية…!

دعونا نتأمل مثلاً : حب الخلود ، وحب التملك ، هما نزعتان موجودتان في نفس كل إنسان ، يمكن أن تدرج ضمن الخصائص الكبرى المؤثرة على السلوك البشري .. شعور كل منا بطاقة الحياة المنبعثة من وجوده والباعثة لإدراكه الحاضر يجعله يكره مغادرة هذه الحياة ، والاختفاء منها ، فهو يبحث عن كل ما يبقيه فيها مخلدا .. ! الخلود يعني اللاغياب أي البقاء في هذا الوجود.

إنه دافعٌ خطيرٌ وقويٌ في أعماق النفس البشرية ، وعدم فهم الحكمة من تركيبه في الأعماق مشكلة !!

دافعٌ بهذه الخطورة هل هو ممكن التحقق ؟

وإذا كان غيرُ ممكن فلماذا رُكب في أعماقنا ؟

هل هو فقط لإذكاء عذابتنا باشتياق حياة يلوح لنا فراقُها ؟

إذا كان حب الخلود مسيطر علينا ولايمكن تحققه يقينا فلا بدأن هناك عالم آخر يمكن أن يتحقق فيه .

ثانيا: حبُ التملك – الاستحواذ – الاستيلاء – الحجز على كل شيء – في جزء منه تظهر نرجسية الإنسان – عشقه لذاته – دون اعتبار للآخر.

بالتأكيد هو دافعٌ خَطِر كذلك . حب التملك – جزء منه طمع تسلطي – وجزء آخر قُصد به التعويض المسبق لخوف متوهم من فقد أو خسارة للأشياء..!

كل منا لديه هذا الوقود المحرك للسلوكنا وهوحب تملك الأشياء ..

دافعٌ بهذه الخطورة هل اشباعُه ممكن ؟

وإذا كان غيرُ ممكن فلماذا رُكب في أعماقنا ؟

هل هو فقط لإذكاء عذاباتنا باشتياق امتلاك الأشياء !؟

حبُ الخلود وحبُ التملك، كما أشرنا آنفا هما كالأيدي والأرجل التي خُلقت لنا في بطون الأمهات ولكن ميدان الأيدي والأرجل هو الحياة الدنيا .. الخلود الدائم ، والتملك اللا منتهي، غير ممكن تحقق اشباعهما والسيطرة عليهما هنا، ويمكن أن نستيقن أن لهما ميدانا يشبعان فيه غير حياتنا هذهْ !

إذاً هذه المفاجأة وهنا الإشباع " يا أهل الجنة خلود فلا موت " . يعطى أقل أهل الجنة مثل ملك الدنيا عشر مرات إلى أضعاف كثيرة حتى يردد:رضيتُ يارب رضيت يارب .. !!

إشارة : حينما لم يستطع أبونا آدم ضبطَ هذين الدافعين أُُخرج وزوجُه من الجنة ."..هل أدلكما على شجرة الخلد وملك لايبلى"

الفكرة_التطبيقية من المقال : هي أنك كلما كنت ضابطاً وواعياً بدوافع الخلود والتملك تكون لديك بصيرة نافذة تسيطر من خلالها على سلوكك ..!

سعد الصماني الحارثي

مدرب ومستشار في البناء الشخصي والثقافة النفسية

المصدر: نفساني



 

رد مع اقتباس