نفساني - عرض مشاركة واحدة

07-01-2010, 08:25 AM

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحمد لله القائل ﴿خلق الإنسان علمه البيان﴾ والصلاة على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم القائل: "من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهّل له به طريقاً إلى الجنة".

ثم يقول الله تعالى (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ)

إنها البداية وأول العلم, الدرجة الأولى في سلم المعرفة والحكمة , بها ترقى الأمم لتصل أعلى درجات التقدم والنجاح .

هي أساس الحضارة ومجدها بل هي عزها وفخرها , أول ما نزل في ديننا وهو أول أمر تلقاه نبينا ( اقرأ ) .
كثيرة هي الأوقات التي تمضي في حياتنا دون فائدة منها , ولو سخرناها في القراءة فقط لعلت همتنا ولزاد رصيد معرفتنا وارتقت امتنا .

على مدى التاريخ وعلى مر الأيام والأزمان والعصور لا نجد من بلغ العلم والذروة والمعرفة إلا بعد أن عكف أيام عمره على القراءة متنقلا طلبا للعلم , أعلام انتهلوا العلم انتهالا وسجلوا صفحات يشهد لها التاريخ بعلمهم وحكمتهم ورجاحة عقولهم .

الطبري من منا لا يعرف هذا الاسم الشامخ بعلمه ومؤلفاته وبحوره ومصنفاته , هذا العالم منذ صغره وهو في طلب العلم والقراءة , ترك لمن خلفه علوم ومصنفات ينهل منها طلاب لعلم والعلماء بل يروى انه من شدة حرصه على القراءة كان يقرأ له طالب العلم وهو في الخلاء يقضي حاجته خشية أن تمضي به الأوقات فيضيع عليه شيئا من العلم .

ابن تيمية شيخ الإسلام رفيق الكتاب كان رفيقه في الحبس فألف مؤلفات وسطر مجلدات في شتى صنوف العلوم , بدأ علمه وهو صغير السن , فقرأ الحديث والتفسير واللغة وارتقى بعلمه وأخاف عدوه ودافع عن دينه مات عزيزا شامخا بعلمه وكتبه فهو أكبر مرجع لطلاب العلم إلى يومنا هذا .

أفضل علوم القراءة .

هذا الجانب يجب أن يكون جزء من حياتنا وانتمائنا الإسلامي انه تاريخ الإسلام وسيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام إنها مدرسة كبرى في شتى العلوم , هو المعلم في الأخلاق والقيم والتقدم العلمي والتجاري والسياسي والاقتصادي .

كيف نعلم أنفسنا على القراءة ؟!

هذا الطريق الذي يغفل عنه الكثير في زماننا , انه طريق الحضارة لكل زمان ومكان.

إن القراءة لذة يستمتع بها القارئ وهو يقلب صفحات الكتاب ويبحر في بحور العلم.
1. وحتى تعود نفسك على القراءة يجب أن تخصص لها من يومك نصيب , في وقت تختاره أنت يكون خاليا من الضجيج الفكري متسما بالهدوء .
هناك من يفضل القراءة في أول يومه وهناك من يستمتع بها قبل نومه فابحث عن أفضل أوقاتك وأستمتع به مع أي كتاب تختار .
2.يجب أن يكون اختيارك للكتاب الذي تقرأه يوافق ميولك حتى تسعى لقراءته باشتياق .
3. ليكن مصدرك ومرجعك الأول في جميع العلوم هو القران وعلومه لأنه أفضل علم وأوسع بحر نتلقى منه .
4.احرص دائما على قراءة الكتاب بشكل كامل ولا تنتقل لأخر حتى تنهي ما بدأت به .
5. إن أردت أن ترتقي فكريا فقرأ لكتاب عرفوا برقي فكرهم وسمو علمهم وصفاء مصدرهم فأنت متلقي فاحرص على المصدر .
6. في كل بيت يجب أن تكون هناك مكتبة للكتب منوعة تكون مرجع واسع لأهل البيت جميعهم على مختلف أعمارهم وتوجهاتهم .
7. القراءة إدمان متى ما تعود عليها الفرد صعب عليه تركها .

القراءة الورقية والقراءة الإلكترونية .

إن القراءة الإلكترونية لا يمكن أن تغنيك عن القراءة الورقية مهما كان , ومرجعك وبحثك عن طريق الكتاب أفضل من البحث الإلكتروني وذالك لسبب بسيط إن البحث الإلكتروني يأتيك بالمعلومة سريعا أما الورقي فحتى تحصل للمعلومة التي تريد تتلقى كثير من المعلومات التي تأتي عليها عند بحثك , عندها ستزداد حصيلتك العلمية.

القراء أكثر استقرارا نفسيا وعلميا .

الانشغال بالقراءة يقضي عليك أوقات فراغ بما يفيد ويبعد عنك الوساوس وأنواع الإكتئاب وينعكس عليك بايجابية كبيرة علم وفصاحة وبلاغة وثقة في الذات وسمو فكري وحكمة تتعلمها تنير لك طريق حياتك وتقف شامخا في كل مصاعب حياتك بعلم ودراية وحكمة

الأطفال والقراءة .

لن اترك الموضوع دون أن يكون لأبنائنا منه نصيب .
التنشئة منذ الصغر هو أفضل طريق نمهده للأبناء , وهذه التنشئة تكون منذ أول سنوات حياته فاعتياد الطفل على الكتاب والجلوس معه والتأمل فيه هي أول خطوات عشق القراءة وتبدأ من السنتان عند تأمله للصور وتقليب صفحات الكتاب ودراسته والاعتياد عليه .

أخيرا .

ما رأيت ناجحا ولا حكيما ولا عاقلا إلا وله باع طويل مع القراءة , وما رأيت هادئ البال مستقر الحال إلا وللقراءة منه نصيب , فمن منا سيكون عاقلا يسمو بحياته ؟؟!!

العلم يرفع بيتاً لا عماد له *** والجهل يهدم بيت العز والشرف
العلم يسمو بقوم ذروة الشرف*** وصاحب العلم محفوظ من التلف

أختكم أم عبدالله

المصدر: نفساني