المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه، من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة.

 


 
العودة   نفساني > الملتقيات العامة > الملتقى العام
 

الملتقى العام لكل القضايا المتفرقة وسائر الموضوعات التي لا تندرج تحت أي من التصنيفات الموجودة

الإعجـــــاب بالنفــس

الإعجـــــاب بالنفــس أولا : معنى الإعجاب بالنفس : لـغــــة: أ - السرور والاستحسان، ومنه قوله تعــالى: {ولأمة مؤمنة خير من مشركة ولو أعجبتكم} (البقرة:

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 27-09-2003, 09:54 AM   #1
الكاشف
عضو نشط


الصورة الرمزية الكاشف
الكاشف غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 4192
 تاريخ التسجيل :  06 2003
 أخر زيارة : 04-01-2006 (09:48 PM)
 المشاركات : 88 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
الإعجـــــاب بالنفــس



الإعجـــــاب بالنفــس

أولا : معنى الإعجاب بالنفس :

لـغــــة:

أ - السرور والاستحسان، ومنه قوله تعــالى: {ولأمة مؤمنة خير من مشركة ولو أعجبتكم} (البقرة: 221).

ب - الزهو أو الإعظام والإكبار، ومنه قوله تعالى: {ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا} (التوبة: 125).

اصطلاحا :

"السرور أو الفرح بالنفس، وبما يصدر عنها من أقوال أو أعمال من غير تعدّ أو تجاوز إلى الآخرين من الناس، سواء أكانت هذه الأقوال، وتلك الأعمال خيرا أم شرا، محمودة أم غير محمودة. فإن كان هناك تعدّ أو تجاوز إلى الآخرين من الناس، باحتقار واستصغار ما يصدر عنهم، فهو الغرور أو شدة الإعجاب، وإن كان هناك تعدّ أو تجاوز إلى الآخرين من الناس، باحتقارهم في أشخاصهم، وذواتهم، والترفع عليهم، فهو التكبر، أو شدّة الإعجاب"

ثانيا : أسباب الإعجاب بالنفس :

وللإعجاب بالنفس أسباب تؤدى إليه، وبواعث توقع فيه نذكر منها:

1 - النشأة الأولى:

ذلك أن الإنسان قد ينشأ بين أبوين يلمس منهما أو من أحدهما: حبّ المحمده ودوام تزكية النفس، إن بالحق وإن بالباطل، والاستعصاء على النصح والإرشاد، فيحاكيهما، وبمرور الزمن يتأثر بهما، ويصبح الإعجاب بالنفس جزءا من شخصيته، إلا من رحم الله.

2 - الإطراء والمدح في الوجه دون مراعاة للآداب الشرعية المتعلقة بذلك:
هناك فريقا من الناس، إذا أطرى أو مدح في وجهه دون تقيد بالآداب الشرعية في هذا الإطراء، ساوره خاطر: أنه، ما مدح وما أطرى إلا لأنه يملك من المواهب ما ليس لغيره، وما يزال هذا الخاطر يلاحقه، ويلح عليه حتى يصاب بالإعجاب بالنفس.
جاء عن عبد الرحمن بن أبى بكرة، عن أبيه، قال: مدح رجل رجلا عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "ويحك، قطعت عنق صاحبك، قطعت عنق صاحبك" مرارا، "إذا كان أحدكم مادحا صاحبه لا محالة، فليقل: أحسب فلانا، والله حسيبه ولا أزكّي على الله أحدا، أحسبه - إن كان يعلم ذلك - كذا وكذا"

3 - صحبة نفر من ذوى الإعجاب بأنفسهم:

أن الإنسان شديد المحاكاة والتأثر بصاحبه، لا سيما إذا كان هذا الصاحب قوي الشخصية، ذا خبرة ودراية بالحياة، وكان المصحوب غافلا على سجيته، يتأثر بكل ما يلقى عليه، وعليه فإذا كان الصاحب مصابا بداء الإعجاب، فإن عدواه تصل إلى قرينه فيصير مثله.
وهذا هو السر في تأكيد الإسلام على ضرورة انتقاء واختيار الصاحب لتكون الثمرة طيبة، والعواقب حميدة .

4 - الوقوف عند النعمة ونسيان المنعم:

هناك صنفا إذا حباه الله نعمة من مال أو علم أو قوة أو جاه أو نحوه، وقف عند النعمة، ونسي المنعم، وتحت تأثير بريق النعمة وسلطانها، تحدثه نفسه أنّه ما أصابته هذه النعمة إلا لما لديه من مواهب وإمكانات، على حدّ قول قارون: {إنما أوتيته على علم عندي} (القصص: 178)، ولا يزال هذا الحديث يلحّ عليه حتى يرى أنه بلغ الغاية أو المنتهى، ويسر، ويفرح بنفسه وبما يصدر عنها، ولو كان باطلا، وذلك هو الإعجاب بالنفس.
وهذا هو السر في تأكيد الإسلام، على أن مصدر النعمة - أي نعمة - إنما هو الله عز وجل: {وما بكم من نعمة فمن الله} (النحل).. وعلى أن يناجى المسلم ربّه كل صباح ومساء قائلا ثلاث مرات: "اللهم ما أصبح بي من نعمة أو بأحد من خلقك، فمنك وحدك لا شريك لك، فلك الحمد، ولك الشكر" .

5 - الصدارة للعمل قبل النضج، وكمال التربية:

أن ظروف العمل الإسلامي (الدعوة) قد تفرض أن يتصدر بعض العاملين للعمل قبل أن يستوي عودهم، وقبل أن تكتمل شخصيتهم، وحينئذ يأتي الشيطان فيلقي في روعهم أنهم ما تصدروا للعمل، وما وضعوا في الموقع الذي هم فيه الآن إلا لما يحملون من مؤهلات، وما لديهم من مواهب وإمكانات، وقد ينطلي عليهم مثل هذا الإلقاء، فيتصورونه حقيقة، ويرفعون من قدر نفوسهم فوق ما تستحق حتى يكون الإعجاب بها...
يقول الله تعالى: {فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون}، (التوبة: 122). ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: "من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين" .

6 - الغفلة أو الجهل بحقيقة النفس :

ذلك أن الإنسان إذا غفل أو جهل حقيقة نفسه، وأنها من ماء مهين ، وأن النقص دائما طبيعتها وسمتها، وأن مردها أن تلقى في التراب، فتصير جيفة منتنة، تنفر من رائحتها جميع الكائنات إذا غفل الإنسان ذلك كله، ربّما خطر بباله أنه شيء، ويقوي الشيطان فيه هذا الخاطر حتى يصير معجبا بنفسه.
يقول الحق سبحانه: {الذي أحسن كل شيء خلقه وبدأ خلق الإنسان من طين. ثم جعل نسله من سلالة من ماء مهين} (السجدة: 7،8) .

7 - عراقة النسب أو شرف الأصل:

ذلك أن الإنسان قد يكون سليل بيت عريق النسب، أو شريف الأصل، وربما حمله ذلك على استحسان نفسه، وما يصدر عنها، ناسيا أو متناسيا، أن النّسب أو الأصل لا يقدّم ولا يؤخر، بل المعوّل عليه إنما هو العمل المقرون بالجهد والعرق، وهكذا تنتهي به عراقة نسبه، أو شرف أصله إلى الإعجاب بنفسه.
يقول النبي صلى الله عليه وسلم لما أنزل عليه: {وأنذر عشيرتك الأقربين} (الشعراء: 214): "يا معشر قريش، اشتروا أنفسكم من الله، لا أغنى عنكم من الله شيئا، يا بني عبد المطلب، لا أغني عنكم من الله شيئا، يا عباس بن عبد المطلب، لا أغني عنك من الله شيئا، يا صفية عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا أغني عنك من الله شيئا، يا فاطمة بنت رسول الله، سليني بما شئت لا أغني عنك من الله شيئا" .

8 - الإفراط أو المبالغة في التوقير والاحترام:

ذلك أن البعض قد يحظى من الآخرين بتوقير واحترام فيهما مبالغة أو إفراط يتعارض مع هدي الإسلام، ويأباها شرع الله الحنيف، كدوام الوقوف طالما أنه قائم أو قاعد، ، والسير خلفه... إلخ. وإزاء هذا السلوك قد تحدثه نفسه أنه ما حظي بهذا التوقير والاحترام إلا لأن لديه من المواهب، والخصائص ما ليس لغيره، ويظل هذا الحديث يقوى ويشتد إلى أن يكون الإعجاب بالنفس - والعياذ بالله.
وهذا هو سر نهيه صلى الله عليه وسلم أصحابه أن يقوموا له، وأن يعظموه كما يعظم الأعاجم ملوكهم، فيقول: "من أحبّ أن يتمثل له الرجال قياما فليتبوأ مقعده من النار".

9 - الغفلة عن الآثار المترتبة على الإعجاب بالنفس:

ذلك أن سلوك الإنسان في الحياة غالبا ما يكون نابعا من إدراكه أو عدم إدراكه لعواقب وآثار هذا السلوك.
ولعل ذلك السر في حرص هذا الدين على عرض مبادئه، ومقاصده مقرونة بآثارها، وعواقبها.

ثالثا : آثار الإعجاب بالنفس:

1 - الوقوع في شراك الغرور بل والتكبر .

2- الحرمان من التوفيق الإلهي.

3 - الانهيار في أوقات المحن، والشدائد .

4 - النفور بل والكراهية من الآخرين.

5 - العقاب أو الانتقام الإلهي عاجلا أو آجلا.

رابعا : مظاهر الإعجاب بالنفس :ويمكن اكتشاف هذا الداء من خلال المظاهر التالية:

1 - تزكية النفس :
وهو دوام التزكية للنفس والثناء عليها، والرفع من قيمتها، مع نسيان أو تناسي قول الله عز وجل: {فلا تزكُّوا نفسكم هو أعلم بمن اتقى} (النجم:32).

2 - الاستعصاء على النصيحة:

إنما هو الاستعصاء على النصيحة، بل والنفور منها، مع أنه لا خير في قوم لا يتناصحوا ولا يقبلون النصيحة.

3 - الفرح بسماع عيوب الآخرين لاسيما أقرانه:

قال الفضيل بن عياض رحمه الله: إن من علامة المنافق: أن يفرح إذا سمع بعيب أحد من أقرانه .


خامسا : الطريق لعلاج الإعجاب بالنفس

1 - التذكير دائما بحقيقة النفس الإنسانية

2 - التذكير دائما بحقيقة الدنيا والآخرة

3 - التذكير بنعم الله

4 - التفكُّر في الموت

5 - دوام الاستماع أو النظر في كتاب الله عز وجل، وسنة النبي صلى الله عليه وسلم

6 - دوام حضور مجالس العلم

7 - الاطلاع على أحوال المرضى، وأصحاب العاهات، بل والموتى

8 - وصية الأبوين أن يتحررا من داء الإعجاب بالنفس ونحوه و أن يكونا قدوه صالح للأبناء

9 - الانقطاع عن صحبة المعجبين بأنفسهم

10 - التوصية والتأكيد على ضرورة اتباع الآداب الشرعية في الثناء

11 - دوام النظر في سيرة السلف

12- تعريض النفس بين الحين والحين لبعض المواقف التي تقتل كبرياءهاوتضعها في موضعها الصحيح، كأن يقوم صاحبها بخدمة إخوانه الذين هم أدنى منه في المرتبة .

13 - متابعة الآخرين له ووقوفهم بجانبه حتى يتمتهن من التخلص من هذه الآفة .

14 - محاسبة النفس أولا بأول

15 - إدراك العواقب والآثار المترتبة على الإعجاب بالنفس .

16 - الاستعانة بالله عز وجل وذلك بواسطة الدعاء والاستغاثة واللجوء إليه.

17 - التأكيد على المسؤولية الفردية بغض النظر عن الأحساب والأنساب، فإن ذلك له دور كبير في علاج النفس، بل وحفظها من أن تقع مرة أخرى في آفة الإعجاب.

فاعملوا جاهدين على مداواة أنفسكم وتحريرها، بل والاحتراز والتوقِّي من آفـــة " الإعجاب بالنّفس"
المصدر: نفساني



 

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:03 PM


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd. Runs best on HiVelocity Hosting.
المواضيع المكتوبة لاتعبر بالضرورة عن رأي الموقع رسميا