نفساني - عرض مشاركة واحدة

07-05-2025, 06:31 PM

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ، أخي الكريم كحيلان لكي ترتاح تجاهل وأعرض عن الرد والمشاركة وقراءة مواضيع من لا يعجبك كلامه ، ليس كل الناس تقتنع بالحق حتى وإن كان واضح جلي .

أتذكر أحد النباتيين المتشددين كان يستدل على أن الفطرة السوية في زعمه هي عدم أكل اللحوم بأنك لو أحضرت طفلاً صغيراً وأحضرت له أرنباً فهل سيفكر أن يلعب معه أم يذبحه ويأكله ؟ بالطبع الطفل يريد أن يلعب مع الأرنب ، وهذا دليله أن الفطرة السوية هي عدم ذبح الحيوانات !!! طبعاً هراء لأن الله لم يكن ليأمرنا بشيء يخالف الفطرة السوية سواء أكل اللحوم أو غيرها .

وشخص آخر يرى أن المشي عارياً في الشارع هو الصحيح لأن الشخص يولد من بطن أمه عارياً ولا يلزمه أن يغطي عورته !!! وهذا ضال كالذي قبله لأن فطرة بني آدم تغطية السوأتين ، ولكن لو ناقشت مثل هؤلاء الأشخاص فلن يقتنعوا لأنهم لا يقتنعون إلا بعقولهم وحدها .

ولذلك قال الإمام الشافعي رحمه الله "ما جادلت عالماً إلا وغلبته، وما جادلني جاهلاً إلا غلبني" ، فالجاهل إما جهله بسيط أو مركب ، فمن جهله بسيط يتعلم وأما من جهله مركب فهو يجهل أنه جاهل ، وإذا أضيف إلى جهله قناعته بعقله وإعراضه عن التعلم ممن أمرنا الله بالتعلم منهم فسيضل .

روى الإمام أحمد في مسنده قصة طلق بن حبيب الذي قال فيها : "كنت من أشد الناس تكذيبا بالشفاعة حتى لقيت جابر بن عبد الله فقرأت عليه كل آية ذكرها الله عز وجل فيها خلود أهل النار ، فقال: يا طلق أتراك أقرأ لكتاب الله مني وأعلم بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فاتضعت له، فقلت: لا والله، بل أنت أقرأ لكتاب الله مني وأعلم بسنته مني، قال: فإن الذي قرأت أهلها هم المشركون، ولكن قوم أصابوا ذنوبا، فعذبوا بها، ثم أخرجوا، صُمَّتَا - وأهوى بيديه إلى أذنيه - إن لم أكن سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (يخرجون من النار) ، ونحن نقرأ ما تقرأ "

ومعنى اتضعت : أي تواضع له وخضع له ، ومعنى صُمَّتَا : هو دعاء من جابر - رضي الله عنه - على نفسه بالصمم إن كان كذب على رسول الله عليه الصلاة والسلام فيما يقول .

والشاهد الذي أريده أن طلق بن حبيب لما تواضع وخضع لجابر بن عبد الله رضي الله عنه هداه الله ورجع إلى الحق ولكن تخيل لو قال بل أنا أعلم منك هل تتصور أنه كان سيرجع إلى الحق ؟ بالطبع لا .

أظنك تفهم الآن أن الأفضل هو تجاهل من ليس عنده استعداد أن يأخذ العلم من أهله لأن مناقشته عقيمة ، فتجاهله ولا تجادله ولو حتى عملاً بقول النبي صلى الله عليه وسلم : (أنا زعيمٌ ببيتٍ في ربض الجنة لمن ترك المراءَ وإن كان مُحقًّا، وأنا زعيمٌ ببيتٍ في وسط الجنة لمن ترك الكذبَ وإن كان مازحًا، وأنا زعيمٌ ببيتٍ في أعلى الجنَّة لمن حَسُن خلقه) .

كحيلان * معجب بهذا