فرق عرض تبلد المشاعر مابين الاكتئاب والفصام البسيط وكأثر جاني للأدوية النفسية

فرق عرض تبلد المشاعر مابين الاكتئاب والفصام البسيط وكأثر جاني للأدوية النفسية

تبلد المشاعر المقصود به ضعف التفاعل مع احداث الحياة عاطفيا ومشاعريا ، لا فرح، لا حزن، لا قلق، لا غضب، لا إحساس بالذنب، لا الشعور باليأس، لا الشعور بالإيمان ...الخ . ولما نقول احداث الحياة فنحن لا نقصد نوعية حدث معين قد ألفته وتقبلته ثم تبلدت مشاعريا منه ، فهذا ليس بمرض بل هكذا هي طبيعة النفس البشرية ، فمن كثرت لديه المصايب في ماله كمثال فشعوره في مصيبته الأولى مختلف عن شعوره في مصيبته الاخيرة في ماله ! فهو قد انشأ حصنا فكريا من هجمات الحزن والقلق ، فكان نتاج ذلك أن مشاعره في خسارته الأخيرة أقل وطأة مما في قبلها !

وبالرغم أن هذا العرض ليس محصورا بالاكتئاب ولا الفصام البسيط ولا كأثر جانبي للأدوية النفسية سأركز هنا على إيضاح الفرق لتبلد المشاعر فيهم فقط.
بالاكتئاب تبلد المشاعر هو نتاج الشعور بالحزن الشديد ، فهو حقيقة يشعر لكن اكتئابه يضعف هذا الشعور ويجعله غير مكترث بالأحداث !
بينما بالفصام البسيط ففي النوبات الشديدة هو لا يشعر بشيء ، خواء بمعنى الكلمة ، لا حزن ولا فرح ولا غضب ولا قلق ...
بل يصل الأمر لما هو خطير جدا بعدم الشعور باليأس وعدم الشعور بالأمل وعدم التفاؤل وحسن الظن بالله وعدم الإحساس بالإيمان !
يود أن يبكي من شدة حاله ولا يستطيع البكاء ! لذلك قليل جدا أن يقدم هذا المريض على الانتحار لأنه لا يقوى ولا يشعر
رغم التشابه الكبير بين الفصام البسيط والاكتئاب إلا أن شعور الأعراض مختلف فمريض الاكتئاب لا يستمتع لأنه حزين جدا بينما مريض الفصام البسيط لا يستمتع لأنه لا يستمتع ولا يشعر !

نأتي الآن لتبلد المشاعر كعرض جانبي للأدوية النفسية !
الحقيقة هنا المريض ليس مصابا بتبلد المشاعر لكن الإحساس بالمشاعر ليس هو ذاته الإخساس الذي يشعر به المريض قبل الادوية ، لدرجة ان بعضهم قد يشتاق لحزنه ولفرحه الطبيعي ولغضبه الطبيعي ولقلقه الطبيعي! هو باختصار فقد نفسه بسبب ما تحدثه هذه الادوية من تغيير في الشخصية واضطراب في كيفية الشعور بالمشاعر واظطراب باستجلاب مشاعر الفرح ورفقاءها كالثقة وغيرها بشكل دايم !

ومثل ما قلت هذا العرض قد يظهر بامراض اخرى وكاثر جانبي لادوية اخرى وكتعاطي للمخدرات وأخواتها ، لكن انا هنا ركزت عليه في هذه الأشياء الثلاثة

مغربي عابر معجب بهذا

المصدر: نفساني