أريد ان يستقر قلبي !

أريد ان يستقر قلبي !

بسم الله الرحم الرحيم

أصلي و اسلم على المبعوث رحمة للعالمين , النبي الامي الأمين , و على أله و صحابته الكرام البررة إلى يوم الدين :

و بعد :

كل عام و أنتم بخير و عافية بمناسبة هذه الأيام المفترجة عسى الباري عز و جل أن يجعلنا و إياكم من عتقائه في هذا الشهر الكريم , و أن يبلغنا رمضان في أحسن حال و بال ... إنه سميع قريب مجيب الدعاء.

هذه المرة لي إستشارة بصدد عجيب بعض الشيء , إنه لأمر ينغص حياتي و يحملني الهم , لا أدري لماذا أشعر برغبة عارمة في الزواج (عفوا على الجرأة) , بالفعل أشعر برغبة في ذلك , و هي رغبة عاطفية صرفة و ليست غريزية , فالغريزة منحها الخالق ما يخففها تلقائيا من الجسد و في التشريع من توجيهات المصطفى صلى الله عليه وسلم...

بالفعل أشعر أنني أريد أن أجد توأما لروحي أعطيه هذه العاطفة الجياشة التي تملأ صدري . لا أنكر أنني أحارب ذاتي للتخلص منها لكن بلا فائدة و هذا يكسبني ألما داخليا و عدم راحة , الحمد لله لا أعاني من أية أعراض نفسية و لكن التفكير المستمر في هذا الأمر و المقاومة ارهقتني , أصبح كل مزاحي عن الزواج و كل حديثي مع أصدقائي عنه , لدرجة أن أحدهم صارحني بأن هذا الأمر أصبح ملفتا للنظر و مثيرا للتساؤلات , أهو (سيادة الشاب الهائج) كما نمازح بعضنا البعض ؟؟؟

الأمر الآخر أنني في حياتي بالفعل أفتقر إلى الحنان ... أصبحت لا أشعر بأي حنان و أشعر أنني بحاجة إليه , مهما فعل والداي فلا أشعر بالحنان و الدفء أنا محروم من التجمع الأسري منذ بداية الدراسة الجامعية و مر على بدأها حوالي 3 سنوات و لكنني سعيد هذه الأيام ببعدي عن أسرتي لأنهم أصبحوا مصدرا للمشاجرات المستمرة و التمحيص و البحث عن المشاكل .. أشعر أنني تأقلمت على وحدتي بحيث أنني لم أعد أستطيع التأقلم مع جو الأسرة . المهم ...

أهلي و لله الحمد لديهم القدرة المادية على تزويجي . لكن نظرتهم هي أن دراسة و زواج لا يجتمعان . و هذا صحيح جدا . حتى أنني أحرج من ذاتي .. كيف اتقدم بطلب يد عروس و انا طالب .. ماذا سأقول لأهلها ؟؟ لا يجوز طبعا . انا لا أريد ان أحمل نفسي مسؤولية بيت و أنا لست قبلا لهذه المسؤولية العظيمة ...

في بداية طلبي من والدي أن أتزوج كنت بدأت أختار من زميلاتي في الدراسة من يصلح لي . في بداية الامر وافقوا على أن يتم الزواج عند التخرج . لكن عندما وجدوا أن الامر قد يتطور ليدخل في تعلق و يليه مشاكل عاطفية بدأوا بمحاربة الامر كليا . يقولون أنت لست قادرا على تحمل صدمات عاطفية ..

بدأت بحل المشكلة من ذاتي إمتنعت تماما عن الحديث مع زميلاتي في الدفعة أو حتى إلقاء السلام عليهن . و أقفلت الأمر بأنني لن أتزوج حتى ابلغ درجة الماجيستير بإذن الله . لكن كانت هذه هي هدنة مؤقتة . و إنتهت منذ يومين ببداية تعلقي بزميلة لي في الدفعة .. عن أهلي حدث و لا حرج عندما حاولت ان ألمح حتى عن الموضوع تعرضت لهجوم عنيف أغلقت على أثره الموضوع .. لم يسمعوا حتى ...

لا أدري ما الحل في هذه المهزلة .. اريد أن أتخلص تماما من هذه الحالة و إن كان على حساب حياتي المستقبلية ... أنا مستعد ان لا أتزوج للأبد و لكن كيف ذلك و هذه العاطفة الجياشة تقتلني ... أشيروا علي بخبراتكم .

و جزاكم الله خيرا

المصدر: نفساني

يا قوم ؟؟؟