معاناتي مع الرهاب الاجتماعي

معاناتي مع الرهاب الاجتماعي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

في بادئ الأمر أوجه الشكر لكل مشرفي وأعضاء منتدى نفساني الرائع والذي من خلاله استقيت العديد من المعلومات الهامة التي ساعدتني على معرفة حقيقة ما أعانية بعد بحث متواصل في الموضوع ...................


وأنا الآن أطرح بين أيديكم معاناتي التي استمرت سنينا طويلة حيث أنني أبلغ من العمر 25 سنة ، طالبة في جامعة الملك سعود تخصص خدمة اجتماعية وسبب دراستي لهذا التخصص بالذات هو معاناتي في طفولتي وعدم رغبتي في رؤية أطفال آخرين يعانون ما أعانيه الآن . أعيش في المنطقة الشرقية ، بدأت معاناتي عند بداية دخولي المدرسة في المرحلة الإبتدائية حيث أنني بطبيعة شخصيتي إنطوائية ومتعلقة بأسرتي لدرجة كبيرة ولا أرغب في مشاركة الآخرين ، ولاقيت أبشع صور التعامل من المعلمات والزميلات من ضرب وإهانات وبناء على المعاملة السيئة التي تلقيتها منهن كنت أتعمد إحداث المشكلات في حصص المعلمات اللاتي يسئن التصرف معي حتى أستثيرهن وأسبب لهن المشكلات ، ولم يقتصر الأمر على ذلك بل إستمر حتى المرحلة المتوسطة مما جعل المدرسة مثير خوف بل وكراهية بالنسبة لي لدرجة أنني أصبحت أخاف من المعلمات ، حتى بعد إنهاء المرحلة المتوسطة والإنتقال إلى المرحلة الثانوية إستمر الخوف لدي من المعلمات على الرغم من معاملتهن الراقية لي في المقابل كنت أنا أقابلهن بالصد والخوف من الحديث معهن . مع وجود محاولات للإنتحار دون علم الأسرة وذلك بتناول كميات كبيرة من الحبوب التي تسبب لي حالة من الدوار وفقدان التوازن والرغبة في النوم بعد حوالي 10 دقائق ويظل مفعولها حوالي 9 ساعات ولكن الحمد لله توقفت عن ذلك بعد تخرجي من الثانوية .


وبعد الإنتقال إلى المرحلة الجامعية إزدادت حالة الخوف والإنطواء لدي حتى بعد تخرجي وإكمالي للدراسات العليا وأنا على نفس الحال ، ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل تنتابني في بعض الأحيان رغبة في الموت وعند التفكير في أهلي أتراجع حيث لا أرغب بالموت وأنا بعيدة عنهن في منطقة أخرى ، فضلا عن حالات البكاء التي أجهش بها بدرجة عالية تصل أحيانا إلى حدوث رعشة بسيطة واضطراب في التنفس من تنفس سريع وحدودث ما يشبه الإختناق مع الإحساس بضربات القلب في مجرى التنفس وتدفق الدم بشكل سريع وقوي في الرأس تصل لمدة 5 إلى 10 دقائق يليها الرجوع للحالة الطبيعية .

قمت بمحاولات للمشاركة في النقاشات والحوارات في قاعة المحاضرة ولكن لم أتمكن من ذلك حيث تنتابني نوبة عالية من الخوف الذي أحاول السيطرة عليه مع إزدياد ضربات القلب وتعرق في اليدين وإرتفاع درجة الحرارة وعندما يطلبن الأساتذة مني الإجابة على الأسئلة أصاب باختناق وعدم القدرة على الكلام بشكل واضح وانخفاض الصوت والإحساس بتطاير الأفكار ، فضلا عن المضايقات التي أتلقاها من الزميلات عندما يمدحن الأساتذة ما أقوم به من أبحاث وعروض تقديمية تحتوي على الإبداع والإبتكار والكم المعرفي الهائل للمادة العلمية ، أضف إلى ذلك عدم رغبتي في الإختلاط بهن نتيجة لتصرفاتهن التي تنم عن عقلية طفولية أنانية تنشد مصلحتها فقط لاغير .

وأنا الآن أطلب المساعدة من أجل التخلص من الرهاب الاجتماعي الذي يؤرقني وساهم في ضياع حوقي خاصة في الدراسة الجامعية التي يتوجب على طالب الدراسات العليا أن يكون ذا شخصية محاورة تسعى للنقاشات الهادفة وهذا ما يطلبنه الأساتذة مني إما أمام الطالبات أو على إنفراد على الرغم من أنهن يعلمن بمستوى تحصيلي الدراسي وقدراتي العقلية ويشدن بذلك ، ومنهن من يقول أنا مدرك لحجم المشكلة لديك في عدم الكلام ولكن فكري في الموضوع بجدية حتى تجدي الحل .


أتمنى من المختصين الأفاضل مساعدتي ولو بجزء بسيط لحل المشكلة مع خالص تحياتي ..................

المصدر: نفساني